شباب قطري يطلقون حملة توعوية تتصدى لـ «التنمر المجتمعي»

alarab
موضوعات العدد الورقي 15 يونيو 2019 , 01:30ص
العرب- هبة فتحي
أطلق مجموعة من الشباب وهم (موزة الشهواني – محمد المري – سالم المري- درة الحداد – مريم ناصر – فايزة عبيدي – جلال منصور) مبادرة تحت اسم «تستحق» ولد من رحمها حملة توعوية عبارة عن تجربة اجتماعية ميدانياً وعبر مواقع التواصل الاجتماعي تحت وسم # عبد الله.

وهدفت الحملة إلى تسليط الضوء على التنمر المجتمعي بطريقة غير مباشرة، حيث يعد «التنمر» آفة مجتمعية تبدأ بإطلاق الأحكام والعبارات على الأشخاص دون معرفة الظروف أو القصة الحقيقية وراء كل ذلك، خاصة الحكم على الأفراد من مظهرهم الخارجي دون أي مراعاة.

وتعد مبادرة «تستحق» إحدى المبادرات المشاركة في مسابقة نظمتها «مؤسسة قطر الخيرية» تنافس فيها 7 مبادرات أخرى.

وعمل فريق الحملة على الترويج للفكرة ميدانياً من خلال تجوال أحد الشباب إلى مجمع «فستيفال» بمظهر بسيط، لكن بشكل مختلف، مُلصقاً بثيابه «لافتة» مكتوب عليها «كم تتوقع اسوى؟» مع توجيه السؤال نفسه إلى المارة، فانقسمت نتيجة التجربة الاجتماعية إلى فريقين، ليلقى التعاطف من مجموعة، وجاء التعبير عن هذا من خلال ترك تعليق إيجابي على ثيابه، وفريق آخر وقع في فخ التنمر، وأخذ يعبر عن ذلك برسم خط أحمر على وجه الشاب.

أما على مواقع التواصل الاجتماعي، فقد حازت الحملة على اهتمام كبير، وحقق الهاشتاج #عبد الله على تويتر «تريند» خلال نصف ساعة فقط من إطلاقه.

وفي نهاية الحملة، قام الفريق بإنتاج فيديو مصور قام فيه بشرح فكرة الحملة التي تتناول مفهوم التنمر المجتمعي، وتطرق إلى التصرفات التي ربما يقوم بها الشخص وتدخل تحت مفهوم «التنمر المجتمعي».

مريم ناصر: الفكرة فريدة في المجال التوعوي

وصفت مريم ناصر فكرة الحملة بالتجربة الفريدة بالنسبة لها في المجال الإعلامي والتوعوي، والتي اتخذت منها شعار «اعرف قصتي قبل أن تحكم علي».

وتابعت: «لكل واحد منا قصة لا يعلمها إلا المقربون، ولكن سرعان ما نجد الحكم علينا بكلمات لا يستوعبها عقل ولا قلب تُطلق دون وعي، وللأسف هذه الكلمات يمكن أن تتسبب في أضرار نفسية ضخمة في حياة من يتعرض لها، ومن المؤكد أننا جميعاً تعرضنا لتلك الكلمات في حالات ضعفنا وسقوطنا أحياناً، ومن هذا المنطلق قررت أن أخوض تجربة #عبد الله التي تعالج قضية التنمر من خلال تجسيد رسالتنا عبر تلك الشخصية».

واعتبرت أن أهم ما يميز شخصية الحملة، أنها بسيطة بشكل مختلف، الهدف منها الاختلاط بالناس للتعرف على ردود أفعالهم من خلال التفاعل المباشر واكتشاف مدى حرصهم على التعرف على قصته ووضعهم في مقياس التوعية الذاتية من خلال تلك التجربة.

درة الحداد: تعرضت للتنمر.. ومشاركتي بهدف التغلب على الظاهرة
قالت درة الحداد إن مشاركتها في حملة #عبد الله جاء بدافع توعية المجتمع ببعض التصرفات التي يقوم بها يومياً ولا يدرك نتائجها بشكل واقعي وحقيقي، حيث يتسبب الجهل ببعض المشكلات وطرق حلها في المزيد من العوائق النفسية التي يصاب بها عدد ليس بالقليل.

وأشارت إلى أنها تعرضت للتنمر بشكل شخصي لذلك سعت في محاولات تغيير فكر المجتمع من خلال دورها في هذه الحملة، معتبرة أنها واحدة من الرياديين الاجتماعيين في المجتمع وبالتالي تقع على عاتقها مسؤولية كبيرة من حيث مساعدة المجتمع ورفع توعيته في جميع القضايا والمشكلات.

وأكدت أن مخرجات الحملة أظهرت مشاكل اجتماعية أخرى على السطح لم تكن بالحسبان، معربة عن أملها بأن تكون حملة #عبد الله انطلاقة لتجارب اجتماعية تسلط الضوء على مشكلات وموضوعات أخرى، وألا تصير تجربة عابرة، وأن يستكمل الفريق دورهم في توعية الناس للتوقف عن التنمر، وأن يكونوا واعين بالطريقة التي يفترض أن يصدوا بها التنمر ليصبح المجتمع أكثر تمتعاً بصحة نفسية أفضل.

جلال منصور: ردود أفعال المشاركين حقيقية.. وتخلو من أي زيف
أعرب جلال منصور مصور الحملة، عن سعادته لمشاركته في الحملة، ووصفها بالفكرة الجديدة والخارجة عن المألوف، حيث قام بمهام التصوير للتجربة المجتمعية، مشيراً إلى أنه نجح في رصد كل ردود الأفعال، وحاول قدر المستطاع ألا يكون التصوير بطريقة مباشرة حتى تكون ردود الفعل واقعية وليس بها أي تزييف. وأوضح أنه قام بالتصوير من خلال زوايا لا يراها المشاركون حتى يعبر كل مشارك عن ردة فعله الحقيقة دون أن يتأثر بباقي فريق الحملة، أو حتى بوجود كاميرا بالأساس.

فايزة عبيدي: آفة تترك أثراً سلبياً
قالت فايزة عبيدي: «من المؤكد أن كل شخص تعرّض للتنمر بشكل أو بآخر، وأنا شخصياً تعرضت للتنمر، ولهذا السبب أشعر بأنني دائماً في حاجة إلى توعية الناس عن أثر ذلك ولأي درجة يمكن أن يؤثر على الشخص، سواء في حياته العملية أو الشخصية، فربما يبدأ التنمر بنظرة، وهذا ما حاولنا توصيله للمجتمع من خلال حملتنا».

موزة الشهواني: الحملة قامت على أسس مجتمعية وثقافية
قالت موزة الشهواني – قائدة الفريق، إن حملة #عبد الله قامت على أسس مجتمعية وثقافية سعى فريق الحملة من خلالها إلى توعية المجتمع حول ما يعرف «بالتنمر المجتمعي» ونشر الوعي بأهمية عدم الحكم على الأفراد من مظهرهم الخارجي.

وأوضحت أن اختيار شخصية عبدالله لتكون محور الحملة كانت قضية موجهة من إنسان لإنسان، وكان هناك حرص كبير على إشراك المجتمع فيها ليخرج عبد الله للمجتمع بقضية واحدة، مشيرة إلى أن التفاعل مع الشخصية كان كبيراً.

وأكدت أن القيام بتجربة اجتماعية بشكل ميداني تشوبه العديد من التحديات الشيقة والسلبية أحياناً، لكن الحرص الشديد من فريق الحملة على إيصال القضية لأكبر شريحة ممكنة من المجتمع دفع الجميع للاستمرار بنية تحقيق التكافل المجتمعي.