المستشفى الأهلي يشخص ويعالج الفصام بالحقن الحديثة مديدة المفعول

alarab
محليات 15 فبراير 2022 , 12:40ص
الدوحة - العرب

تعتبر مضادات الذهان العلاج الرئيس لمرض الفصام، وتتوفر هذه الأدوية على شكل حبوب، أو كبسولات، أو محلول يتناول عبر الفم. لكن هناك طريقة أخرى لإعطاء هذه الأدوية هي الحقن مديدة المفعول، وهي عبارة عن حقن تعطى لأسباب من أهمها عدم انتظام المريض على العلاج بالفم. 
وهذه الحقن تتكون من نفس محتويات الأدوية المضادة للذهان لكنها تحقن في العضل، ثم تدخل الجسم بطريقة تدريجية خلال فترة طويلة تتراوح بين أسبوعين إلى ستة أشهر. وتعطى هذه الحقن على فترات يحددها الطبيب المعالج حسب حالة كل مريض. والتطور الذي حصل مؤخراً كان توفر أدوية الذهان الحديثة، والتي تعرف بأدوية الجيل الثاني، على شكل حقن مديدة المفعول. 
وقد بدأ قسم الطب النفسي في المستشفى الأهلي باستخدام هذه الحقن بنجاح على عدد من المرضى. وألقى الدكتور رضوان عبدالعال استشاري الطب النفسي في المستشفى الأهلي، عرضاً تقديمياً حول هذا الموضوع، قال فيه إن الحقن مديدة المفعول تمثل تطوراً مهماً في علاج الفصام وأمراض أخرى مثل الداء ثنائي القطب. وأوضح، في لقاء علمي عُقد في المستشفى الأهلي، أن الحقن مديدة المفعول تساعد على الوقاية من انتكاس أعراض الفصام بمقدار أكبر من تأثير الدواء الذي يؤخذ عن طريق الفم.
وأوضح أن الفصام مرض يمكن علاجه والتخفيف من آثاره ومضاعفاته، ومن معاناة المريض وأسرته. ويهدف العلاج إلى تخفيف شدة الأعراض وإعادة تأهيل المريض وعودته إلى وظيفته في الحياة. وفي أغلب الحالات فإن المريض يحتاج للرعاية الطبية لمدة طويلة من الزمن تختلف من شخص لآخر حسب الظروف النفسية والاجتماعية والأسرية المحيطة به. 
وذكر د. رضوان أن هناك نسبة قليلة من المرضى يصابون بنوبة واحدة فقط يمكن بعدها أن يمارس المريض حياته بشكل شبه طبيعي. أما الأغلبية منهم فيعانون من نوبات متكررة بدرجات متفاوتة من الأعراض ما يستوجب العلاج لمدة طويلة، إذ إن الفصام مرض مزمن بطبيعته.
يقع الدور الأهم والأقوى في علاج هذا المرض على الأسرة، وذلك بالملاحظة والمتابعة لمواعيد الطبيب وإعطاء الأدوية في أوقاتها والاهتمام بالمريض واستقراره داخل عائلته حتى يصل إلى المستوى المطلوب من التحسن.
وشدد على أن أهمية العلاج النفسي الوقائي، والتشخيص الباكر، والذي يبدأ بملاحظة التغيرات على سمات الشخصية لدى المريض مثل الكسل، والتأخر الدراسي، والإهمال في المظهر الخارجي، والهلوسة وغيرها من الأعراض. وهذا يتطلب الانتباه للصحة العقلية سواء في جو المدرسة، ولا سيما في سن المراهقة، أو في بيئة العمل، أو على مستوى مجريات الحياة اليومية حتى يتم تدارك الحالة من البداية والبدء في العلاج مما يقي المريض من التدهور. 
وفي معرض حديثه عن الحقن مديدة المفعول، نبه د. رضوان عبد العال على خطأ شائع، وهو الخلط بين مرض الفصام وبين ما يسميه الناس بانفصام الشخصية. 
وختم الدكتور رضوان عبد العال حديثه بالتنويه إلى أن حالات عديدة من الفصام تحسنت تحسناً ملحوظاً باستخدام الحقن المديدة في المستشفى الأهلي.