الجمعيات الوطنية تتخذ ترتيبات للقمة الإنسانية بإسطنبول
محليات
14 يناير 2015 , 06:47م
الدوحة - قنا
اختتمت اليوم فعاليات اللقاء التشاوري للجمعيات الوطنية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، الذي استضافه الهلال الأحمر القطري على مدى ثلاثة أيام، بمشاركة ممثلين للجمعيات الوطنية في 31 دولة من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وخارجها، إلى جانب نخبة من كبار المسؤولين في اللجنة الدولية والاتحاد الدولي والمنظمة العربية للجمعيات الوطنية.
وأكد المشاركون في ختام اللقاء أهمية بناء قدرات الجمعيات الوطنية خاصة تلك التي تواجه تحديات جسيمة، مثل الهلال الأحمر الليبي، وضرورة التمويل المحلي للجمعية الوطنية، بالإضافة إلى الدعم الخارجي لتقوية قدارتها وتعزيز دورها الفعال في خدمة المجتمع، وتجديد الالتزام بالمبادئ الرئيسية للحركة الإنسانية الدولية وعدم تسييس العمل الإنساني وإعطاء الأولوية للأزمات الإنسانية التي لا تحظى باهتمام دولي مثل الأزمة في ليبيا.
ونوه المشاركون بضرورة تعزيز احترام القانون الدولي الإنساني في النزاعات المسلحة وحماية العاملين في مجال الإغاثة والكوادر الطبية والإسعافية، وتأكيد دور الجمعيات في مساندة الحكومات لتقديم الخدمات الإنسانية خاصة وأنها الأقدر على الوصول إلى مناطق الكوارث، وحثوا الحكومات على سن تشريعات كإطار قانوني لحماية الشارة وترسيخ احترامها بين أطراف النزاعات، إضافة إلى اختيار مسؤول من كل جمعية وطنية مشاركة كنقطة اتصال لمتابعة تنفيذ ما تم التوصل إليه من توصيات استعدادا للقاء عمان.
وتركزت مشاورات اليوم حول الترتيبات والتوصيات الخاصة بالقمة الإنسانية العالمية التي ستنظمها الأمم المتحدة في مدينة إسطنبول التركية عام 2016، وكيفية إشراك الجمعيات الوطنية الشرق أوسطية بشكل فعال في الإعداد لها والمساهمة في إنجاحها.
وقال السيد سمير الهواري ممثل المكتب الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في كلمة له، إن القمة العالمية الإنسانية جاءت بمبادرة من سعادة الأمين العام للأمم المتحدة السيد بان كي مون في شهر سبتمبر عام 2013 من أجل وضع جدول أعمال إنساني جديد في ظل عالم متغير يشهد الكثير من الظواهر العالمية غير المسبوقة، مما يستدعي تغيير خارطة العمل الإنساني على مستوى العالم لمجاراة ذلك الواقع الجديد.
من جهته، أكد سعادة الدكتور محمد بن غانم العلي المعاضيد رئيس مجلس إدارة الهلال الأحمر القطري أهمية لعب دور قوي ليس في القمة الإنسانية فحسب بل في مرحلة المشاورات الترتيبية لها أيضا، وخطورة الاستمرار على نفس منهجية العمل القديمة دون إصلاح وتحديث، حيث إن ذلك سيؤدي إلى تخلف جمعيات المنطقة عن المنظومة الجديدة التي بدأت ترسم ملامحها على مستوى العالم.
وداعا المعاضيد إلى ضرورة وضع آليات موحدة لإعادة هيكلة منظومة العمل الإنساني بالكامل، وتغطية احتياجات الناس في المناطق المنكوبة، وتحديد من سيكون له إسهام في تغطية كل احتياج منها، والمحافظة على مكانة الجمعيات الوطنية ومزاياها المكتسبة وخاصة في النزاعات المسلحة.
من جانبه، استعرض السيد مروان جيلاني رئيس وفد الاتحاد الدولي للجمعيات الوطنية والمراقب الدائم في الأمم المتحدة، نتائج المشاورات الإقليمية الأخرى التي عقدت في كل من منطقة جنوب وشرق أفريقيا، ومنطقة شمال وجنوب شرق آسيا، ومنطقة غرب ووسط أفريقيا.
وقال إن الاجتماعات أوصت بزيادة تأثير الحكومات المحلية والمنظمات الإقليمية في العمل الإنساني، والتمكين المجتمعي لزيادة القدرة على التعافي من الكوارث وإدارة المخاطر، والتطوير من خلال الابتكار واستغلال التكنولوجيا في خدمة العمل الإنساني، وتعزيز قدرة المتضررين على الوصول إلى المساعدات والحماية الإنسانية.
وعلى هامش اللقاء، قال الدكتور خالد دياب مدير إدارة الإغاثة والتنمية الدولية في الهلال الأحمر القطري في تصريح له، إنه تم خلال اللقاء عرض وجهات نظر مختلف المعنيين بالعمل الإنساني من مؤسسات المجتمع المدني والأكاديميين والقطاع الخاص وبالطبع الجمعيات الوطنية، في إطار المحاور الأربعة التي وضعتها الأمانة العامة للأمم المتحدة من أجل القمة الإنسانية العالمية، ومن خلالها تم استخلاص أولويات منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هذه القمة، وخاصة في القضايا الأكثر ارتباطا وإلحاحا في منطقتنا، التي تشهد 14 نزاعا نشطا من صنع الإنسان.
وأشار إلى أن الصراع سوف يشكل العامل المؤثر والمسيطر على المنطقة خلال العقد القادم، مما يتطلب من الجمعيات الوطنية أن تحدد كيفية التعامل مع هذا الوضع، وتأمين العاملين التابعين لها وتوفير الحماية الدولية لهم، وإلزام الأطراف المتصارعة باحترام القانون الدولي الإنساني الذي يكفل حقوق الإنسان في أوقات الحروب والنزاعات، ليس فقط من منطلق اتفاقيات جنيف بل أيضا من وحي الشريعة الإسلامية.
من جهتها، أكدت سعادة الشيخة حصة بنت خليفة بن أحمد آل ثاني، المبعوث الخاص للأمين العام لجامعة الدول العربية للشؤون الإنسانية، أهمية اللقاء التشاوري وقالت إن هذا الاجتماع ضروري خاصة وأنه يأتي في سياق عدة لقاءات، سواء على المستوى الوطني أو على مستوى الجمعيات"، مشيرة إلى أن المنظمات الإنسانية عموما تقوم بهذا العمل، ولكنه بحاجة إلى تفعيل مستمر لتنسيق العمل فيما بينها، خاصة في إطار التحضير للقمة الإنسانية في إسطنبول والتحضير على المستوى العربي في هذه المرحلة التي تشهد متغيرات حساسة وهامة.
وأعربت عن أملها في أن تؤتي كل مخرجات هذه اللقاءات ثمارها وأن تصب في اللقاء التشاوري الاقليمي الذي سيعقد في مارس المقبل بعمان، والذي سيكون له تأثير خلال القمة الإنسانية المقبلة، وأن تستمر المتابعة والتنسيق والتعاون بين الجمعيات الوطنية.
كما دعت الجمعيات الوطنية إلى مواجهة هذه التحديات والمثابرة والتزام الحيادية والتنسيق مع الجمعيات المماثلة لها في المنطقة العربية قبل الدولية، لسد احتياجات أكبر قدر ممكن من المتضررين إنسانيا، خاصة المتضررين من جراء الكارثة السورية في الداخل السوري ومختلف دول الجوار.
من جانبه، أعرب السيد محمد بابكر، الممثل الإقليمي ورئيس بعثة الاتحاد الدولي للجمعيات الوطنية في منطقة الخليج، عن شكره وتقديره للهلال الأحمر القطري على إتاحته هذه الفرصة لجميع الجمعيات الوطنية في المنطقة كي تلتقي مع الجهات المعنية للتباحث والنقاش حول الاجتماع التشاوري بعمان تحضيرا للقمة الإنسانية في إسطنبول، مشيرا إلى أن هذا اللقاء جاء في توقيت هام جدا وفق المتغيرات التي تحدث في المنطقة ولا بد من إيجاد حلول فعالة لها.
وأفاد بأن الجمعيات الوطنية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تواجه الكثير من التحديات في إطار تقديم الخدمات الإنسانية للمحتاجين والمتأثرين بالكوارث الطبيعية والأزمات والصراعات في المنطقة، منوها إلى أن هذه الجمعيات تتمتع بأكبر شبكة من الفروع والمتطوعين في البلدان المنكوبة وغير المنكوبة أيضا، مما يجعلها أقوى جسد إنساني لتوصيل المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين، لذا يجب دعمها ماديا ومعنويا واحترام شارتها وحماية المنسوبين لها وتسهيل وصولها إلى الفئات الأكثر ضعفا وحاجة.