رئيس المركز محمد السالمي: تنوع كبير للمنتسبين.. و4 طلاب أتموا الحفظ
المدرس إسماعيل حبيب الرحمن: تضافر الجهود يؤتي ثماراً يانعة
حافظ نور رحيم: خرجت أجيالاً من الحفظة و8 طلاب أتموا «كتاب الله»
عبدالعليم بيسواس: أحرص على توجيه الطلاب وأن يتخلقوا بآداب القرآن
لقد جعل الله القرآن الكريم هداية للناس، ونبراساً يضيء لهم الطريق، فهو كتاب الإسلام الخالد، ومعجزته الكبرى، وهداية للناس أجمعين، قال تعالى «كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ»، ولقد تعبدنا الله بتلاوته آناء الليل وأطراف النهار، وجعله سبحانه تقويما للسلوك، وتنظيما للحياة، من استمسك به فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها، قال تعالى: «وقرآناً فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا»، فما أعظمه من أجر لمن قرأ كتاب الله، وعكف على حفظه، فله بكل حرف عشر حسنات، والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم.
وتستعرض وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في هذا التقرير الأثر الإيجابي لمركز الإتقان لتحفيظ القرآن الذي تقام حلقاته بمسجد المانع بمنطقة الوعب، ويعد واحداً من مراكز تعليم القرآن الكريم المتميزة، التي تساهم في تعليم النشء كتاب الله، وتغرس فيهم قيم الإسلام ومبادئه وآدابه.
رئيس المركز محمد علي السالمي، إمام وخطيب بجامع المانع، وحاصل على الإجازة القرآنية بالسند العالي في رواية عاصم كاملة، وحريص على استكمال الإجازة في بقية روايات القرآن، وله باع طويل في العمل بالمراكز القرآنية منذ عام 1997، وأوضح أن المركز يشتمل على ست حلقات قرآنية وملتحق به 85 طالباً، وتتوزع الحلقات الست بين حلقتين مخصصتين لتعليم الدروس الهجائية مع جزء عم، وثلاث حلقات في الأجزاء المتوسطة، وحلقة واحدة مخصصة للحفظة فوق عشرة أجزاء والخاتمين، وذكر أن المركز يدرس به أربعة ممن ختموا القرآن الكريم كاملاً، ونوه بتميز مركز الإتقان بالتنوع الكبير للمنتسبين إليه من عدد من الجنسيات، حيث يلتحق به عدد من المواطنين، وآخرون من الجنسيات غير العربية من أفريقيا وآسيا وبعض الطلاب من أوروبا من فرنسا وبريطانيا وأستراليا، وأكد حرص واهتمام عدد من أولياء أمور الطلاب الذين يتابعون أبناءهم بشكل يومي لمعرفة مدى الإتقان فيما حفظوه في اليوم السابق والمراجعة على المحفوظ، ويأتون يومياً مع أبنائهم لتشجيعهم والسؤال عنهم، وهذا بلا شك أمر يسعد المدرس ورئيس المركز ويزيدهم حرصاً على الاهتمام ويحفزهم على بذل المزيد من الجهد مع جميع الطلاب، ولفت إلى أن هناك متابعة مستمرة مع أولياء الأمور وتوجد مجموعة على تطبيق الواتساب لأولياء الأمور لمتابعة أبنائهم بشكل متواصل والسؤال عما يريدون بشكل مباشر ومستمر والسؤال عن الحفظ المطلوب لدعم أبنائهم ومساعدتهم ليحضروا في اليوم الثاني حافظين متقنين، ليكونوا رافداً ومعيناً على استكمال دور المركز مع أبنائهم، وحث رئيس المركز محمد السلمي الطلاب على الالتزام بالحضور يومياً وبشكل مبكر في بداية موعد الحلقة لأن هذين الأمرين لهما أثر طيب في الحفظ والارتباط بالمركز، والاستفادة من التوجيهات والإرشادات التي يذكرها المدرسون ورئيس المركز وأن يتخلقوا بآداب القرآن سواء مع الله أو في سلوكهم الشخصي وتعاملهم مع غيرهم لأن هذه هي ثمرة القرآن، كما حث أولياء الأمور على الحرص والمتابعة مع مدرس الحلقة ورئيس المركز، وقد لمسنا من خلال جميع الطلاب المتميزين بالمركز أن هناك حرصا ومتابعة واهتماما كبيرا من البيت من خلال الأب أو الأم أو كليهما، فالتميز في البداية يكون من البيت ثم يكون دور المركز عوناً للوالدين على تربية وتحفيظ أبنائهم، وأوضح أن المركز يحرص على غرس الآداب والقيم الأخلاقية والسلوكية والانضباط، والتوجيه والإرشاد من خلال الآيات القرآنية وما تتضمنه من آداب وأحكام وإرشادات.
المدرس إسماعيل حبيب الرحمن، تختص حلقته بتعليم الطلاب الحروف الهجائية وجزء عم، وملتحق بالمراكز القرآنية قبل نحو خمس عشرة سنة، حيث بدأ التدريس في مركز الكسائي بمنطقة أبو هامور ثم في مركز بالسيلية وأخيراً بمركز الإتقان قبل نحو عشر سنوات، وذكر أن العملية التعليمية في حفظ القرآن الكريم لابد وأن تتضافر فيها الجهود لتؤتي ثمارها يانعة بين الحلقة القرآنية في المركز ووالدي الطالب في البيت والإشراف والمتابعة من رئيس المركز.
المدرس حافظ نور رحيم، يدرس في المراكز القرآنية قبل نحو واحد وعشرين عاماً، وقد خرج أجيالاً يحفظون مستويات مختلفة من القرآن الكريم، وأتم حفظ القرآن على يديه ثمانية طلاب، منهم اثنان الآن في حلقته، ويتنوع مستوى الطلاب في حلقته ما بين المرحلة التأسيسية والمتوسطة والتكميلية، وذكر أنه يحرص على التوجيه والإرشاد من خلال تفسير بعض الآيات واستخلاص ما ينبغي على المسلم أن يقوم به ويلتزم بهدي القرآن، ليكون الحفظ والعمل معاً، كما قال الله في محكم التنزيل: «إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم».
المدرس عبدالعليم بيسواس، أكد أهمية أن يتخلق الطلاب بآداب القرآن من خلال الحلقات القرآنية، والاستفادة من هذه البيئة الإيمانية والمدرسين الذين يوجهون الطلاب ويمثلون لهم القدوة الصالحة في خلقهم وسلوكهم وسمتهم.
الطالب منصور محمد اليامي، قال إنه يدرس في مدرسة عمر ابن الخطاب بالصف الرابع، ملتحق بالمركز حديثا ويدرس الحروف الهجائية مع حفظ جزء عم، وذكر أنه حريص على حفظ القرآن لنيل الأجر والدرجات العلا بتعلم القرآن وقراءته بشكل صحيح، وأن يكون القرآن سبباً في دخوله الجنة.
الطالب عبدالله محمد المحمدي، عمره أربعة عشر عاماً يدرس بالصف التاسع في مدرسة حمد بن خالد آل ثاني، ملتحق بالمركز منذ ستة أشهر، وبدأ الحفظ بمراكز القرآن منذ صغره وهو في السادسة من عمره بتعلم القاعدة النورانية والحروف الهجائية ثم واصل الحفظ بشكل صحيح، حتى حفظ نحو سبعة أجزاء، وهدفه أن يكون القرآن شفيعاً له يوم القيامة وأن يرتقي في الدرجات العليا في الجنة، مصداقاً لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «يقال لقارئ القرآن اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها» وأن يلبس والديه تاج الوقار، حيث وضع خطة لنفسه بأن يتم حفظ القرآن الكريم كاملاً قبل أن يبلغ عمره عشرين سنة، وذكر أنه تأثر سلوكياً بشكل كبير بالبيئة الإيمانية التي يعيش فيها في المركز والمسجد، واستفاد كثيراً من مدرس الحلقة ورئيس المركز في التأدب مع الآخرين وطريقة التعامل الراقي والأسلوب الجيد.
الطالب عبدالرحمن محمد السلمي، يدرس في مدرسة اليرموك الإعدادية في الصف التاسع، وله نحو سبع سنوات بالمركز، وقد من الله عليه بأن ختم حفظ كتاب الله، حيث يحرص والداه على حفظ القرآن بالمركز ويراجعان معه بالبيت، وكان يحفظ بمعدل صفحتين أو ثلاث يومياً حتى أكمل الحفظ، والآن يراجع كل يوم جزءاً كاملاً لإتقان الحفظ، ونوه بأن حفظ القرآن زاده هدوءًا وسكينة، ولا شك أنه يكون سهلاً بالمواظبة عليه والمراجعة اليومية قال الله: «ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر»، وحث الطالب عبدالرحمن السلمي إخوانه بالمركز وجميع المسلمين على المواظبة على الحفظ والمراجعة وعدم الفتور، وأن يعملوا بهدي القرآن ويتخلقوا بآدابه قولاً وعملاً.
الطالب محمد هارون أحمد، قدم من بريطانيا هو وأسرته وأقاموا في قطر منذ سبع سنوات وكان عمره حينئذ عشر سنوات، والآن هو يدرس في الصف الثالث الثانوي بمدرسة قطر أكاديمي سدرة، وعزم منذ مجيئه قطر على الالتحاق بمراكز القرآن لحفظ كتاب الله، ودرس القاعدة النورانية والحروف الهجائية، وبفضل الله خلال سبع سنوات أتم حفظ القرآن كاملاً، وهو فخور بهذا الأمر، ويحرص الآن على إتقان اللغة العربية، والمراجعة بالتجويد وإتقان الحفظ لكتاب الله.
الطالب محمد سماني عبدالله، انتقل مع أسرته من استراليا إلى قطر، والتحق بالمركز قبل نحو ست سنوات، وهو يدرس بالصف الثالث الثانوي في مدرسة شيربورن قطر البريطانية الدولية، وهو حريص جداً على الحضور لحفظ القرآن، حيث يأتي مباشرة من المدرسة بزيها الخاص إلى المركز، نظراً لتأخر اليوم الدراسي بالمدرسة حتى وقت التحفيظ بعد صلاة العصر، حيث إنه يحب القرآن الكريم ومهتم بتعلمه وإتقان الحفظ، وذكر رئيس المركز أن هذا الطالب نموذج للطالب الحريص على حفظ كتاب الله، فبالرغم من صعوبة اللغة العربية إلا أنه حريص على حفظ القرآن بشكل صحيح، وبالرغم من أنه في الصف الثالث الثانوي ويتأخر في اليوم الدراسي إلا أنه لا يألو جهداً في الحضور من المدرسة مباشرة للمركز لحضور حلقة القرآن.
الطالب صالح رشاد شقفة، أوضح أنه انتقل من فرنسا ليقيم هو وأسرته في قطر، وهو يدرس بمدرسة فولتير في الصف الثامن، والتحق بمركز الإتقان لحفظ القرآن ولأول مرة قبل نحو ثمانية أشهر، وقال إنه بدأ بحفظ القرآن منذ صغره مع والديه اللذين حرصا على تعليمه كتاب الله، وحفظ جزء عم قبل أن يدخل المدرسة، وعزم بعد ذلك على أن يتم حفظ القرآن كاملاً، وذكر أنه بالفعل وفقه الله وختم القرآن وعمره عشر سنوات، والتحق بالمركز لتصحيح التلاوة وإتقان أحكام التجويد، ونوه بأنه حريص على أن يتعلم القرآن ليكون من أهل الله وخاصته الذين منّ عليهم بحفظ كتابه والعمل به، وحث أقرانه على استغلال أوقاتهم في حفظ القرآن مع والديهم وفي المراكز القرآنية وأن يضعوا لهم هدفاً ويسعوا إلى تحقيقه.