موسى: هناك حملة منظمة ضدي والدليل «سؤال مكرر بخطأ نحوي»
حول العالم
14 يونيو 2011 , 12:00ص
القاهرة - أحمد علي
ألمح عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية المنتهية ولايته والمرشح للرئاسة المصرية إلى وجود حملة منظمة تستهدفه، مدللا على بسؤال يتضمن خطأ نحويا تكرر خلال جولاته الانتخابية في صعيد مصر.
جاء ذلك خلال كلمة ألقاها موسى الليلة قبل الماضية في أول ندوة ثقافية لملتقى رياض النيل الثقافي الذي يقيمه السفير السعودي لدى مصر ومندوبها بالجامعة العربية السفير أحمد عبدالعزيز قطان بحضور نخبة من السياسيين والإعلاميين على رأسها وزير الخارجية المصري نبيل العربي.
وأبدى عمرو موسى استياءه من الحملات التي تصفه بأنه كان وزير خارجية النظام السابق أو وزير خارجية الرئيس المخلوع حسني مبارك.
وقال إنه كان وزير خارجية مصر، ويتلقى راتبه من خزانة الدولة المصرية، وهو فخور بهذه المرحلة، لافتا إلى أنه كان وزيرا في نفس الفترة التي كان رئيس الوزراء عصام شرف فيها وزيرا للنقل.
ورفض موسى في رده على أسئلة الصحافيين فكرة فزاعة الإخوان المسلمين، وبدا موقف موسى متضاربا فيما يتعلق بالجدل حول موضوع الانتخابات أولا أم الدستور أولا، إذ قال موسى خلال الندوة إنه يرفض فكرة الدستور أولا لأنه يؤمن بضرورة عدم إطالة المرحلة الانتقالية، وعدم تعطيل التحول إلى المسار الديمقراطي، مبديا تحفظه على فكرة المواد فوق الدستورية (التي اقترحها منافسه محمد البرادعي)، ثم عاد موسى للقول إنه في حال التوافق على فكرة الدستور أولا، فإن هذا الدستور يجب أن تعتمده جمعية منتخبة وليس مجموعة من الناس.
وقال موسى إنه من الناس الذين يؤمنون بأن يتم انتخاب الرئيس أولا ثم يتم وضع الدستور. وردا على أسئلة الصحافيين بشأن ارتكاب المجلس العسكري أخطاء فادحة، قال موسى إن المجلس ارتكب أخطاء ولكنها ليست أخطاء فادحة.
وأكد موسى أن كثيرا من القادة والزعماء العرب الذين كانت تربطهم علاقة شخصية بالرئيس مبارك كانوا يشعرون بالأسى لما وصلت له حال مصر في عهده رغم هذه العلاقة. وكشف في هذا الإطار أن أحد القادة قال له في معرض تبرير الوجود الأميركي على أرض بلاده إنه بسبب غياب الوجود المصري.
وقال موسى إن مصر كلها كانت مجندة لهدف واحد فقط وهو التوريث، مشيراً إلى حدوث تضارب بين معيار الولاء للوطن والولاء للنظام، حيث كان قبول التوريث هو المعيار الأساسي للولاء.
وطالب موسى أن يتضمن مشروع الدستور الجديد الحفاظ على الهوية، وتأطير المصالح المصرية والتعامل مع مقتضيات العصر، داعيا إلى أن يتضمن هذا الدستور أن مصر جزء من إفريقيا والشعب المصري جزء من الشعوب الإفريقية.. وشدد على أن الدولة المدنية الحديثة لا تتعارض مع الهوية. وجدد موسى دعوته إلى أن يدخل العرب موحدين في حوار مع إيران حول النقاط الإشكالية بين الجانبين، مثل موضوع مفاوضات السلام وجزر الإمارات الثلاث، والبرنامج النووي الإيراني والعلاقة بين السنة والشيعة، ويستمع الإيرانيون للرؤى والملاحظات العربية ونستمع نحن لها وعلى أساس هذا الحوار يتم تحديد شكل العلاقة مع إيران، داعيا إلى الأخذ في الاعتبار هواجس دول الخليج العربية في هذا الشأن والدخول في الحوار كصف موحد. وقال إنه دعوته هذه أثارت كثيرا من اعتراضات القادة العرب خلال توليه منصب الأمين العام لجامعة الدول العربية، ورغم ذلك فهو مصر عليها، مشيراً إلى أنه كان يشعر بالأسى عندما تأتي البرازيل من على بعد آلاف الأميال لتعالج الأزمة في المفاوضات بين إيران والغرب بينما العرب بعيدون عن الأمر.
وشدد موسى على أن إيران دولة شرق أوسطية جارة موجودة وستظل موجودة وليست حاملة طائرات جاءت لفترة محددة، وعقب السفير أحمد عبدقطان سفير المملكة العربية السعودية، قائلا: إن الملك عبدالله بن عبدالعزيز منذ أن كان وليا للعهد وهو يدعو للحوار مع إيران، وتحاورنا معها، ولكنها لم تغير من أسلوبها وتدخلاتها في شؤون الدول العربية.
ولفت موسى إلى أن الخلافات الشخصية بين القادة العرب أو الكيمياء الشخصية تعرقل العمل العربي المشترك، وقال أنا كأمين عام للجامعة العربية لا أستطيع أن أعرف إلى الآن سببا للخلاف بين الرئيس المصري السابق حسني مبارك وبين الرئيس السوري بشار الأسد.
من جهته شدد السفير أحمد عبدالعزيز قطان على أن المملكة العربية السعودية تقف إلى جانب مصر بشكل كامل، نافيا ما يقال عن أن السعودية تضغط على مصر من أجل عدم إعادة العلاقات مع إيران، وقال إن السعودية لا يمكن أن تتدخل في السياسة المصرية.