المصور البحريني عيسى إبراهيم لـ «العرب»: 694 جائزة دولية تتوج مشواري

alarab
المزيد 13 أغسطس 2024 , 01:11ص
محمد عابد

يتواصل حاليا في مركز قطر للتصوير بالمؤسسة العامة للحي الثقافي «كتارا» معرض « ذاكرة عين» للمصور البحريني عيسى إبراهيم. يضم المعرض الذي يستمر حتى نهاية أغسطس الجاري 51 صورة حيث يستعرض المصور عيسى إبراهيم حصاد رحلاته الفوتوغرافية التي استمرت نحو 19 عاما، والتي جال خلالها دولاً مختلفة وتنقل عبر ثقافات وشعوب وأمم متنوعة حتى بلغت نحو 37 رحلة، ويشكل هذا المعرض جزءا مما وثقت كاميرته حياة تلك الشعوب لتنتج قصصا مصورة حية ناقلة للإرث الثقافي والحضاري لتلك الشعوب.
« العرب « التقت بالمصور البحريني للتعرف على آفاق هذا المعرض وعلى تجربته في مجال التصوير التي توجت بحصوله على 694 جائزة عالمية، حيث أوضح أن المعرض يقدم فيه رحلاته المتنوعة في قارتي آسيا وأفريقيا، حيث يقدم نماذج منتخبة من كتابه ذاكرة عين الذي يضم صورا توثق هذه الرحلات فهي صور تبرز الجوانب المختلفة للشعوب، مؤكدا أن أهم الموضوعات التي تجتذبه للتصوير هي عادات وتقاليد الناس وطباعهم في مختلف الثقافات، فهناك صور توضح مثلا طريقة العيش لقبائل بدائية في اثيوبيا وأخرى في الهند.  وإلى تفاصيل الحوار:

◆ دعنا في البداية نتعرف على رحلتك في مجال التصوير الفوتوغرافي؟
¶ بدأت في مجال التصوير مصورا لمدة 16 سنة في الصحافة، ولكن أردت الهروب من الروتين وأسافر، وبدأت هذه الرحلة التي انطلقت فيها منذ عام 1993 أيام استخدام والكاميرا القديمة الفيلم، ومع العمل بالصحافة منذ عام 2000م، تم استخدام التصوير الديجتال وهذا الجميل من هذا المجال في تطور الكاميرات الذي نشهده باستمرار، فكنا قديما العديد من الأفلام نختار بصورة واحدة لأنه لم تكن تظهر النتيجة فورا مثل الآن وكان الاعتماد على المصور أكثر، لكن الديجتال سهلت للعديد من المصورين الهواة إبراز قدراتهم من خلال رؤيتهم الصورة قبل الالتقاء ما ساعد في ظهر العديد من المواهب المتميزة.
 
 أول مصور عربي
◆ وماذا أسفرت هذه الرحلة الممتدة حتى الآن؟
¶ بالطبع أسفرت هذه الرحلة عن كثير من النجاحات أهمها حصولي على عدد كبير من الجوائز حيث حصلت على 694 جائزة دولية، وحصلت على لقب الماستر الفياب من الاتحاد الدولي للتصوير، لأكون أول مصور عربي يفوز باللقب، وهذا لا يمنح إلا بعد الحصول على ألقاب سابقة وللحصول على الماستر يتقدم المصور بمشروع عبارة عن 20 صورة ويقوم بتحكيمه تسعة محكمين من الاتحاد الدولي لفن التصوير، وبعد موافقتهم يتم منح هذا اللقب كما حصلت على العديد من الألقاب وكان من أهم المشاريع التي قدمتها 50 صورة عن دباغة الجلود في فاس في المغرب.

رحلة 19 سنة
◆ إذن لو تحدثنا عن هذا المعرض في كتارا والذي يوثق جوانب من رحلاتك؟
¶ المعرض هو حصاد رحلاتي في عدد من الدول فـ «ذاكرة عين» هو نسبة إلى كتابي الذي يحمل كتاب ذاكرة عين، يحتوي على حصاد رحلاتي الفوتوغرافية التي استمرت أكثر من 19 سنة تقريبا في السفر والترحال بين الدول وهذا حصيلة نتائجه في تصوير حياة الشعوب، حيث تظهر الصور حياة الشعوب في بلاد عديدة مثل البحرين، فيتنام، الصين، أثيوبيا، سلطنة عمان، الهند، بنغلادش، وتركيا وغيرها، مثمنا دور كتارا ومركز قطر للتصوير في احتضان هذا المعرض.

◆ وما هي التحديات التي تواجه المصور في هذا الوقت حاليا؟ وما هي الادوات التي ينبغي أن يمتلكها المصور ليكون محترفا؟
¶ طبعا المصور لازم يكون عنده التغذية البصرية المستمرة التي تظهر له الجماليات ويختار منها بحيث يعي ماذا يصور، أما عن التحديات فلابد من إدراك الصعاب التي تواجهه ؛ فمثلا عندنا في مجتمعاتنا العربية كثير من الناس يرفضون التصوير، ما يضطر المصورين للسفر، كسهولة لمشاهدة المواضيع خاصة حياة الناس أو كان تصوير تخصصات أخرى.
 
معايير فنية
◆ وما هي المعايير الصورة الفنية التي تراها الأفضل باعتبارك محكما وليس مصورا ؟
¶ الانبهار بالصورة هو أول معيار يعني عندما ترى الصورة من النظرة الأولى
يحدث الانبهار الذي يجعل المحكم يختارها من آلاف الصور فيظل صامتا، أو تعطيك الصورة التأمل، فضلا عن المعايير الأخرى مثل التكوين والاضاءة، وهي الإعدادات الرئيسية بالإضافة إلى قوة الموضوع وضعفه فاذا كان في الصورة فيها حركة مثل الرياضة أو الأحداث المهمة تعطي انبهارا وغير ذلك من معايير.
 
◆ هل وجدت اختلافا ما بين التصوير الصحفي والتصوير الاحترافي أو الفني؟
¶ أكيد التصوير الصحفي يتميز بالعمل الروتيني مرتبط بالمهنة والفعاليات خلاف إنك تختار موضوعك وممكن تسافر من أجله لتجسد رؤيتك ومخيلاتك من فكر وابداع، من خلال هذه الصورة.

◆ وما هي الموضوعات التي تجعلك مشدودا للصورة؟
¶ حياة الناس وهيئتهم وإبراز معيشتهم، والعادات والتقاليد، مثل هذه الصور خاصة التي تصور الحياة البدائية في بعض الأماكن هذه هي التي تجذبني أكثر مهما كانت التكلفة المادية لأننا نقوم كمصورين في الخليج عموما بتسيير رحلات إلى تلك الدول ونختار بعناية مواضيع معينة ونرسم جدولا وخطة مع مكتب سياحي مرخص، وهذا عشان نوصل إلى هذه الأماكن، والاتفاق مع الشخص الذي سيتم تصويره أو الأسرة وهذا يتم عبر علاقات للوصول إلى الصورة الحقيقية بعيدا عن الروتين.
وأضاف طبعا إحنا عندنا مجتمعنا العربي لازم من خلق العلاقة قبل التصوير بخلاف الغرب أو المجتمعات الأخرى فمثلا في بعض البلدان يتم الاتفاق مع قائد القبيلة من خلال التفاوض المادي كمصورين أو سياح وطالما وافق يتم قبول التصوير او الاتفاق مع الاسر نفسها.

نصيحة للمصورين
◆ في النهاية ما النصيحة التي تقدمها للمصورين الراغبين في الاحتراف؟
¶  أي مصور في رأيي لابد أن يضع لنفسه أهدافا مهما كانت مستحيلة، إذا كانت هو عنده العزيمة والإصرار، فسوف يصل إليها سواء كان هاويا أو محترفا مع ضرورة التطوير بالمعرفة المستمرة عن هذا الفن واختيار الموضوعات المناسبة لأفكار كل مصور.