المنتدى الوطني الأول يثري الممارسة الحقوقية في التعامل مع المونديال

alarab
محليات 13 سبتمبر 2022 , 12:30ص
حامد سليمان

افتتحت سعادة السيدة مريم بنت عبدالله العطية رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان، أمس، المنتدى الوطني الأول لحقوق الإنسان، الذي تنظمه اللجنة على مدار يومين بفندق موندريان الدوحة حول «دور مؤسسات إنفاذ القانون في حماية حقوق الإنسان أثناء بطولة كأس العالم لكرة القدم فيفا قطر 2022»، بالشراكة مع وزارة الداخلية، ووزارة العمل، واللجنة العليا للمشاريع والإرث، ومركز الأمم المتحدة للتدريب والتوثيق في مجال حقوق الإنسان لجنوب غرب آسيا والمنطقة العربية.
ويعكس المنتدى الجهود التي تقوم بها كل جهة ضمن استعدادات مؤسسات الدولة المختلفة لبطولة كأس العالم وكيفية دمج الرياضة ضمن ثقافة حقوق الإنسان.
حضر حفل افتتاح المنتدى عدد من المسؤولين والسفراء المعتمدين لدى الدولة، كما حضره عدد من الخبراء بعدد من الجهات المعنية بحقوق الإنسان وإنفاذ القانون بالدولة.
ويناقش المنتدى على مدار عدة جلسات 11 ورقة عمل من أجل تحقيق الهدف المتمثل في نشر الوعي بضرورة مقاربة حقوق الإنسان في عمل مؤسسات إنفاذ القانون في إطار الأداء الوطني الذي يبذل لتوفير أسباب ومقومات إنجاح البطولة وإثراء الممارسة الحقوقية القطرية في التعامل مع المونديال.

رئيسة اللجنة الوطنية: كأس العالم فرصة لتعزيز حماية حقوق الإنسان

رحبت سعادة السيدة مريم بنت عبدالله العطية رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بالمشاركين في المنتدى.وقالت في الكلمة الافتتاحية لأعمال المنتدى: «إنه من دواعي الفخر والسرور أن يأتي إطلاق المنتدى بينما تستعد اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان للاحتفال بذكرى مرور عشرين عاماً على تأسيسها في شهر نوفمبر القادم، مؤكدةً الالتزام بتعزيز وحماية حقوق الإنسان، لافتة إلى أن اللجنة الوطنية سوف تواصل جهودها وعملها الدؤوب في إطار المبادئ التي جسدها الدستور الدائم لدولة قطر ومقومات المجتمع القائم على العدل والإحسان والمساواة.
وأكدت أنّ عنوان وطبيعة ومسؤوليات الجهات المشاركة من مؤسسات الدولة وغيرها من أصحاب المصلحة، فضلاً عن الخبرات العلمية والعملية للمشاركين تؤكد أهمية الدور الحيوي والمهم الذي يؤديه المكلفون بإنفاذ القانون في مجال حماية حقوق الإنسان تنفيذاً لأحكام الدستور القطري ومعاهدات حقوق الإنسان الدولية والإقليمية التي انضمت لها قطر.
وأوضحت سعادتها أنّ دولة قطر على موعد مع حدث تاريخي مهم باستضافة وتنظيم كأس العالم لعام 2022 خلال شهري نوفمبر وديسمبر المقبلين وهو الحدث الأول من نوعه في منطقتنا العربية التي تتميز بقيمها العربية والإسلامية تلك القيم التي أكدت على كرامة الإنسان وحقه في حياة كريمة على أسس من الحرية والعدل والمساواة والتسامح بين البشر واحترام التنوع والاختلاف.
وأعربت سعادتها عن يقينها التام بأنّ العالم بأسره يتطلع إلى المشاركة في هذا الحدث ومتابعته وهو ما يشكل فرصة لنا في دولة قطر من أجل تقوية جسور التواصل والحوار والاحترام بين الشعوب وبناء السلام وتعزيز التضامن والتعاون والتنمية المستدامة لتعزيز وحماية حقوق الإنسان.
وأشارت إلى اعتزام اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان أن يكون هذا المنتدى منبراً سنوياً للحوار الوطني البناء بشأن أهم القضايا الحقوقية التي تواجهها الدولة والمجتمع القطري بهدف الوقوف على القضايا المستجدة والتحديات الكثيرة في عصرنا الراهن من منظور حقوق الإنسان وهو الأمر الذي يتطلب من جميع المؤسسات في الدولة حكومية كانت أم غير حكومية تكثيف التعاون والعمل معاً على تهيئة البيئة المناسبة لخلق روح الابتكار والتجديد عن طريق الحوار واحترام حقوق الإنسان.
ونوهت سعادتها بأن الرياضة أصبحت محط الاهتمام العالمي وقد أعلنتها الأمم المتحدة حقاً من حقوق الإنسان يجب احترامه وتوفيره في جميع أنحاء العالم، لافتة إلى أنه على الرغم من ذلك فقد شهدت العديد من الأحداث الرياضية انتهاكات لحقوق الإنسان، وطرحت عدداً من التساؤلات عن: كيف يمكن للرياضة أن تؤدي دوراً مهماً في تعزيز وحماية حقوق الإنسان؟، وكيف يمكن منع انتهاكات حقوق الإنسان التي غالباً ما تصاحب الأحداث الرياضية؟.
وقالت سعادتها: إن اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان وبحكم ولايتها تؤكد أنّ المعايير الدولية لحقوق الإنسان من شأنها الاستجابة للتحديات والتخفيف من المخاطر التي قد تنطوي عليها الأحداث الرياضية، مضيفة أن نهج حقوق الإنسان يحول دون استغلال الأحداث الرياضية وتقويض جهود الدولة في حماية حقوق المشجعين وكرامتهم مع واجبها في الحفاظ على الأمن والسلم الاجتماعي.
وأضافت: تثمن اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان الجهود التي تبذلها الدولة بكافة مؤسساتها على المستوى التشريعي والمؤسسي في كفالة وتعزيز حقوق الإنسان خلال فترة فعاليات بطولة كأس العالم، مشيرةً إلى القانون رقم 10 لسنة 2021 بشأن تدابير استضافة كأس العالم الذي وضع آليات تنظيمية مقننة وإجراءات مرنة تبدأ قبل وأثناء وبعد انتهاء البطولة.
وأكدت أن الدولة لم تدخر جهداً على كافة المستويات لإنجاح تنظيم المونديال، من خلال نهجها القائم على حماية وتعزيز حقوق الإنسان.
وأشارت سعادتها إلى أن اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بالشراكة مع وزارة الداخلية وبالتنسيق مع شركائها الدوليين والإقليميين قد نظمت خلال السنوات الماضية جملة واسعة من برامج العمل الهادفة إلى بناء وتطوير قدرات المكلفين بإنفاذ القانون وفقاً للمعايير الدولية لحقوق الإنسان، كما كانت حريصة على أن يكون من ضمن هذه البرامج كيفية احترام حقوق جمهور المونديال الذين ينتمون لثقافات وحضارات إنسانية مختلفة ولديهم فهمهم المتنوع للقوانين الوطنية حول دور المكلفين بإنفاذ القانون وصلاحياتهم حول التحديات الأمنية والمجتمعية.
ونوهت سعادتها - بأنّ هذا التوازن المطلوب بين احترام حقوق الإنسان لكل المشاركين في أعمال مونديال قطر 2022 وبخاصة الجماهير المشجعة للفرق الرياضية، وقيام مؤسسات إنفاذ القانون بمسؤولياتها في مجال حماية الأمن والسلام الاجتماعي – قد يكون أحد الانشغالات الرئيسية التي ينبغي أخذها بعين الاعتبار في أعمال هذا المنتدى وتوصياته.
وأكدت أنّ اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بادرت بعقد هذا المنتدى بالتنسيق مع شركائها، وهي تتطلع من هذه النخبة المتميزة على الصعيدين المهني والأكاديمي ومن مختلف الجهات المعنية في الدولة أن تحقق الأهداف المطلوبة من خلال الإجابة على التساؤلات المطروحة التي تضمنتها محاور جلسات العمل.
وأعربت عن ثقتها بأنه بفضل الحوارات والمناقشات سيخلص المنتدى إلى توصيات عملية قابلة للتطبيق تمكننا جميعاً من تعزيز مجالنا الحقوقي الوطني واستباق التحديات والمخاطر التي قد تواجهنا وإثراء قدراتنا على مواجهتها وتحجيم أثرها السلبي بشكل لا ينال من التزامنا الجوهري والمطلق لحقوق الإنسان.

محمد حسن العبيدلي: تفتيش مستمر لحماية العاملين في مواقع العمل

أشاد سعادة السيد محمد حسن العبيدلي وكيل الوزارة المساعد لشؤون العمل بوزارة العمل، بجهود كافة الأطراف والشركاء المحليين، الذين كان لهم تعاون مباشر مع الوزارة لإنجاح كافة الإنجازات في مجال العمل.
وأكد أن وزارة العمل سوف تستمر في بذل كافة الجهود أثناء انعقاد مونديال كأس العالم فيفا قطر 2022، بهدف إنفاذ القوانين وحماية العاملين من خلال متابعتهم والتفتيش المستمر على مواقع العمل متأملين من جميع أطراف الإنتاج والشركاء الاجتماعيين التكاتف والالتزام بتنفيذ أحكام القانون لتحقيق الأهداف المرجوة وإنجاح المونديال.

العميد سعد الدوسري: دعم الجهد الوطني الشامل لضمان بطولة آمنة

أكد العميد سعد سالم الدوسري مساعد مدير إدارة حقوق الإنسان بوزارة الداخلية اعتزاز وزارة الداخلية بعقد المنتدى الوطني الأول لحقوق الإنسان حول دور مؤسسات إنفاذ القانون في حماية حقوق الإنسان أثناء بطولة كأس العالم لكرة القدم ـ فيفا قطر 2022، منوهاً بأنّ هذا المنتدى إنما يأتي في إطار مذكرة التفاهم المبرمة بين إدارة حقوق الإنسان بوزارة الداخلية واللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في عام 2017، إذ تحققت من خلالها العديد من المشاركات والمبادرات العلمية والعملية المتبادلة بين الطرفين.
وأوضح أنّ عقد المنتدى يستهدف التعريف بالجوانب الأساسية لأداء وزارة الداخلية وعمل مؤسسات إنفاذ القانون في إطارها لضمان وحفظ النظام العام وأمن الملاعب خلال المونديال في سياق احترام حقوق الإنسان لجمهور البطولة وبما يعزز الجهد الوطني الشامل الذي يبذل لتوفير أسباب ومقومات إنجاح هذا العرس الكروي وضمان بطولة آمنة وحضارية.
وأشار إلى أنّ هذا المنتدى يكتسي أهميته لخصوصية الدور الذي تضطلع به وزارة الداخلية في توفير متطلبات أمن هذه البطولة، وذلك خلال فترة المونديال وحساسية مسؤولية قوة الشرطة في أداء هذه المهمة استناداً لمبدأ المشروعية.
وأكد أنه في إطار سياسة دولة قطر الراسخة بتعزيز وحماية حقوق الإنسان والمحافظة على الكرامة الإنسانية، أولت وزارة الداخلية اهتمامها الكبير بضمان احترام حقوق الإنسان في إطار استعداداتها وإجراءاتها الأمنية والتنظيمية لعموم الفعاليات والبطولات الرياضية المقامة بالدولة وصولاً لاستعداداتها وإجراءاتها المماثلة في حدث المونديال.
وأشار إلى أن أعمال المنتدى تعد فرصة حيوية لإكساب المشاركين المعارف والخبرات المتعلقة باحترام وحماية حقوق الإنسان في نطاق الاستعدادات والترتيبات التحضيرية للمونديال التي تضطلع بها أجهزة الدولة المعنية المختلفة، ومنها وزارة الداخلية للعمل معاً من أجل إنجاح هذه البطولة العالمية على نهج حقوق الإنسان.

محمد الهاجري: رعاية العمال أولوية.. والخطة التشغيلية للبطولة جاهزة

أكد السيد محمد الهاجري مدير الالتزام والتدقيق في إدارة رعاية العمال باللجنة العليا للمشاريع والإرث على الإسهامات الكبيرة للقوى العاملة الوافدة ودورهم الجوهري في بناء هذه الملاعب عالمية المستوى.
وأضاف: لطالما جاءت رعاية العمال وضمان حقوقهم على رأس أولوياتنا في اللجنة العليا. فمنذ الفوز بشرف استضافة هذه البطولة، تركّزت جهودنا في المقام الأول، على ضمان تمتّع جميع العمال في مشاريعنا بمعاملة كريمة وفق أعلى درجات الاحترام.
وقدم لمحة موجزة عن أبرز المبادرات الرئيسية التي عكفت اللجنة العليا على تنفيذها بهدف ضمان حماية حقوق الإنسان، والتي آمل أن تكون نبراساً لجميع المؤسسات ذات الصلة باستضافة نهائيات كأس العالم. 
وقال: منذ اللحظة الأولى، كنا على دراية تامة بأن آليات تنفيذ معاييرنا لرعاية العمال أمر بالغ الأهمية لتحقيق النتائج المنشودة. لذلك، أنشأنا نظاماً شاملاً للتدقيق والتفتيش من أربعة مستويات هي: عمليات التدقيق الذاتية من قبل المقاولين، وعمليات التدقيق التي تجريها اللجنة العليا – وينفذها فريقي في إدارة رعاية العمال، وعمليات التدقيق لشركة إمباكت ليمتيد، المراقب الخارجي المستقل لأعمال اللجنة العليا، وعمليات التدقيق التي تنفذها وزارة العمل.
وأضاف: تعدّ مقابلات العمال أحد أهم جوانب العناية اللازمة التي نقدّمها لعمالنا، لاسيما أنها تنبثق من إيماننا بأهمية الإنصات إلى شكواهم، والتعرّف على مشاكلهم عبر مقابلات مباشرة معهم، مما يتيح لنا فهماً أفضل لمخاوفهم، ومن ثَمّ تقديم أفضل الحلول المناسبة. وكذلك، تمثّل هذه المقابلات آلية للتأكد من استيعابهم الكامل لمعاييرنا وأحكام وبنود قانون العمل القطري.
ونوه بأنه من خلال معاييرنا لرعاية العمال، أرسينا مرجعية لأفضل الممارسات في قطاع البناء. ليس هذا فحسب، بل واصلنا المُضي إلى ما هو أبعد من ذلك، حيث أطلقنا العديد من المبادرات لتعزيز رفاهية العمال منها: خطة السداد الشاملة من أجل سداد رسوم التوظيف التي دفعها العمال في بلدانهم قبل القدوم إلى قطر، وآليات التظلم والشكاوى، والتي منها منتديات رعاية العمال. أضف إلى ذلك، برامج الصحة والسلامة مثل الفحوصات الطبية الشاملة، وبرنامج التدريب وصقل المهارات، وبرنامج التغذية، ومسار الصحة النفسية، وتصميم وتوزيع بدلات ستايكول التي تعمل بتقنية التبريد الثورية التي طورتها اللجنة العليا بالتعاون مع نخبة من الشركاء والمؤسسات المتخصصة حول العالم.
وأكد أنه مع اقترابنا من إطلاق صافرة انطلاق منافسات بطولة كأس العالم لكرة القدم فيفا قطر 2022 ضاعفت اللجنة العليا مساعيها وبذلت قصارى جهدها لاستنساخ هذه المعايير والمبادرات الاستراتيجية في كافة القطاعات الخدمية المرتبطة بالبطولة، مثل قطاع الضيافة، والأمن والسلامة، والنقل، والخدمات اللوجستية وغيرها من الخدمات
وقال: «من المقرر أن يلعب عمال الخدمة وأفراد الفرق التشغيلية دوراً حيوياً خلال الفترة التحضيرية التي تسبق البطولة وأثناء منافساتها، في حين تظل مهمتنا الأساسية هي ضمان رعايتهم على النحو الأمثل.
وأضاف: خطتنا التشغيلية للبطولة باتت مكتملة الأركان وفي كامل الجاهزية لبدء التنفيذ، منوها بأن هذه البطولة تعتبر أول نسخة من كأس العالم تشهد تخصيص فريق بالكامل لمراقبة تطبيق معايير حقوق الإنسان على أرض الواقع، مما يضمن التزام جميع المشاركين في البطولة بمعاييرنا وبنود قانون العمل القطري، وتوفير أقصى درجات الحماية لحقوق العمال أثناء البطولة.

د. عبير الخريشة: الرياضة مهمة لضمان حقوق الإنسان

أكدت د. عبير جمال الخريشة مدير مركز الأمم المتحدة للتدريب والتوثيق في مجال حقوق الإنسان لجنوب غرب آسيا والمنطقة العربية أن الرياضة تُعتَبَر أرضا محايدة، لا تمنَح أيّ أهميّة لعرق الرياضّيين أو المُشجعين ودينهم وجنسيّتهم، بل تُمنح الأهمية حصرًا للعلاقات الإنسانية في أبهى حُللها.
وأشارت إلى أن الأحداث الرياضية الضخمة، على غرار بطولة كأس العالم لكرة القدم التي سوف تحتضنها دولة قطر، لديها القدرة على تحقيق العديد من الفوائد المجتمعية وعادة ما تنطوي على عملية تخطيط طويلة تمتد لسنوات من التصميم والتحضير، والتجهيز، والبناء، والتوريد، والتسليم، والمنافسة، والإرث.
وقالت: إن مباريات كأس العالم تشكّل مثالاً ممتازًا يذكّرنا بالقوّة الموحِّدَة للرياضة. حيث تؤمّن كأس العالم خلفيّة مفيدة وتذكّرنا بأهمية الرياضة التي أصبحت رمزًا للطاقة والالتزام والمهارات والتعاون والاحترام. 
وأكدت أهمية التعاون مع كافة الأطراف المعنيّين بالرياضة وحقوق الإنسان ولا سيما مؤسسات إنفاذ القانون، من أجل بناء القدرات وتبادل المعلومات، لأن الهدف من تنظيم مثل هذه التظاهرات الرياضية العالمية الضخمة يتمثل في أن تكون قوّةً دافعة لتتماشى ومعايير حقوق الإنسان الدوليّة.
ولفتت إلى أن للرياضة قدرة فريدة على جذب الناس وإلهامهم. ولكنّ الأحداث الرياضية الضخمة قد تنعكس سلبًا على المجتمعات والأفراد، وتولّد مخاطر تهدّد حقوق الإنسان. نظرا إلى أن تنظيم واحتضان التظاهرات الرياضية الضخمة قد ينطوي على مخاطر متأصلة، بما في ذلك حقوق الإنسان.
وأوضحت أن الأحداث الرياضية تعد أدوات مهمة لضمان حقوق الإنسان، خاصَّة على المستوى الدولي، لذا ينبغي أن تكون وظيفة الرياضة قائمة على تشجيع السلام والتفاهم الدولي بروح الاحترام المتبادل بين الناس من مختلف الأصول والأيديولوجيات والعقائد والعادات والطقوس.

متحدثون بالمنتدى: قوة قطر الناعمة وراء استضافة المونديال

أكد متحدثون في المنتدى الوطني الأول لحقوق الإنسان خلال جلسته الأولى، التي عقدت تحت عنوان «بطولة كأس العالم لكرة القدم فيفا قطر 2022 وحقوق الإنسان: مقاربة في ضوء الاهتمام الوطني والأممي بالرياضة»، أن القوة الناعمة لدولة قطر هي التي أهلتها لاستضافة كأس العالم لكرة القدم فيفا قطر 2022 وليست البطولة هي ما منحها هذه القوة، لأن مثل هذه الأحداث الكبرى لا تذهب إلى دول ضعيفة بل إلى القوي منها، لافتين إلى أن الاهتمام بالرياضة في قطر سبق حق استضافة المونديال لأنها كانت خيارا استراتيجيا تم اعتماده عام 2008، وأن قطر من الدول الأكثر قدرة في العالم على خلق القوة الناعمة السياسية والاقتصادية والرياضية والإعلامية وغيرها، قياسا إلى مساحتها الجغرافية.
وناقشت الجلسة الثانية من المنتدى الوطني الأول لحقوق الإنسان دور مؤسسات إنفاذ القانون واحترام حقوق الإنسان في سياق ضبط السلوك الفردي والجماعي خلال بطولة كأس العالم لكرة القدم FIFA قطر 2022، من خلال رؤية أمنية واجتماعية وقانونية.
واستعرضت الجلسة، التي تحدث فيها النقيب الدكتور عبداللطيف حسين العلي رئيس قسم الخدمات الإنسانية والاجتماعية بإدارة حقوق الإنسان بوزارة الداخلية، والسيد خالد محمد الخميس العبيدلي مدير مكتب وكيل وزارة العدل، والدكتور الشاذلي بية الشطي من قسم العلوم الاجتماعية بكلية الآداب جامعة قطر، إجراءات سلطات الضبط الإداري ومدى ملاءمة هذه السلطات مع المعايير الدولية لحقوق الإنسان، وكذلك التدابير الاستثنائية للمحافظة على النظام العام وأمن الملاعب خلال مونديال FIFA قطر 2022.