

درس باحثون من وايل كورنيل للطب - قطر، جنباً إلى جنب مع باحثين آخرين من كندا والولايات المتحدة، إمكانية وصف العقار ميتفورمين لعلاج أمراض أخرى إلى جانب السكري من النوع الثاني. ونُشرت الورقة البحثية المستعرضة لآفاق وصف العقار ميتفورمين لأمراض أخرى في الدورية الطبية الريادية المتخصصة في الدراسات الاستقلابية البشرية Metabolism.
وقد بدأ استخدام العقار ميتفورمين لعلاج السكري من النوع الثاني في أواخر خمسينيات القرن العشرين، وما زال الخيار المفضل الذي يصفه الأطباء لملايين مرضى النوع الثاني من السكري حول العالم. غير أن مجموعة من الاستنباطات المشجّعة، ما قبل الإكلينيكية والإكلينيكية، أثارت الاهتمام بإمكانية تغيير الغرض من هذا العقار والبدء بوصفه لعلاج العديد من الأمراض، ومنها على سبيل المثال كوفيد-19.
والغرض من الدراسة التي نُشرت بعنوان «ميتفورمين: هل هو دواء لكل الأسباب والأمراض؟» هو تقييم الآلية أو الآليات المفترضة لعمل ميتفورمين، وتحليل الأدلة المثيرة للجدل لفعالية ميتفورمين في علاج أمراض أخرى غير السكري من النوع الثاني، وتقييم تكرارية البيانات، والتوصل إلى استنتاجات علمية مستنيرة في ما إذا كان ميتفورمين دواء لكل الأمراض والأسباب.
وخلصت المراجعة الاستعراضية إلى أن «الفوائد الإكلينيكية الأولية لميتفورمين إنما تنجم عن آثاره المتعلقة بحساسية الإنسولين وخفض نسبة الجلوكوز في الدم، وهو ما يسهم بصفة ثانوية في الحدّ من خطر عدد من الأمراض، ومن ثم يعزز فترة حياة الإنسان الصحية». وبالإضافة إلى ذلك، ليس ثمة أدلة تشير إلى أن ميتفورمين «له تأثيرات كبيرة مباشرة في مضادة الالتهابات بخلاف ما يكون بفعل تأثيراته الإيجابية غير المباشرة في استقلاب الجلوكوز».
أسهم في هذه الدراسة من وايل كورنيل للطب - قطر كلّ من الدكتور كريس تريغل أستاذ علم الأدوية، والدكتورة هونغ دينغ الأستاذ المشارك للبحوث في علم الأدوية، والدكتورة إسراء مرعي الباحثة المشاركة لما بعد الدكتوراه في علم الأدوية، والدكتور روس ماكدونالد أمين التواصل الأكاديمي، والدكتور إبراهيم محمد خرّيج وايل كورنيل للطب – قطر، والطالب خليفة بشيش – دفعة 2023 في وايل كورنيل للطب – قطر.
وقال الدكتور تريغل: «تُظهر البيانات قبل الإكلينيكية والإكلينيكية المستعرضة فوائد العقار ميتفورمين في الوقاية من سلسلة من الأمراض. ولكن من المهم أيضاً أن نأخذ في الحسبان أن ميتفورمين لا يُستقلَب ويُطرح من الجسم دون تغيير، وتأثير ميتفورمين في محيطه هي مسألة ناشئة ربطها الباحثون باختلال وظائف الغدد الصماء عند الأسماك. وبالإضافة إلى ذلك، ولكن استناداً حتى يومنا هذا إلى دراسة واحدة من الدنمارك نُشرت سنة 2022، أثار الاستخدام المكثف للعقار عند مرض السكري من النوع الثاني أيضاً مخاوف بشأن آثاره على الصحة التناسلية عند الإنسان.