مجلس الوزراء يستعرض تقرير متابعة تنفيذ الإطار الوطني لتعزيز القيم والأخلاق الحميدة في المجتمع القطري

alarab
محليات 15 مايو 2024 , 07:03م
قنا

سلط مجلس الوزراء، اليوم، الضوء على الجهود المبذولة في تنفيذ "الإطار الوطني لتعزيز القيم والأخلاق الحميدة في المجتمع القطري"، الذي يعد مبادرة مشتركة تم إطلاقها بالتعاون بين عدد من الوزارات المعنية ومن بينها وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، ووزارة الثقافة ووزارة التنمية الاجتماعية والأسرة، ووزارة الداخلية ووزارة الصحة ووزارة الرياضة والشباب.

وتأتي هذه المبادرة حرصا على الاستثمار في التعليم بما يعزز بناء رأس المال البشري والمعرفي وجهود التنمية المستدامة بكافة أبعادها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية والبشرية، ومن ثم تحقيق غايات رؤية قطر الوطنية 2030.

وتهدف مبادرة الإطار الوطني إلى تعزيز القيم الأخلاقية الحميدة، ومتابعة التطورات التي تشهدها مختلف فئات المجتمع القطري، لا سيما فئتي الأطفال والشباب، وتحديد أبرز التحديات والمشكلات السلوكية التي تهدد كيان المجتمع واستقراره، ومعالجتها، والحد منها، كل ذلك عبر تنفيذ خطط محكمة تتوافق مع توجهات كل فئة من الفئات المستهدفة.

ويأتي ضمن الإطار الوطني "برنامج تنشئة"، الذي يعد محورا رئيسيا يسهم في توحيد جهود الوزارات المعنية في تفعيل الإطار الوطني وتنفيذ برامجه وخططه، وهو برنامج وطني وقائي، يستند إلى أدلة علمية، ويرتبط ارتباطا وثيقا بالتوجهات الاستراتيجية للدولة. يهدف "برنامج تنشئة" إلى حماية الأطفال من الانحرافات السلوكية عبر تعزيز عوامل الحماية وتحييد عوامل الخطورة، ويركز على التنشئة الاجتماعية المتكاملة للأطفال من سن مبكرة.

ويعد هذا البرنامج ثمرة تعاون مشترك بين وزارة التربية والتعليم ومعهد الدوحة الدولي للأسرة، وجرى تطبيقه على 25 ألف طالب، ويتضمن أنشطة تربوية وتوعوية متنوعة بالشراكة مع العديد من المؤسسات في الدولة.

وتقوم مبادرة "الإطار الوطني لتعزيز القيم والأخلاق الحميدة في المجتمع القطري" على سبعة محاور، تشمل: الحماية، والتربية، والرعاية، والوقاية، والتأهيل والعلاج، والتمكين، والحوكمة. كما تتضمن عددا من التدخلات ومؤشرات الأداء لكل محور، والخطوات المستقبلية لتحقيق الأهداف الاستراتيجية المحددة وحماية النسيج الاجتماعي والثقافي والأخلاقي للمجتمع.

وفي هذا السياق، تم العمل على تعزيز أوجه التعاون بين الوزارات المعنية كافة في سبيل التنسيق بين برامجها ومشاريعها، بما يتوافق مع الخطط الاستراتيجية ذات الصلة بالإطار الوطني، وتحديد التدخلات اللازمة وفق اختصاصات كل جهة، وبما يتماشى مع المحاور المستهدفة.

وقد بادرت الوزارات بتقديم مجموعة من البرامج المبتكرة والأنشطة الهادفة التي من شأنها غرس القيم الأخلاقية لدى الأطفال والشباب في مختلف المراحل الدراسية.

فعلى صعيد وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، تمثلت أبرز إنجازاتها ضمن تنفيذ مشروع الإطار الوطني في إطلاق برنامج "تنشئة" الوطني، وإطلاق مبادرة دمج التعليم القائم على القيم في المناهج الدراسية، وتطبيق الميثاق الأخلاقي للمدارس ورياض الأطفال، هذا إلى جانب تنفيذ مجموعة من الأنشطة الطلابية في المدارس الحكومية بالتعاون مع جهات خارجية، من أهمها: 137 نشاطا عن الهوية الوطنية، و100 نشاط عن القيم الإسلامية، و42 نشاطا في المجال العلمي، و19 نشاطا في المجال البيئي، و30 نشاطا في المجال الصحي.

وبدورها، نفذت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية 1550 برنامجا ومحاضرة تربوية لمدارس البنين والبنات في جميع المراحل الدراسية و90 برنامجا ومحاضرة لأولياء الأمور وموظفي المدارس والجامعات، ونحو 420 برنامجا دينيا للنشء في المساجد حسب المخطط له.

وتضمنت أبرز إنجازات وزارة الثقافة في هذا الإطار، تنفيذ نحو 37 مشروعا وفعالية، من أبرزها: إعداد برنامج "القراءة للجميع" المخصص لطلاب المدارس خلال العام الدراسي، وبرنامج "جليس الصيف" للأطفال، الهادف إلى تفعيل دور الأسرة، بالإضافة إلى إطلاق محتوى رقمي معزز للقيم والأخلاق الحميدة في المجتمع، والتركيز على تعزيز المشاركة الإيجابية للشباب في تنمية المجتمع من خلال المبادرات التطوعية، وتقديم البرنامج الربيعي للمتطوعين "ألوان الربيع"، الهادف إلى توعية الشباب والأطفال بالعمل التطوعي، وإطلاق مشروع "سفراء الهلال الأحمر القطري" بهدف تطوير قدرة الشباب على تمثيل الهلال الأحمر القطري داخل الدولة وخارجها.

ومن جانبها، حرصت وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة على تطوير نظام إحالة خاص بدور الرعاية الاجتماعية وتعميمه، وتنفيذ نحو 34 محاضرة ونشاطا توعويا بالمدارس، وإعداد برامج سنوية لتأهيل الأحداث تتمثل في الخدمات الاجتماعية والنفسية وأنشطة التأهيل الوظيفي على يد فريق متعدد التخصصات، وإطلاق حملة "اغرس قيمة" بمناسبة المعرض الدولي للبستنة "إكسبو 2023" لربط القيمة بغرس الثمرة، وحملة "تحدي العطاء" خلال شهر رمضان الرامية إلى تعزيز روح المشاركة والعطاء بين أفراد الأسرة وبناء قيمة الإيثار والعطاء وتعزيز قيمة المسؤولية المجتمعية، ومفهوم المساعدة وتقديم العون للمحتاجين.

كما شاركت الوزارة مع الاتحاد القطري للرياضة للجميع، في تنظيم سباق الأسرة للجري بالخور، وهو السباق الأول من سلسلة سباقات الأسرة في عام 2024.

أما على صعيد وزارة الداخلية، فقد عملت على تنفيذ مشروع التوعية الطلابي الذي تضمن نحو 176 مدرسة، استفاد منها 13651 طالبا وطالبة، وتنظيم 355 محاضرة بمختلف المدارس ومراكز ذوي الإعاقة بهدف تعزيز الحس الأمني، وتنفيذ برامج للأخصائيين النفسيين لتجفيف منابع الجريمة ومكافحة المخدرات.

وعملت وزارة الصحة من جهتها على إعداد منصة إلكترونية تحتوي على مكتبة صحية تتضمن محاضرات ومقاطع فيديو ومعلومات توعوية للمجتمع المدرسي والمعلمين والطلاب والممرضات وأولياء الأمور، وإطلاق الخط الساخن الوطني للصحة النفسية، وتنفيذ برنامج تدريب الصحة النفسية المخصص لموظفي الخطوط الأمامية في مؤسسة حمد الطبية حيث تضمن تنظيم أربع ورش عمل، وإعداد الدلائل الإرشادية للتغذية وأنماط الحياة الصحية للأم والطفل، والمشاركة في إعداد الدليل الخاص بالمقاصف المدرسية الهادف إلى توفير خيارات صحية في المدارس الحكومية، وتدريب مشرفي المقاصف المدرسية بشأن الدليل.

وفيما يخص وزارة الرياضة والشباب، فقد عملت على الانتهاء من وثيقة سياسة قطر الوطنية للشباب وإقرارها من مجلس الوزراء، وتطوير تطبيق "شباب لدعم" لتعزيز القيم لفئة الشباب وتثقيفهم من خلال محتوى إعلامي رقمي تفاعلي متميز، وإطلاق مبادرة "كلنا مسؤول" لتعزيز المسؤولية المجتمعية لدى الشباب وإبراز دورهم التطوعي في المجتمع، وبرنامج "فزعة شباب لدعم" لتخريج قيادات شبابية قطرية في مجال العمل الإنساني والخيري التطوعي، وتعزيز قيم التكافل والتراحم بين الشباب.

جدير بالذكر أن مشروع "الإطار الوطني لتعزيز القيم والأخلاق الحميدة في المجتمع القطري" هو نتيجة دراسة تحليلية لأبرز التحديات السلوكية والمشكلات الاجتماعية والأخلاقية لدى طلاب المدارس والشباب في المجتمع القطري، حيث تم إطلاقه إثر موافقة مجلس الوزراء على المقترح المقدم بهذا الشأن، وتم بناء على ذلك، إصدار قرار مجلس الوزراء بتشكيل لجنة وزارية برئاسة وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، وعضوية وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، ووزارة الثقافة، ووزارة التنمية الاجتماعية والأسرة.