مواطنون ينتقدون غياب التشجير بالمناطق الجديدة
محليات
15 أبريل 2017 , 02:26ص
محمد الفكي
انتقد مواطنون غيابَ التشجير والمسطحات الخضراء بالمناطق الجديدة في الشمال، وأكدوا في حديثهم مع «العرب» أن هناك مشروعات أقيمت على مساحات كانت تشكل غطاء نباتياً طبيعياً بهذه المناطق، لافتين إلى ضرورة سرعة تنفيذ أعمال التشجير والتجميل.
وأوضحوا أن للأشجار فوائد متعددة بيئياً ومناخياً، وتضيف بعداً جمالياً للمكان، ما يجعل الناس يختارون السكن في منطقة محددة بناء على خضرتها والغطاء النباتي بها، أو قابلية تربتها لنمو الأشجار.
وقالوا إن السبب الأساسي لوجود التشجير في بعض المناطق وغيابه عن مناطق أخرى، لا يعود لاهتمام أهل المنطقة المزروعة بالأشجار أكثر، ولكن لطبيعة التخطيط والمشروعات الهندسية في بعض المناطق، وأوضحوا أن هناك مناطق جديدة وأخرى يتم تجديدها تعرَّضت لإزالة الغطاء النباتي بها، لصالح مشروعات رصف الطرق وإنارتها ومد كوابل الخدمات المختلفة، مما يجعل زراعة الأشجار أمراً مؤجلاً.
ورصدت جولة لـ»العرب» في مناطق شمال الدوحة انتشار تشجير مداخل بعض المناطق، مما منحها بُعدا جمالياً واضحاً.
ومن المعروف أن الأشجار تعمل على تنظيف الهواء، وتوفير الأكسجين، والحد من ثاني أكسيد الكربون وانبعاثات التلوث الأخرى، والحد من الاحتباس الحراري، كما أنها مفيدة لمنع تلوث المياه.
وأثناء هطول الأمطار تمنع الأشجار عملية الجريان السطحي للماء، وتسمح بمرور الماء مباشرة إلى أسفل الجذع تحت الأرض، وكذلك تمنع تآكل التربة، وتساعد جذور الأشجار على منع انزلاق التربة إلى مكان آخر، فهي تبقيها في مكانها.
الشمري: أعمال التوسعة التهمت أشجار «الخيسة»
قال خالد الشمري، من منطقة الخيسة، إن طريق الخيسة القديم كان مظللاً بأشجار النخيل على الجانبين، مشيراً إلى أن تلك الأشجار اختفت منذ سنوات طويلة لصالح مشروعات توسعة وتحديث المنطقة. وأضاف خالد أن ملامح المنطقة تغيَّرت كثيراً بسبب المشروعات الكبرى، ولكن أكد أن التشجير أمر أساسي وحيوي، وتأجيله يعود لعدم اكتمال مشروعات رصف الطرق ومد الكوابل وإنارة الطرق، وربط بين التشجير واكتمال كافة العمليات الهندسية بسبب صعوبة غرس الأشجار أثناء رصف الطرق ومد الكوابل المختلفة. وأكد الشمري على أهمية التشجير والفوائد البيئية والصحية والجمالية المتحصلة من إنجازه.
باسليمان: تزامن المشروعات يؤجل «التجميل»
أوضح خالد باسليمان أن وجود التشجير في بعض المناطق، وغيابه عن مناطق أخرى يرجع سببه بصورة أساسية إلى النمو العمراني المتسارع، وأشار إلى المجهودات الكبيرة التي تقوم بها الجهات المختصة في تشجير وتجميل مناطق الدولة المختلفة، وعزا التأخير في بعض الجهات إلى أن العمل يسير وفقاً لترتيب محدد، بينما عدد كبير من المناطق الجديدة نشأ في وقت متزامن.
وأشار باسليمان إلى أن التشجير أصبح أمراً حتمياً، ولا سيما في ظل انتشار رياضة المشي في الفترة الأخيرة، مضيفاً أن المشي والتشجير متلازمان، واستدل على تزايد أعداد المشاة بزيادة الأرصفة المخصصة للمشي والتي أصبحت موجودة في كل الأماكن، وقال باسليمان إن وصول التشجير إلى مناطق أم صلال، والذخيرة، وصنيع الحميدي وغيرها من الأماكن يوضح الجدية الكبيرة التي تتميز بها الجهات المختصة.
الجبوري: أم العمد لا تزال تنتظر «التخضير»
ذكر عبدالرحمن الجبوري، أن منطقة أم العمد كانت تعاني من غياب كامل للرصف والإنارة وغيرها من الخدمات، منذ سنوات قليلة، ولكن تم إنجاز عدد كبير من هذه الخدمات في الفترة الأخيرة، مشيراً إلى أن الأمور تسير بالتدريج، والتشجير قادم، ولاسيَّما أن أم العمد مدينة جميلة تعج بالمجمعات السكنية الجديدة.
وأكد الجبوري أن الأشجار تمنح المدن منظراً جمالياً محبباً لنفس الإنسان، كما أنها على المستوى العام تساعد في خفض درجات الحرارة وخلق مناخ معتدل، وأوضح أن فوائد الأشجار لا يمكن حصرها، فهي مرتبطة بمجمل النظام البيئي، مما يجعل كثيراً من الناس يقررون السكن في مكان محدد بناء على الغطاء النباتي أو إمكانية إنبات الأشجار بالمكان.
وأشار إلى أن رصده لمستوى سير الخدمات في منطقة أم العمد يشير إلى أن التشجير لن يتأخر كثيراً، بوصفه أحد الأشياء المهمة لكل منطقة.