قطر تُرسّخ مكانتها ضمن خريطة الذكاء الاصطناعي العالمية

alarab
اقتصاد 13 سبتمبر 2025 , 01:24ص
سامح الصديق

نجحت قطر في ترسيخ مكانتها كمشارك مهم في مشهد الذكاء الاصطناعي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وعالميا، من خلال تطوير حلول الذكاء الاصطناعي التي تتوافق مع أهدافها الاستراتيجية طويلة الأجل. ويمثل تبني الذكاء الاصطناعي في قطاعات مثل الرعاية الصحية والخدمات المالية والنقل تحولا كبيرا في البنية التحتية التكنولوجية للبلاد.

وتأتي دولة قطر في صدارة المشهد الإقليمي إذ خطت خطوات متقدمة لترسيخ موقعها ضمن خريطة الذكاء الاصطناعي العالمية، عبر إستراتيجيات وطنية طموحة واستثمارات مليارية في البنية التحتية الرقمية.
وتناول تقرير لشركة الأبحاث «برايس ووترهاوس كوبرز» (PwC) الأثر الاقتصادي الكلي للذكاء الاصطناعي على اقتصادات 7 دول عربية هي مصر والإمارات والمملكة العربية السعودية علاوة على البحرين والكويت وعُمان وقطر حتى 2030.

حوافز واستثمارات 
وتطرق التقرير إلى تخصيص دولة قطر حزمةَ حوافز كبيرة للذكاء الاصطناعي بقيمة 9 مليارات ريال (2.47 مليار دولار)، والتي تم الاعلان عنها في منتدى قطر الاقتصادي الرابع وذلك لتطبيق برنامج التحول الرقمي لزيادة استثماراتها في مجالات التكنولوجيا والابتكار والذكاء الاصطناعي. كما يخطط جهاز قطر للاستثمار (QIA) لاستثمار رئيسي في صندوق أرديان لأشباه الموصلات (Ardian Semiconductor)، وهو صندوق أنشأته شركة الأسهم الخاصة الفرنسية أرديان للاستثمار في صناعة أشباه الموصلات في جميع أنحاء أوروبا. 
كما أعلنت شركة أنثروبيك الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي أن جهاز قطر للاستثمار أصبح أحد كبار المستثمرين فيها، عقب جولة تمويلية استهدفت جمع 13 مليار دولار، مع تقدير قيمة الشركة بنحو 183 مليار دولار. ويضع هذا الاستثمار قطر ضمن اللاعبين الرئيسيين في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث ينضم الصندوق إلى شركات كبرى مثل أمازون وغولدمان ساكس ضمن قائمة المستثمرين في أنثروبيك.

اتفاقيات إستراتيجية 
كما تضمنت جهود قطر اتفاقيات إستراتيجية مثل الاتفاقية مع شركة سكيل للذكاء الاصطناعي (Scale AI) الأميركية لتطوير أكثر من 50 مشروعًا حكوميًا في مجال الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى لجنة بحثية مشتركة مع جامعة كوين ماري في لندن. كما أطلقت قطر عام 2024 منصة فنار التي تهدف لدعم وتطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي الخاصة باللغة العربية، وهو ما يعد خطوة مهمة في تعزيز المحتوى العربي في مجال التكنولوجيا.

تعزيز الابتكار والكفاءة
وتسعى قطر إلى تعزيز مبادراتها الخاصة بالمدن الذكية باستخدام الذكاء الاصطناعي لتعزيز الابتكار والكفاءة. وتعمل خدمات جوجل السحابية في الدوحة على تعزيز قدرات الذكاء الاصطناعي، في حين يستخدم مشروع حلول المدن الذكية التابع لوزارة البلدية الذكاء الاصطناعي لتحسين البنية التحتية. ويسلط تقرير «قطر الذكية» الضوء على دور الذكاء الاصطناعي في التحول الرقمي والتنمية الحضرية، مما يضع قطر في مرتبة رائدة في مجال  تقدم المدن الذكية.

تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي
كما تعطي دولة قطر الأولوية للذكاء الاصطناعي لمعالجة اللغة العربية، والاستفادة من محتواها العربي الواسع لتطوير نماذج الذكاء الاصطناعي، وتعمل مبادرات مثل ادوات تحويل الكلام إلى نص باللغة العربية، ومجموعة فراسة. ومشروع «فنار» التابع لمعهد قطر لبحوث الحوسبة على تعزيز النماذج اللغوية والحفاظ على الهوية العربية في تطبيقات الذكاء الاصطناعي، مما يؤكد التركيز الاستراتيجي لقطر على هذا المجال.
وفي السياق أيضا أطلقت دولة قطر البرنامج الحكومي للذكاء الاصطناعي وهو ثمرة تعاون استراتيجي بين وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وعدد من الشركاء الاستراتيجيين، ويهدف إلى تسريع تبني حلول الذكاء الاصطناعي وتعزيز دورها في دولة قطر، لضمان تحقيق تأثير أعمق وأشمل للذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات.
ويتضمن البرنامج أربعة أهداف رئيسية تُعد عوامل محفزة لتحقيق الرؤية التي تتبناها استراتيجية قطر الوطنية للذكاء الاصطناعي. وتسعى هذه الأهداف إلى إيجاد التوازن بين الابتكار والمسؤولية والتميّز في التنفيذ. وتتمثل فيما يلي:
-تسريع تبنّي الذكاء الاصطناعي في الجهات الحكومية من خلال دعم الابتكار وريادة الأعمال والتحول الرقمي في مختلف القطاعات.
-تعزيز البنية التحتية الرقمية لتكون أكثر تقدماً وتلبي الحاجات المتزايدة للاقتصاد والمجتمع الرقمي وتساعد دولة قطر في تحقيق هدفها بأن تصبح مركزاً إقليمياً للذكاء الاصطناعي وتبنّي التقنيات الناشئة.
- تطوير بيئة رقمية متكاملة تستقطب الشركاء المحليين والإقليميين والعالميين لجذب المزيد منهم من أجل زيادة شبكة الشركاء وتسريع تبنّي الذكاء الاصطناعي.
-دعم حلول الذكاء الاصطناعي المبتكرة التي تعمل على تعزيز الكفاءة الحكومية، بهدف تحسين جودة الخدمات المقدمة.