متاحف قطر تدشّن الموسم الثاني من "مال لوَّل"

alarab
محليات 15 ديسمبر 2014 , 08:28م
الدوحة - قنا
تحت الرعاية الكريمة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى ، دشنت اليوم متاحف قطر الموسم الثاني من بينالي "مال لوَّل" الذي يستمر حتى 28 فبراير 2015.
ويعد هذا المعرض الأول من نوعه في دولة قطر والمنطقة، حيث يضم بين جنباته كنوزًا فريدة من المقتنيات الشخصية لمواطنين من دولة قطر وعدد من دول مجلس التعاون الخليجي، تمتزج فيها الأصالة بالحداثة وتعيد للذاكرة موروثات ثقافية وتاريخية ومجتمعية لها قيمتها الكبرى بين أفراد المجتمع.
ويتميّز "مال لوَّل 2" باتساع مساحته وتنوع معروضاته مقارنةً بالموسم الأول، حيث يمتد المعرض على مساحة شاسعة تزيد على 8 آلاف متر مربع بمركز الدوحة للمعارض، في دلالةٍ تؤكّد على النجاح المبهر الذي حققه الموسم الافتتاحي للمعرض في سبتمبر 2012 وتفسّر بدورها زيادة الاهتمام والإقبال هذا العام.
ويضم بينالي "مال لوَّل 2" الذي يعني الأيام الأولى باللهجة القطرية 4 آلاف قطعةٍ من المقتنيات التراثية تحكي كل قطعة منها قصةً يسافر فيها الزائرون في رحلة عبر الزمن لاستكشاف تراثهم الثقافيّ والتاريخيّ.
وتنتمي هذه المقتنيات لأكثر من مائة مواطن قطريّ و42 مواطنًا من دول الخليج يجمعهم شغف مشترك باقتناء التراث والحفاظ عليه ، وتتنوع المحتويات بين المخطوطات والأسلحة والمقتنيات الإسلامية والخرائط القديمة والقطع الاثنوجرافية والتراثية والتحف والمجوهرات والملابس والإكسسوارات، وغيرها من المقتنيات النادرة ، ويخصّص القسم الأكبر من المعرض للكنوز التراثية والتاريخية والمقتنيات من دولة قطر وغيرها من دول مجلس التعاون.
وقام سعادة الدكتور حمد عبدالعزيز الكواري وزير الثقافة والفنون والتراث اليوم بجولة داخل المعرض بصحبة عدد من سفراء دول مجلس التعاون وعدد من كبار المسؤولين بمتاحف قطر ووزارة الثقافة والمهتمين بالتراث والفنون ، اطلع خلالها على المعروضات والمقتنيات الأثرية.
كما شاهد وزير الثقافة والحضور أوبريتا غنائيا تراثيا أقيم بهذه المناسبة .
وفي تصريح صحفي على هامش جولته بالمعرض، أشاد سعادة وزير الثقافة بالمقتنيات والمعروضات.. مثمنا مشاركة الأشقاء من دول مجلس التعاون التي تعطي مزيدا من الزخم التراثي للمعرض خاصة أن منطقة الخليج تشترك في ثقافتها وفنونها وتراثها ، لافتا إلى أن هذه المشاركة جاءت عقب القمة الخليجية الناجحة التي استضافتها الدوحة والتي تؤكد وحدة الخليجيين في كافة المجالات، كما أن /مال لول 2/ يتزامن مع احتفالات دولة قطر باليوم الوطني وهي مناسبة طيبة نتذكر فيها تاريخنا وتراثنا ، ونستشرف حاضرنا ومستقبلنا.
وتعليقا على افتتاح بينالي "مال لوَّل 2"، قال سعادة الشيخ حسن بن محمد بن علي آل ثاني، نائب رئيس مجلس أمناء متاحف قطر: "نسعد بتنظيم معرض "مال لوَّل" في دورته الثانية، حيث يأتي هذا العام وسط احتفالات البلاد باليوم الوطني ليسهم بدوره في إبراز جانب من جوانب التراث".
وأضاف "أن هدف بينالي "مال لوَّل" هو الارتقاء بالوعي حيال أهمية كنوزنا التاريخية والمجتمعية والثقافية وغرس قيمة الاهتمام بها في نفوس الجيل الحالي، ومن ثم يمثل المعرض ترجمة حقيقيةً لاستراتيجية متاحف قطر التي ينصب تركيزها على الفنون والإبداع والتراث احتفاءً منها بماضينا واستشرافًا لمستقبلنا".. معربا عن سعادته بمستوى المعرض هذا العام لا سيما وقد انضم للمشاركين أخوة لنا من دول مجلس التعاون، أثروا بدورهم مستوى المعروضات.. موجها الدعوة للجميع للاطلاع على هذه المعروضات والاستمتاع برؤية تراث الماضي.
من جانبه، قال ناصر الحمادي رئيس بينالي /مال لوَّل 2/:" يبرز لنا بينالي /مال لوَّل/ قيمة المشاركة في المعارض والفعاليات المتعددة المتاحة لجميع أفراد المجتمع من حيث كونها أداة تثقيفية تطلعنا على ثقافتنا وتراثنا ، ويحدونا الأمل أن يرسّخ المعرض هذا المفهوم المتمثّل في تعزيز روح المشاركة المحلية، حيث راعينا هذا العام أن تتناسب مع احتياجات الأسرة لضمان أكبر قدر من المشاركة.. فالمعرض فرصة مثالية لتعزيز الشغف بهواية جمع المقتنيات، لا سيّما لدى الجيل الجديد، ونأمل أن يكون جسرًا لربط ماضينا الثريّ بحاضرنا الحالي الذي يشهد تطورًا سريعًا، وأن يمهّد الطريق لمستقبلنا".
بدوره ، قال السيد ستيفن كيلي ، الرئيس والمدير العام لأوكسي قطر والراعي الرسمي لبينالي /مال لوَّل 2/، : "تتشرف /أوكسي قطر/ مرة أخرى بدعم بينالي /مال لوَّل/ في حلته الثانية، ما يسمح لنا بالاستمرار في دعم التراث والقيم والهوية الوطنية لدولة قطر والحفاظ عليها"، مشيرا إلى أن تفرُّد القطع الأثرية المعروضة في بينالي /مال لوَّل/ يسمح للجمهور، سواء المواطنين أو المقيمين بمعرفة المزيد عن قطر والتقاليد في المنطقة من خلال أخذهم في رحلة عبر التاريخ.
وأشاد بدور متاحف قطر لرؤيتها التي تقدمها من خلال بينالي /مال لوَّل/ لتعزيز وعرض الحياة الثقافية القطرية ذات الأهمية التاريخية ، وهذا ما يعمل على زيادة تعزيز الوعي العام وتقدير الفن المحلي والتراث الثقافي، ، خاصة بين جيل الشباب في قطر".
ويمنح بينالي "مال لوَّل2" زائريه تجربةً لا تُنسى ، وتعزيزًا لهذه التجربة أُضيفت إليه هذا العام عناصر جديدة ستسهم في زيادة تأثيره وجعله حدثًا استثنائيًا خالدًا في ذاكرة الزوّار.. ومن بين هذه الإضافات يحتوي المعرض على 4 مجالسٍ عربية تترك لدى الزائر شعورًا يحاكي أجواء المنازل التقليدية القطرية، فضلًا عن عرض مجموعة من الأفلام القصيرة تستعرض مائة قصة شفوية يشاطرنا فيها الآباء والأجداد الأجلّاء ذكريات الماضي ويوثّقون فيها شهاداتهم على التاريخ.
أما تصميم المعرض، فقد جاء هذا العام ملائمًا بقدر الإمكان لاحتياجات الأسرة وتلبية لرغباتها، حيث روعي فيه توافر أماكن مخصّصة لتناول الطعام، لا سيّما الأطباق القطرية التقليدية، إلى جانب تخصيص منطقة للأطفال بها شاشات عرضٍ سينمائية متحركة.
وجديد معرض هذا العام أيضا هو تصميم جدرانه المستلهمة من الشوارع والأزقة والأحياء السكنية (الفرجان) القديمة في دولة قطر ، حيث تتألف من ثلاثة حوائط على شكل أقواس يصل الواحد منها 40 مترا تقريبًا تُعرض داخلها آلاف المقتنيات في فاترينات تأخذ شكل نوافذ.
وكان الموسم الافتتاحي من بينالي /مال لوَّل/ في 2012 قد حقق نجاحًا مبهرًا كان سببًا في تلقي متاحف قطر لعدد ضخم من المقتنيات الخاصة التي قدمها لها مواطنون من دولة قطر ودول مجلس التعاون الخليجي لضمها للمعرض هذا العام ، ومن ثمّ قررت اللجنة العليا المنظمة للمعرض تنظيم معرض هذا العام في مركز الدوحة للمعارض، حيث يشغل مساحة قدرها 8 آلاف قدم مربع، بما يضمن تقديم تجربة مريحة للزائرين يستمتعون فيها بمشاهدة جميع محتويات المعرض التراثية والثقافية.