زعيم كوريا الشمالية يلمِّع صورته داخلياً.. ويهدد خارجياً
حول العالم
14 أبريل 2017 , 05:23ص
ا ف ب
دشَّن الرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ-اون، في أجواء من الأبهة وبحضور وسائل الإعلام الأجنبية، أمس الخميس في بيونغ يانغ، مجمعاً سكنياً كبيراً، حرصاً منه على تلميع صورة بلاده التي تواجه أزمة دولية على خلفية برامجها النووية.
ويضم مجمع «ريوميونغ ستريت» المؤلَّف من 5000 شقة، عدداً كبيراً من المباني والأبراج المختلفة الأشكال، فبعضها مستدير، والآخر مربع أو ثماني الأضلاع، ويضم أعلاها 70 طابقاً بارتفاع 234 متراً. بُنِيَ هذا المجمع على أرض قريبة من قصر الشمس كومسوسان، حيث يرقد رفات أول زعيمين لكوريا الشمالية، كيم ايل-سونغ وكيم جونغ-ايل، جد الزعيم الحالي كيم جونغ-اون وأبوه.
واحتشد عشرات الآلاف من الجنود ومسؤولي النظام وعامة الشعب، في وقتٍ مبكر من صباح الخميس على مقربة من المجمع، في أجواء ربيعية منعشة، منتظرين وصول رئيس البلاد.
وأشاد رئيس الوزراء باك بونغ-جو الذي خطب في الجماهير، بكيم جونغ-اون، ثم أعلن أن هذا المشروع يشكل دليلاً على «روح الإخلاص والتفاني لدى شعبنا وجيشنا، لتنفيذ أوامر الحزب، مهما حصل»، و»انتصاراً على العقوبات الإمبريالية». وتتعرض كوريا الشمالية لمجموعة من العقوبات التي فرضها مجلس الأمن، بسبب برامجها النووية والصواريخ البالستية المحظورة، وازدادت التوترات في شبه الجزيرة الكورية في الأسابيع الأخيرة.
ويتخوف بعض الخبراء من إعداد كوريا الشمالية تجربة نووية سادسة، في إطار سعيها لحيازة صواريخ عابرة للقارات، وقادرة على حمل الرؤوس النووية وضرب حتى الأراضي الأميركية.
لا مياه ساخنة
ولتوِّهم، أكد محللو موقع «38 نورث» على شبكة الإنترنت، الذي يستمد معلوماته استناداً إلى عدد كبير من صور الأقمار الصناعية الملتقطة الأربعاء، أن موقع بونغي-ري للتجارب النووية «جاهز» للاستخدام. ويعتقد بعض الاختصاصيين أن بيونغ يانغ يمكن أن تتخذ من مناسبة الذكرى الخامسة بعد المائة لمولد كيم ايل-سونغ، ذريعة لإجراء هذه التجربة الجديدة.
وأرسلت الولايات المتحدة من جانبها إلى شبه الجزيرة الكورية حاملة الطائرات كارل فينسنون، التي تواكبها ثلاث سفن، فيما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن استعداده لأن يتوصل وحده إلى تسوية المسألة النووية الكورية الشمالية، إذا لم تتمكن الصين من إقناع بيونغ يانغ بضرورة خفض طموحاتها النووية.
وتوعدت كوريا الشمالية الثلاثاء بالرد على إرسال المجموعة البحرية الجوية الأميركية «المتهورة»، مشيرة إلى أنها مستعدة للحرب.
وأكدت وسائل الإعلام الكورية الشمالية أن كيم جونغ-اون أشرف شخصياً على المناورات العسكرية التي قضت بالقيام بعمليات إنزال من طائرات خفيفة لمجموعات كومندوس من القوات الخاصة، التي سقطت «مثل البرد» «من أجل تدمير الأهداف المعادية بلا رحمة».
ويرغب المسؤولون الكوريون الشماليون في أن يعطوا عن بلادهم -التي يعاني 41% من سكانها من سوء التغذية كما تقول الأمم المتحدة- صورة دولة مزدهرة وحديثة.