قانونيون لـ «العرب»: تزايد أعداد قضايا الغارمين.. والقطريون أهل خير
محليات
15 يونيو 2018 , 06:31ص
العرب- محمود مختار
أكد قانونيون أن أروقة المحاكم شهدت تزايد أعداد قضايا الغارمين خلال الفترة الأخيرة، مما يتطلب تدشين حملات توعوية كثيرة للتعريف بخطورة الديون وتأثيرها السلبي على أصحابها، وعدم الاستهانة بها لأنها تؤدي إلى السجن، وتكون مدخلاً لكثير من المشكلات للعائلات.
وأشاروا في تصريحات خاصة لـ «العرب» إلى أن أهل قطر أهل خير ومودة ودائماً يسعون في فعل الخير، سواء بداخل قطر أو خارجها، فهم دائماً يفزعون لمساندة المحتاجين، مطالبين الجميع بفك كرب الغارمين، مطالبين بإنشاء صندوق دعم خاص للمحتاجين.
ومع اقتراب موعد عيد الفطر المبارك وتوقيت استحقاق الزكاة أصبح الكثيرون يتجهون إلى الغارمين من أجل دراسة كل حالة على حدة، سعياً وراء فك كرب من يستحق.
غانم الكبيسي: دراسة الحالات وتحديد الأشخاص الأكثر استحقاقاً للزكاةقال المحامي غانم الكبيسي لا يمكننا اعتبار كل الغارمين ضحايا، ولكن لا يمكننا أن ننكر وجود الكثير منهم ممن وقعوا في هذه المشكلة، نتيجة لعدم درايتهم بالقانون بشكل كامل، وتوقيعهم على أوراق تدينهم بحسن نية، أو قادتهم الحاجة والعوز إلى الاستدانة ثم السجن.
وأضاف: بعيداً عن الشق القانوني في الأمر الغارمون هم من بين الفئات التي تخرج لها الزكاة، ونحن لدينا في قطر الكثير من المستثمرين ورجال الأعمال القادرين على رفع المعاناة عن هذه الفئة، سواء من خلال تبرعاتهم، أو إخراج الزكاة المفروضة عليهم.
وطالب الكبيسي بدراسة حالات الغارمين، وتحديد الأشخاص الأكثر استحقاقاً للزكاة حتى تصل هذه الأموال لأكثر الناس حاجة، وأن يضع المتبرعون في اعتبارهم أرباب العائلات، ممن تتعرض أسرهم للكثير من المشكلات، بسبب الضغوط المالية التي تتزايد إذا ما كان رب الأسرة في السجن، وألا يضعوا في اعتبارهم من عليهم ديون أقل، لأن ذلك يبقي البعض لسنوات طويلة في السجن.
محمد البدر: نسبة كبيرة من المتعثرين هم في الأصل ضامنون لآخرين
قال المحامي محمد خلف البدر إن على الجمعيات الخيرية التعاون مع الجهات المختصة التي لديها إحصائية بعدد الغارمين في الدولة وطريقة مساعدة كل غارم والمبلغ المطلوب منه.
وأضاف أن المحاكم أصبحت مليئة بقضايا الغارمين التي تنتج عن سوء إدارة المشاريع، مما يؤدي إلى صعوبة سداد المستحقات المفروضة عليه.
وأشار البدر إلى أن عدداً كبيراً من المواطنين يواجهون دعاوى قضائية بسبب التعثر عن سداد حقوق مالية لأفراد وشركات أو بنوك، مؤكداً أن نسبة كبيرة من المتعثرين هم في الأصل ضامنون لآخرين، وأصبحوا ملزمين بالسداد نيابة عنهم، مما يتطلب مساعدتهم في تجاوز تلك الأزمة التي تهدد مستقبلهم.
وأكد البدر أن من يستحق سداد ديونه هو الغارم الذي ليس عليه جرم، لأن هناك بعض الغارمين لديهم عدد كبير جداً من القضايا، كما أن بعضهم يدينون بمبالغ هائلة يستحيل سدادها أو التفاوض بشأنها، مشيراً إلى أن هناك بعض الغارمين لم يطلبوا مساعدات من قبل الجمعيات الخيرية، وذلك يرجع إلى أن الديون تكون ضخمة ولا تتحملها ميزانية الجمعيات.
حسن فاروق: إنشاء صندوق دعم للمحتاجين
قال الخبير القانوني حسن فاروق إن الفرحة التي ستدخل على كثير من العائلات بسبب فك كربة الغارمين ستحيل عيد الفطر إلى فرحة في العديد من المنازل التي يسكنها الحزن منذ دخول رب الأسرة إلى السجن.
وتابع قائلاً: إن الجمعيات الخيرية تبذل مجهوداً كبيراً في الوقوف بجانب المتعثرين والمحتاجين، لكن مساعداتهم المالية محدودة ولا تفي بالغرض، وإنه لا بد من اشتراك جميع أفراد المجتمع في حملة، وإنشاء صندوق لدعم المحتاجين.
وأكد فاروق أن كثيراً من المتعثرين في سداد القروض يحتاجون أحياناً إلى دعم مالي، خصوصاً أن العديد من القضايا المنظورة أمام المحاكم بسبب شيكات بدون رصيد، مشيراً إلى ضرورة إطلاق حملة تعريفية وتوعوية بأضرار الديون، وأن الشخص عليه أن يدرك خطورة الدين إذا لم يكن قادراً على سداده، وأنه من الممكن أن تدمّر أسرة بسبب الغرامة والديون، لأن هناك بعض الأشخاص ليس لديهم وعي أو إدراك بخطورة الدين، وكذلك لديهم سوء تقدير للمصاريف.