تصاعدت على مدار الأيام القليلة الماضية حالة الغضب والغليان بالشارع المصري، بعد إعلان النظام الحالي عن اتفاقية إعادة ترسيم الحدود البحرية.

ودعا عدد من النشطاء وبعض السياسيين من تيارات مختلفة إلى الخروج في تظاهرات اليوم الجمعة، ضد عبدالفتاح السيسي، ما تسبب في إصابة النظام المصري بالارتباك والخوف.

وطالب النشطاء الشعب المصري بكافة أطيافه وتياراته السياسية بالخروج في حراك ثوري تحت شعار "جمعة الأرض هي العرض".

وحذرت الداخلية المصرية في بيان من مغبة التظاهر، خلافا للقانون، وهددت المتظاهرين بالقمع والاعتقال، كما أغلقت السلطات الأمنية محطتي مترو وسط القاهرة؛ خوفا من تدفق المتظاهرين، وهو إجراء تتخذه السلطات عادة للحد ومنع التظاهر بميدان التحرير وسط العاصمة.

ويشهد ميدان التحرير (رمز ثورة 25 يناير)، منذ أمس الخميس، إجراءات أمنية مشددة، وانتشار للآليات الشرطية والقوات الخاصة على مداخله ومخارجه. 

واتهمت وزارة الداخلية الإخوان بالوقوف وراء "دعوات تحريضية منظمة... تستهدف إثارة الفوضى ببعض الشوارع والميادين واستثمارها في خلق حالة من الصدام بين المواطنين وأجهزة الأمن".

وجاء كل ما سبق ليعكس فيما يبدو قلقا حكوميا من تنامي الغضب الشعبي ضد النظام من اتفاقية ترسيم الحدود والأوضاع الاقتصادية السيئة والأزمات المتكررة وسوء أداء الدولة على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

واستجاب الآلاف من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي لدعوة النشطاء للتظاهر اليوم الجمعة، تحت شعار "جمعة الأرض هي العرض".

وجاء في الدعوة "علشان نحافظ على أرضنا لازم نخرج من كل مساجد وكنائس مصر إلى ميدان التحرير يوم الجمعة"، وذلك في إشارة إلى الميدان الواقع في قلب القاهرة وكان محورا للانتفاضة الشعبية التي أطاحت بالرئيس المصري المخلوع حسني مبارك عام 2011.

وبعد قليل من تحذير الداخلية، قالت مجموعة من الأحزاب والحركات المعارضة في بيان: "يؤكد الموقعون أدناه على حق الشعب المصري الكامل في التعبير عن رأيه دون قيد أو شرط، وأن قضايا المصير والأرض لا يجوز أن تمرر دون تقرير من صاحب السيادة والمالك الأصيل، وهو الشعب".

ومن أبرز الموقعين على البيان حزب مصر القوية الذي يتزعمه المرشح الرئاسي السابق عبد المنعم أبو الفتوح. كما وقع عليه حزب مصر الحرية وحركة الاشتراكيين الثوريين وحركة شباب من أجل العدالة والحرية وجبهتا حركة 6 أبريل.

وأضاف البيان: "نؤكد أننا في حالة متابعة ورصد مستمر لأي انتهاك أو بطش ينال من حق الجميع في التعبير عن آرائهم".

س.س