الإجازة والصحة النفسية

alarab
محليات 14 يوليو 2025 , 01:28ص
د. العربي عطاء الله

تعتبر الإجازة من أبرز العوامل الحاسمة التي تؤثر على الصحة النفسية والجسدية للأفراد. في عالمنا الحديث المليء بالتحديات والضغوط اليومية، يُعد أخذ فترات راحة منتظمة أمرًا ضروريًا لاستعادة النشاط وتحسين الكفاءة. سواء كانت إجازة قصيرة نهاية الأسبوع أو إجازة طويلة، فإن تأثيرها الإيجابي يمتد إلى كل جوانب الحياة. وبحسب دراسات متعددة، ثبت أن الإجازة تساهم في التقليل من مستويات التوتر والقلق. وفي سياق وباء كوفيد- 19، ازداد وعي الناس بأهمية الإجازة في تجديد النشاط الذهني والجسدي. حيث أظهرت بعض الإحصائيات أن الأشخاص الذين يأخذون إجازات منتظمة يتمتعون بزيادة في الإنتاجية بنسبة تصل إلى 30 % مقارنة بأولئك الذين لا يأخذون إجازات.
بالإضافة إلى ذلك، تعزز الإجازة العلاقات الأسرية والاجتماعية، حيث يُتيح الوقت الذي يُقضى مع العائلة والأصدقاء بناء ذكريات جميلة وتعزيز الروابط. أيضًا، تُمكن الإجازة الأفراد من استكشاف اهتمامات جديدة أو التعلم عن ثقافات مختلفة من خلال السفر.
ولا شك أن حياة الكثير منا مليئة بالمسؤوليات والهموم ومسببات التوتر، ولا يكاد أحدنا يجد الوقت لنفسه ليمارس ما يحب، إلا أن الإجازات تلعب دوراً مهماً في تعزيز الصحة النفسية والبدنية، حيث يساعد الحصول على إجازة من حين لآخر على تقليل الشعور بالإرهاق والإجهاد، حيث تساعد على الاسترخاء والراحة وتوفر فرصة لمعالجة الاحتياجات النفسية والجسدية، وتأتي الإجازة لتبعدنا عن مسببات التوتر المختلفة، وتحقق لنا وقتاً من الراحة والاستجمام نقضيه غالباً دون القلق والتفكير بأمور الحياة اليومية، وتُسهم الإجازة أيضاً في كسر ملل روتين الحياة اليومي، وتساعد في تهدئة من يعانون من التفكير المفرط ليستطيع الشخص تجديد طاقته ويمضي في أشغاله إلى الأمام من جديد.
وهناك العديد من الفوائد للإجازة على الصحة النفسية والعقلية والبدنية، ومن بين هذه الفوائد:
1- الاستمتاع والتخطيط للعطلات، حتى لو كانت قصيرة، يجلب السعادة ويمكن أن يسهم في الحد من خطر الإصابة بالسكتة القلبية والاكتئاب، كما أنها تجدد الإنتاجية حتى يصبح الشخص أكثر نشاطاً وإبداعاً بعدها.
2- تشير الأبحاث الحديثة إلى أن الإجازات المنتظمة ترتبط بانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب، وتحسن أنماط النوم، وانخفاض الخطر الناجم عن الإرهاق، وطول العمر بشكل عام.
3- تُسهم الإجازات في تحقيق الشعور بالرضا عن الحياة، ويستمر هذا الشعور لأشهر بعد الإجازة، ولهذا دور كبير في الشعور بالسعادة والإيجابية التي تدفعنا إلى نجاحات جديدة في حياتنا.
4- يُسهم السفر في الانفتاح والتعرف على ثقافات ولغات جديدة تعزز القدرات الذهنية مثل سرعة اتخاذ القرارات.
5- تعزيز ثقة المرء بنفسه وبقدراته، وتحسين تقديره لذاته.
6- للإجازات قدرة على تعزيز الإنتاجية في العمل بعد العودة منها، فهي تُسهم في شحن وتعزيز مستويات الطاقة والنشاط.

❚ التفكير الإيجابي

- اترك المستقبل حتى يأتي ولا تهتم بالغد، لأنك إذا أصلحت يومك صلح غدك.
- عليك بالمشي والرياضة، واجتنب الكسل والخمول واهجر الفراغ والبطالة.
- جدِّد حياتك ونَوِّع أساليب معيشتك وغيِّر من الروتين الذي تعيشه.
- عِش مع القرآن حفظا وتلاوة وسماعا وتدبرا فإنه من أعظم العلاج لطرد الحزن والهم.
- اعف عمن ظلمك، وصِل من قطعك، وأعطِ من حرمك واحلم على من أساء إليك تجد السرور والأمن.

❚ همسات

- شَجِّع الأبناء الصغار على الاعتماد على أنفسهم في قضاء حوائجهم الخاصة بأقل قدر ممكن من المعاونة من جانبك.
- أوصلوا السعادة والسرور إلى قلوب أولادكم واحرصوا على تسليتهم بما هو مباح، واعلموا أن لكم بالفرحة والسرور التي تدخلونها إلى قلوبهم أجرا ومثوبة من الله عز وجل 
- استفيدوا من الجلسات العائلية في توجيه أولادكم وتلقينهم مبادئ الأخلاق الإسلامية والآداب الاجتماعية.
- تابعوا أولادكم باستمرار وراقبوا سلوكهم وأفعالهم خفية عنهم، فإن ذلك عون كبير لكم على معرفة ما ينطوون عليه، ومن ثم توجيههم بطريقة صحيحة.