توعية مرضى السكري بالاحتياطات الصحية للصيام

alarab
محليات 14 يونيو 2011 , 12:00ص
الدوحة – العرب
عقد مستشفى حمد العام التابع لمؤسسة حمد الطبية ندوة بعنوان «داء السكري والصيام» في الحادي عشر من يونيو الجاري بفندق شيراتون الدوحة، حضرها أطباء ومتخصصون في رعاية وعلاج مرضى السكري، في إطار حملة المؤسسة الرامية إلى زيادة الوعي بمرض السكري وطرق الوقاية منه. ورفعت الندوة شعار: «لنكافح السكري الآن»، بهدف توعية الجمهور، وخاصة مرضى السكري وهم يستعدون للصيام خلال شهر رمضان المبارك. وفي ظل الانتشار المتزايد لهذا المرض بدولة قطر ومنطقة الخليج، كنتيجة طبيعية لأنماط الحياة غير الصحية التي تعيشها هذه المجتمعات؛ فقد أكدت الندوة أنه على مرضى السكري مراعاة الاحتياطات الصحية اللازمة أثناء الصيام، وذلك للحيلولة دون حدوث المضاعفات المعروفة لهذا المرض. وتحدث في الندوة الدكتور محمود زرعي، رئيس قسم السكري والغدد الصماء، بمؤسسة حمد الطبية، مبينًا الدراسات الجديدة حول طرق علاج مرضى السكري الذين يصومون رمضان، وكيفية تناولهم لأدويتهم بطريقة صحيحة تجنبهم مضاعفات السكري الخطيرة، مثل فرط هبوط سكر الدم (hypoglycemia)، وفرط ارتفاع سكر الدم (hyperglycemia). من جانب آخر، تحدث زهير العربي، اختصاصي التغذية العلاجية حول المحافظة على الغذاء الصحي خلال شهر رمضان، وقدم نصائح قيمة حول كيفية إعداد وتناول الأطعمة التقليدية، بما في ذلك الأصناف التي يتعين على مريض السكري تناولها لتجنب الإصابة بهبوط أو ارتفاع سكر الدم. كما شرحت السيدة منال المسلم، من وحدة تثقيف المريض والأسرة، كيفية قيام مريض السكري بفحص نسبة السكر في الدم بالمنزل خلال شهر رمضان، مبينة الخطوات المطلوب اتخاذها في حالة ارتفاع أو انخفاض هذه النسبة عن المعدل الطبيعي. من جانبها، قالت الدكتورة سارة درويش، استشارية السكري والغدد الصماء، بمستشفى حمد العام: «نحن نطمح إلى تعزيز الوقاية من مرض السكري، وخفض عدد المصابين بهذا المرض المزمن، وذلك من خلال تثقيف أفراد المجتمع حول كيفية اتباع أنماط حياة صحية». وأضافت قائلة: «في شهر رمضان بشكل خاص، يصعب على الناس الامتناع عن تناول الوجبات القطرية التقليدية، لذا فنحن نقدم لهم نصائح وإرشادات حول تعديل هذه الأطعمة للحصول على وجبات صحية». وحول طبيعة مرض السكري ذكرت الدكتورة درويش أنه من الأمراض المزمنة الشائعة على مستوى العالم، وهو نوعان: النوع الأول، وينتج بسبب ما يعرف بالتخريب المناعي الذاتي – autoimmune destruction لخلايا بيتا المنتجة للأنسولين بالبنكرياس، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة السكر في الدم. أما داء السكري – النوع الثاني فيحدث عندما لا يستجيب الجسم بصورة سليمة للأنسولين، وهذا النوع يأتي نتيجة لبعض العوامل مثل التاريخ المرضي للعائلة، وأسباب جينية وراثية، وعدم ممارسة الأنشطة، ونظام الغذاء غير الصحي وزيادة الوزن. ويعد النوع الثاني الأكثر انتشارا بسبب حياة الخمول التي يعيشها العديد من الناس، إضافة إلى نوعية الأطعمة التي تحتوي على قدر عالٍ من السعرات الحرارية والشحوم. وأضافت الدكتورة درويش: «إن الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بداء السكري هم الذين ينحدرون من عائلات ينتشر فيها داء السكري، أو النساء اللائي أصبن بسكري الحمل أو أنجبن مواليد تزيد أوزانهم عن 4 كيلو غرامات، أو الأفراد الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم أو السمنة، وإن عادات التغذية الصحية السليمة وممارسة التمارين الرياضية هما من الأمور المهمة لتجنب الإصابة بداء السمنة والسكري». ونوهت الندوة بالدور الإيجابي الذي تؤديه وسائل الإعلام بالتركيز على طرق الوقاية من السكري وكيفية رعاية مريض السكري والعناية به، مما ساعد في زيادة وتيرة عمليات التشخيص المبكر لهذا المرض، كما أشارت الندوة إلى الجهود المنسقة التي تتم بين مؤسسة حمد الطبية والمجلس الأعلى للصحة وجمعية السكري القطرية ومراكز الرعاية الأولية في هذا المجال. إلى ذلك، قال عيسى فرج الله، مدير مبيعات شركة نوفو نورديسك التي رعت الندوة: «إن الشركة تعد من المؤسسات الرائدة في مجال رعاية مرضى السكري، وتساهم في اكتشاف وتطوير أدوية وعقاقير جديدة وإتاحتها للمرضى في كل أنحاء العالم لمساعدتهم في العيش بصورة أفضل، ونحن نرحب بأي تعاون مع أية مؤسسة رعاية صحية بدولة قطر تسعى إلى زيادة الوعي بداء السكري وتحسين طريقة علاجه، وعلى الخصوص خلال مناسبات خاصة مثل شهر رمضان».