كهرماء: البنية التحتية للكهرباء والماء جاهزة للمونديال

alarab
اقتصاد 15 نوفمبر 2022 , 12:35ص
الدوحة - العرب

إنجاز كافة المشاريع الإستراتيجية قبل الموعد المحدد لتسليمها

توسعة لشبكات الكهرباء لتغطي احتياجات المنشآت الرياضية

اعتماد تقنية نظام تبريد المناطق السياحية والاستادات

 

عملت المؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء (كهرماء) منذ اللحظة الأولى لإعلان فوز دولة قطر بشرف تنظيم الحدث الرياضي الأضخم على الإطلاق، بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022™، على وضع الخطط الإستراتيجية المتعلقة بتنفيذ البنية التحتية المتكاملة الكفيلة بدعم العمليات التشغيلية استعداداً للبطولة على مدار السنوات العشر الماضية، وذلك إلى جانب الجهود الكبيرة المبذولة نحو تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030 وخاصة فيما يتعلق بقضايا الاستدامة. وقد راعت في كافة مراحل تنفيذ المشاريع المختلفة، جانب الاستدامة والإرث، بحيث يكون لهذه البنية التحتية دورٌ فاعل في عملية التطوير المستمرة التي تعمل عليها المؤسسة. 

تسريع عملية التطوير
وقد أكّد مسؤولون في المؤسسة جاهزيتهم التامة للبطولة، مشيرين إلى أن البطولة مثّلت فرصة لتسريع عملية التطوير، لتواكب الطفرة الاقتصادية والتنموية والعمرانية المذهلة التي عاشتها دولة قطر خلال الفترة الماضية، في إطار رؤيتها الرامية إلى تحقيق الريادة العالمية على مستوى خدمات الكهرباء والماء. وتمكنت المؤسسة من إنجاز كافة المشاريع الاستراتيجية قبل الموعد المحدد لتسليمها، لتكون على أهبة الاستعداد ولتتمكن من اختبار كافة منشآتها الجديدة والتأكد من مستوى جاهزيتها قبل موعد انطلاق البطولة. 
وفي إطار العمل المشترك مع الجهات المسؤولة في الدولة في سياق التجهيزات المتواصلة للاستضافة، تمكنت كهرماء من إنجاز عمليات توسعة لشبكات الكهرباء لتغطي كافة احتياجات المنشآت الرياضية من استادات وغيرها، ونجحت بجهود كافة طواقمها في استكمال 5 محطات كهرباء جديدة تغذي استادات بطولة كأس العالم، بإجمالي تكلفة يبلغ حوالي 800 مليون ريال، وهي محطة محيرجة الكبرى المغذية لاستاد خليفة الدولي ومحطة الوكير 1 التي توفر التغذية اللازمة لتشغيل استاد الجنوب، ومحطة الجهانية 3 التي تغذي استاد أحمد بن علي، ومحطة الحيضان التي توفر التغذية اللازمة لاستاد البيت، ومحطة رأس أبو عبود 2 التي تغذي استاد 974. 

قضايا الإرث والاستدامة التشغيلية
وراعى التخطيط لهذه المحطات والمشاريع قضايا الإرث والاستدامة التشغيلية، فستغذي هذه المحطات مستقبلاً المناطق المحيطة، لتوفر البنية التحتية المتطورة الكفيلة بدعم النهضة الاقتصادية المتواصلة التي تعيشها دولة قطر. 
ولم تقتصر جهود المؤسسة على دعم البنية التحتية لتشغيل الاستادات والمرافق الرياضية، بل لعبت دوراً محورياً في قطاع النقل، وذلك من خلال تدشين خمس محطات مخصصة لتغذية ريل قطر، والذي يعدّ حلاً مستداماً وصديقاً للبيئة يساهم في تخفيف الأثر البيئي لقطاع النقل في الدولة، وهو ما يتماشى مع رؤية قطر الوطنية 2030. 
كما عملت كهرماء ممثلة بإدارة الترشيد وكفاءة الطاقة «ترشيد» على تدشين العديد من محطات شحن المركبات الكهربائية، وذلك بالتنسيق مع وزارة المواصلات، والتي بلغت حوالي 30 محطة حتى الآن، وتعمل كهرماء على استكمال تركيب العديد من المحطات حول الاستادات المونديالية، ليصل عدد محطات شحن المركبات الكهربائية إلى حوالي 100 محطة مع نهاية عام 2022. 
وتعتبر جهود المؤسسة مركزية في النجاح بتنظيم نسخة تُعنى بقضايا الاستدامة وتعتبرها أولوية في كافة مراحل الاستعداد والاستضافة وما بعدها، والذي يعدّ إنجازاً كبيراً تفخر به قيادات المؤسسة، ويعكس بدوره جديّة قطر في التزامها بتحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة واتفاقية باريس للمناخ.
وحرصت كهرماء على إبراز الدور المحوري للمهندس القطري في كافة مراحل التخطيط والتنفيذ والإشراف، وذلك إيماناً من قيادات المؤسسة بأهمية دعم الطاقات البشرية المحلية، وللقناعة بأنّ المهندسين القطريين على مستوى عالٍ من الكفاءة والمسؤولية والأمانة تأهلهم لإنجاز مثل هذه المشاريع المهمة على أعلى مستويات الجودة العالمية. 
خطط التغذية البديلة
كما تمكنت فرق كهرماء المختصة بنجاح من وضع خطط التغذية البديلة لكافة الاستادات والمنشآت الرياضية، لضمان استمرار خدمة الكهرباء على أعلى المستويات وضمان أعلى درجات الموثوقية دون حدوث أي انقطاعات، بما يليق بمستوى التنظيم الاستثنائي لهذا الحدث الكبير، كما ستكون طواقم كهرماء وفنيوها على أهبة الاستعداد طوال فترة البطولة وعلى مدار الساعة، وذلك من خلال مركز التحكم الوطني الذي يعتمد تكنولوجيا رائدة على مستوى العالم في المراقبة والتحكم والرصد، والذي تمّ تجديده وتحديث معداته وبرمجياته لتحقيق الامتياز التشغيلي وأرقى مستويات الكفاءة والجاهزية. 
ودشّنت المؤسسة مركز التحكم الثاني للكهرباء، تعزيزاً لمنظومة التحكم الكهربائي على المستوى الوطني. ويأتي تدشين المركز مواكباً للتطور المتسارع في البنية التحتية ولما تشهده دولة قطر من نهضة عمرانية شاملة بكافة المدن والمناطق، الذي يرافقه نمو سريع في الشبكة الكهربائية، حيث وصل عدد المحطات الرئيسية فيها لـ 387 بينما وصل عدد المحطات الفرعية لما يقارب 18 ألف محطة فرعية.
كما تمّ تدشين مركز العمليات التشغيلية تلبيةً لمتطلبات الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، حيث سيؤدي مهمة متابعة سير الأعمال اليومية بكافة أرجاء الدولة لحظة بلحظة ومراقبة الشبكة الكهربائية، لتوجيه الفرق الفنية للمواقع بدقة وبشكل فوري في حال حدوث أي أعطال أو انقطاعات للتيار بما يكفل استمرار الخدمة أثناء بطولة كأس العالم. هذا وقد تم اعتماد خطوط ساخنة خاصة بالمركز لسرعة الاستجابة والتواصل.
كما تضمن كهرماء تقديم مياه نظيفة وآمنة لجميع سكان وزوار دولة قطر، حيث حققت المياه جودة بيولوجية بلغت 99.56% في النصف الأول من عام 2022، متجاوزة توصيات منظمة الصحة العالمية، ويعمل مختبر جودة المياه الذي يستخدم تكنولوجيا متطورة وحديثة على التأكد من سلامة مياه الشرب من خلال فحص العينات يومياً، وسيكثف المختبر أعماله أثناء فترة الاستضافة لضمان أعلى مستويات الجودة والأمان لمياه دولة قطر في كافة المناطق والمرافق. كما تمّ وضع خطط استراتيجية طموحة لرفع سعة المخزون الاستراتيجي للمياه في دولة قطر، والاستعداد الكامل للارتفاع المتوقّع بالطلب على المياه في سنة الاستضافة. 

مركز تحكم المياه الوطني
ودشّنت كهرماء مركز تحكم المياه الوطني بعد الانتهاء من أعمال تجديده وتطويره، وتم استحداث مركز تحكم المياه الوطني للطوارئ، وذلك في إطار الخطة الاستراتيجية طويلة المدى 2030 للمؤسسة، ولضمان تدفق خدمات المياه على أعلى المستويات، سواء أثناء استضافة البطولة أو بعدها. ويوظف المركزان التكنولوجيا الحديثة وأحدث البرمجيات الرائدة عالمياً في إدارة شبكات المياه، كما تمّ تزويدهما بأحدث تقنيات الأمن السيبراني عالمياً، حرصاً على التعامل مع مختلف السيناريوهات المحتملة ورفع الجاهزية لضمان سير عمليات الإمداد بفعالية وكفاءة في كافة الأوقات، إيفاءً بكافة الالتزامات والتعهدات تجاه الفيفا. 
وعلى صعيد آخر، كان لكهرماء دور رئيس في اعتماد تقنية نظام تبريد المناطق السياحية في الدولة والاستادات المونديالية، وهي أنظمة صديقة للبيئة تساهم في رفع مستوى الفاعلية والكفاءة، حيث يصل مستوى ترشيدها للطاقة إلى 40% من الكهرباء و98% من مياه الشرب مقارنة بحلول التبريد التقليدية. 
وتساهم هذه الأنظمة بدورها في خفض انبعاثات الغازات الدفيئة، مما يساهم في تقليص بصمة قطر الكربونية، ما يبرز مدى التزام دولة قطر بالعمل المناخي عبر السعي المتواصل على تحقيق أهداف خطة العمل الوطنية القطرية للتغير المناخي 2030 وتعزيز دورها في الدولة والمجتمع.