رجال أعمال: قطر أصابت بترشيح لاغارد لرئاسة «النقد الدولي»

alarab
اقتصاد 15 يونيو 2011 , 12:00ص
الدوحة - محمد عمار
وصف رجال أعمال السيدة كريستين لاغارد، وزيرة المالية الفرنسية، بكونها الشخص المناسب لقيادة صندوق النقد الدولي خلال المرحلة المقبلة حال مقارنتها بنظيرها المكسيكي. وأشار هؤلاء لـ «العرب» إلى أن ترشيح دولة قطر للسيدة لاغارد نابع من عمق العلاقات الاقتصادية القطرية الفرنسية إضافة إلى المعرفة الجيدة بشخص لاغارد؛ حيث زارت الدوحة مرات عدة وكان لها لقاءات متعددة مع مجتمع الأعمال المحلي. وأعلنت قطر رسميا أمس ترشيح الشخصية الفرنسية لتحل محل مواطنها دومينيك ستراوس كان المتهم بقضايا أخلاقية. ونقلت وكالة الأنباء القطرية عن مسؤول بوزارة الاقتصاد والمالية قوله «تؤيد الوزارة ترشيح السيدة كريستين لاجارد وزيرة المالية الفرنسية لمنصب مدير عام صندوق النقد الدولي». المعرفة بالتفاصيل وقال سعادة الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني رئيس رابطة رجال الأعمال القطريين إنه يجب النظر إلى المرشحين، وحسب قبول صندوق النقد لذلك فإن لاغارد تعد الأفضل من نظيرها المكسيكي نظرا لمعرفتها بدواليب القضايا في أوروبا التي تعيش أزمة مالية مع تورط صندوق النقد في تمويلات كبيرة بالقارة العجوز. وأضاف أن قمة الثماني في فرنسا الأخيرة قدمت مساعدات وقروضا كبيرة للدول العربية وهو ما يزيد من عدد الأصوات لفائدة السيدة الفرنسية. وكان الاتحاد الأوروبي قد أكد تأيده ترشيح لاغارد لمنصب المدير العام لصندوق النقد الدولي خلفا لدومينيك ستراوس كان، كما أيدت السعودية ومصر ذلك إضافة إلى عدد من الدول العربية الأخرى خاصة الفرانكفونية. وأضاف رئيس رابطة رجال الأعمال أن كريستين لاغارد تحظى بالاحترام والتقدير في عالم المال لذلك فإن قرار قطر يعد صائبا، خاصة أن هناك علاقات كبيرة مع فرنسا؛ حيث تزيد المبادلات التجارية بين البلدين عن ملياري يورو إلى جانب الاستثمارات الضخمة، في حين أن العلاقات مع دولة مثل المكسيك لا تزال ضعيفة على المستوى الاقتصادي. من جانبه رحب الشيخ نواف بن ناصر بن خالد آل ثاني رئيس نادي الأعمال القطري الفرنسي بقرار قطر مساندة المرشحة الفرنسية، مبينا أن حكومة قطر الرشيدة دائما تتخذ القرار الصائب في مثل هذه المسائل. وبيّن أنه تقابل مع لاغارد أكثر من مرة عند زياراتها الدوحة؛ حيث لمس حرفية لدى المرأة ذائعة الصيت العالمي حيث اختيرت من أقوى سيدات المال والأعمال تأثيرا في الساحة الدولية من قبل فوربس العالمية. وفي إطار مساعيها لحشد التأييد لترشحها للمنصب، زارت لاغارد القوى الصاعدة والمعروفة ببريكس والتي تضم البرازيل والصين والهند وجنوب إفريقيا. ويعتقد أن هناك اتفاقا غير مكتوب منذ عام 1945 بين أميركا وأوروبا يقضي بأن تتولى شخصية أوروبية رئاسة صندوق النقد، وأن تتولى شخصية أميركية رئاسة البنك الدولي. وأضاف الشيخ نواف أن قطر عرضت المرشحين المطروحين على الساحة لرئاسة هذه المؤسسة الدولية المحورية، خصوصا في ظل الظروف التي يمرّ فيها الاقتصاد والأسواق العالمية منذ تفاقم أزمة المال العالمية في أكتوبر عام 2008. واعتبر أن من مصلحة قطر اختيار أفضل المرشحين الذي تثق في توافر الخبرات العملية والعلمية اللازمة لديه لشغل هذا المنصب المهم، ومدى اضطلاعه بالحلول الهيكلية التي يتطلبها النظامان المالي والنقدي العالميان، لتجنب حدوث أزمات مستقبلية بحجم الأزمة الأخيرة، التي لا يزال الاقتصاد العالمي يعاني من تبعاتها حتى اليوم. وأكد أن المرشحين يعدان بإصلاحات جوهرية داخل أهم مؤسسة نقدية في العالم، إلا أنه استطرد بالقول إن الطريق لا يزال طويلا ومعقدا، رغم الإصلاحات الجذرية داخل الصندوق. وكان صندوق النقد الدولي قد أعلن عن القائمة المختصرة للمرشحين لمنصب المدير العام للصندوق وضمت وزيرة المالية الفرنسية كريستين لاغارد، وحاكم بنك المكسيك أوغوستين كارستنس مستبعدا في ذلك رئيس البنك المركزي الإسرائيلي ستانلاي فيشر البالغ من العمر 67 عاما بسبب تجاوزه العمر القانوني المطلوب للمنصب والذي حدد بـ65 عاما كحد أقصى. وقال صندوق النقد على موقعه على الإنترنت إن مجلس الصندوق التنفيذي سيلتقي مع المرشحين في واشنطن، ومن ثم يلتقي أعضاء المجلس لمناقشة قوة كل من المرشحين واختيار أحدهم. ويتألف مجلس إدارة صندوق النقد الدولي الذي سيقوم بعملية الاختيار من ممثلين عن 24 دولة. فرصة تاريخية من جانبه، قال رجل الأعمال المعروف عبدالعزيز العمادي إنه من المفروض اختيار مدير الصندوق من خارج أوروبا بعد استحواذها على هذا المنصب منذ عام 1945، لكنه استطرد بالقول إنه عند النظر إلى المرشحين سنجد كريستين لاغارد أقوى من منافسها لذلك ستربح في الانتخابات بالأغلبية وهو ما شجع قطر على ترشيح السيدة الفرنسية. وتساءل العمادي عن عدم ترشح ممثل عن الصين أو البرازيل أو أحد القوى الصاعدة وهو ما سيجعل موازين القوى تختلف، ذاكرا أن فرصة تاريخية أتيحت للدول النامية ولم يتم استغلالها. وتشير التقارير إلى أن وزيرة المالية الفرنسية لاغارد هي المرشح الأوفر حظا للفوز بالمنصب؛ فهي تحظى بدعم الاتحاد الأوروبي كما حصلت في الأيام الأخيرة على دعم مصر وإندونيسيا والإمارات العربية المتحدة والسعودية وقطر.