عرضت جامعة قطر أمس الإثنين مسرحية «شقين في واحد» ضمن النشاط الطلابي وهي من تأليف عبدالله الكبيسي وإخراج ناصر عيسى وقدمها طلاب بكلية التربية.
تناولت المسرحية عددا من القضايا الاجتماعية من خلال عدد من الأشخاص المتواجدين في مستشفى للأمراض العقلية والتي يظهر من خلال الأحداث أنهم أجبروا على دخول المستشفى هروبا من ضغوطات الحياة.
وقد نجح الطلاب خلال عرضهم في تقديم رؤية مسرحية واستعادة للمسرح الجامعي، وهذا ما أكده النقاد في الندوة التعقيبية التي أقيمت بعد انتهاء المسرحية وشارك فيها الناقد المسرحي الدكتور حسن رشيد، والفنان والمخرج صفوت الغشم.
وقال الدكتور حسن رشيد في تصريح لـ العرب» عقب الندوة إن المسرحية تأتي في إطار عودة مشروع المسرح في جامعة قطر، حيث وجدنا شبابا متحمسين، وبالتالي علينا أن نشجعهم وندعمهم لأننا في أمسِّ الحاجة إلى دماء جديدة أخرى في المسرح القطري.
وأضاف: «على الرغم أن العرض بسيط في الديكور لكن يمكن أن يتم تبني هذا العمل في إحدى الفرق المسرحية، بما يصقل مواهب هؤلاء الشباب في الأداء التمثيلي»، مشددا على ضرورة اهتمام هؤلاء الشباب بالثقافة المسرحية لضمان الاستمرارية، فهؤلاء يمثلون جيلا جديدا رافدا للمسرح القطري ويحيون الأيام الذهبية للمسرح الجامعي الذي يخلق نواة أخرى لشبابنا في عالم المسرح حيث كان المسرح الجامعي في قطر والعالم العربي مكانا لانطلاق مسرحيين كبار.
وقال الفنان والمخرج صفوت الغشم لـ «العرب» إن العرض جميل ويحمل رسالة مهمة، والأهم من الرسالة هو التأكيد على أننا بحاجة إلى المسرح الجامعي، باعتباره مساحة حرة للتعبير والإبداع، حيث يجمع بين الفن الأكاديمي والمشاركة الاجتماعية.
وأضاف الغشم أن المسرح الجامعي له تاريخ طويل ومؤثر، يظهر بالتعليم والتفاعل الفكري داخل الجامعات، وظهر المسرح الجامعي أكثر تنظيما في القرن التاسع عشر، أما القرن العشرون فكان المسرح الجامعي يشهد ازدهارا، مشيرا إلى أن العالم العربي عرف المسرح مع تأسيس الجامعات والمشاركات الطلابية في الأنشطة الثقافية.
ولفت إلى أن العرض تخلله بعض الملل والتوتر الذي يعني أننا فقدنا فيه متعة العرض، فكان المخرج في تجربة تحد مع النفس لكنه لم يستطع ذلك فحاول خلق الصراع ما يظهر أنه كان في حاجة إلى القراءة حول هذا الصراع الداخلي للعمل وكيف عالجه المسرح العالمي.
وتابع الغشم إننا بحاجة إلى تهيئة هذه الأمور في المسرح الجامعي مستقبلا، داعيا إلى الاهتمام بهذا المسرح وتطويره، من خلال مؤسسات ثقافية وتعليمية وفنانين وأكاديميين.
