مراكز أنشطة الإناث تتنافس ببرامجها الصيفية لإرضاء ميول نون النسوة

alarab
تحقيقات 13 يونيو 2011 , 12:00ص
الدوحة - هدى منير العمر
في حال قرر البعض قضاء عطلة الصيف في الخارج فقد ضمن أن وقته الصيفي سيكون مليئا بما هو جديد، فرحلة السفر بحد ذاتها تكسر الروتين المعتاد بغض النظر عن طبيعة الرحلة وهدفها المخصص لزيارة الأقارب أو للسياحة والتسوق، لكن من سيبقى داخل قطر قد يحتاج لتخطيط مضاعف عن غيره، حيث إن خياراته الترفيهية ستكون محصورة في وجهات مل منها واعتادها بحكم زيارتها خلال العام ومناسباتها المختلفة، ما يعني هذا مزيداً من طول ساعات الفراغ التي تحتاج لما يملؤها بشيء مفيد لاسيَّما لفئة الشباب، فقد أصبحت المجمعات التجارية ودور السينما والمطاعم على اختلافها أشبه بمتنزهات أو أندية يتفسح فيها الشباب دون هدف يضيف لهم جديداً في خانة المنفعة والاستمتاع في ذات الوقت. أما بالنسبة لحال الفتيات في العطلة الصيفية فقد يكون أكثر سوءاً في حال لم يجدن ما يشغل وقت فراغهن بما يلبي رغباتهن دون ملل. وتلفت مجموعة من الطالبات لــ «العرب» أن عدد المراكز والمؤسسات التي تعنى بأنشطة الشباب وهواياتهم وإبداعاتهم على اختلافها ما زالت محدودة وغير كافية وبالذات خارج الدوحة والمخصصة للإناث فقط، بينما اعتبر عدد منهن أن جهود وزارة الثقافة والفنون ومراكزها الشبابية المتاحة غير مقصرة في إشباع ميول وطاقات الفتاة خلال العطلة الصيفية، بما توفره من برامج مكثفة على امتداد مراكزها المتخصصة. ومن جانب آخر تحدث عدد من المسؤولات في المراكز الشبابية الخاصة بالإناث لــ «العرب» عن استعداداتهن الحثيثة للصيف الحالي، حيث تنظم معظمها برامج تعليمية وترفيهية وفنية، والتي تستحوذ على رغبات واهتمامات كثير من الفتيات والأطفال كما بدا من إقبالهم الكبير خلال الأعوام الماضية. ورش متنوعة «مركز إبداع الفتاة» من أبرز المراكز المعنية بأنشطة الفتيات خصوصاً خلال الفترة الصيفية، وحول استعداداتهم لمهرجان الصيف الحالي وأنشطته المختلفة، تقول مديرة مركز إبداع الفتاة هدى عبدالله السعدي لــ «العرب» إن المركز سينظم جملة من الورش والبرامج، ومنها ما هو أساسي ويتكرر في كل عام، وتوضح: «أولاً لدينا ورش مخصصة للأطفال والكبار، ومنها: ورشة نادي الطفل المبدع وهي للأطفال من سن 5 سنوات إلى 14 سنة وسيتم تقسيمهم إلى 3 مجموعات، وتشتمل الورشة على رسم وتلوين ومهارات يدوية، بالإضافة إلى كثير من الأنشطة الأخرى التي لم تحدد بعد بحكم عدم إنهاء خطتنا المتكاملة حول أنشطة الصيف، أما بالنسبة لبقية الورشات الخاصة بالفتيات الكبار (من سن 14 سنة فما فوق) فيوجد ورشة موسيقى وورشة خزف، وورشة أخرى للرسم بالألوان الزيتية، بالإضافة إلى ورشة غرافيك». وبحكم عدم بدأ التسجيل في مركز إبداع الفتاة إلا أن الإقبال الكثيف متوقع كما تبين السعدي، وتتابع: «في مهرجان الصيف الماضي وصل مجمل الملتحقات من الفتيات مع الأطفال حوالي 486، ونتوقع خلال العام الحالي إقبالاً يفوق ذلك بإذن الله بحكم اجتهادنا حالياً بطرح برامج جديدة لم تكن موجودة مسبقاً». دور أولياء الأمور وتتطرق مديرة مركز إبداع الفتاة إلى دور الأهالي عموماً في تشجيع أبنائهم على الالتحاق بمثل هذه الورش والأنشطة المفيدة فتقول: «إن التفات الشباب لمثل هذه المراكز الإبداعية والأنشطة الصيفية خصوصاً من سن 4 إلى 16 يعتمد على مدى وعي الآباء ودفع أبنائهم لمثل هذه الدورات المهمة في دعم مهاراتهم واكتشافها، فمقابل من يحرصون على تسجيل أبنائهم في دورات تعلم اللغة والكمبيوتر والرياضة خلال الصيف، يغفل جزء منهم أهميتها ويعتبرون العطلة فرصة للراحة في البيت أو السفر، أو يرون أن مثل هذه الدورات قد تعطل أبناءهم عن الدراسة أثناء الدوام، ويؤدي ذلك إلى عدم اكتشاف مواهبهم ودفنها». أما من هم فوق الـ16 عاما فتلاحظ السعدي أن منهن من تسعى لتلبية موهبتها الخاصة بحرصها على الالتحاق بمراكز الأنشطة المتعددة والتي أصبحت تلبي رغبات كثير من هوايات الشباب على اختلافها في الفترة الأخيرة، مع حرص الإدارة العامة للشباب على متابعة المتميزين منهم ودعمهم لتحقيق مزيدٍ من التقدم في مجالاتهم المختلفة. وحول ردها على من يعتبر مثل هذه المراكز ما زالت معدودة وغير كافية، تقول مديرة إبداع الفتاة: «قد تكون مثل هذه المراكز غير متوفرة بعد في بعض المناطق البعيدة الأخرى خارج الدوحة كالوكرة ودخان خصوصاً للفتيات، وبالفعل يوجد طلب مستمر من قبل هذه المناطق لإنشاء مؤسسات ومراكز تعنى بأنشطة الشباب على اختلافها رغم جهود إدارة الشباب وتوفيرها أكثر من 22 مركزاً مختصاً بالأنشطة على اختلافها». وتقترح السعدي في ختام حديثها قيام إدارة الشباب بتوزيع كتيبات تعريفية على مدارس الدولة وطلابها بشكل مستمر، وتحوي تفصيلاً عن مراكزها المتعددة وأهداف وأنشطة كل منها خلال العام، بهدف تعريفها لمن لم يسمع بها بعد، فضلاً عن الدور الكبير الذي ستلعبه في تشجيع الشباب وتحفيزهم للمشاركة فيها. بين الرياضة والفنون والدين «ملتقى الجسرة للفتيات» يستعد أيضاً بكل ما يمكن أن يلبي اهتمامات الفتيات على اختلافها خلال الصيف الحالي، حيث ستبدأ أنشطتهم من أواخر شهر يونيو حتى أواخر شهر يوليو، فتقول ناهد النعيمي نائبة مديرة الملتقى: «حددنا برامجنا الترفيهية لهذا الصيف ونعمل حالياً في مرحلة تسجيل المتقدمات بطلب المشاركة، وكما هو معتاد يحتوي برنامجنا على العديد من الأنشطة لمختلف المراحل العمرية ومنها ما هو خاص بالأطفال، ومن أبرز عناوين أنشطتنا لهذا الصيف هي: «رسم تشكيلي»، «من كل بلد أكلة»، «لياقة»، «ديني حياتي»، «أيروبكس»، «السباحة»، «أشغال يدوية»، «نسيج يدوي»، «العناية بالبشرة والشعر». أما فيما يتعلق بتكلفة الاشتراك بتلك الأنشطة فتؤكد النعيمي أن هدف الملتقى الرئيس يصب في تشغيل وقت الفتيات بما هو مفيد ونافع وبالوقت نفسه ممتع، لذلك تعتبر الأسعار زهيدة وفي متناول الجميع، الأمر الذي يتضح من كثرة الإقبال سنوياً ومن مختلف الفتيات. محدودية المراكز تعتبر الطالبة الجامعية ميثة سلطان الكواري عدد المراكز المعنية بأنشطة الشباب وهواياتهم ما زالت محدودة، وترى أن المراكز الشبابية غير كافية لاستيعاب أعداد الشباب من الجنسين الراغبة في الالتحاق بها خصوصاً في الفترة الصيفية. وتضيف «منذ صغري وأنا أسعى وأخواتي للالتحاق بالبرامج المتاحة لقضاء أوقات فراغنا بعمل مفيد، ولكن للأسف كنا وما زلنا حتى الحين نعاني من قلتها وبالذات المراكز الخاصة بالبنات». ورغم ذلك تثني الكواري على دور إدارة الشباب بتوفيرها مركز إبداع الفتاة الذي يتميز بعمله المستمر على مدار العام دون اقتصار دوراته على فترة الصيف فحسب، فضلاً عن أخذ الطالبات راحتهن التامة في المكان دون قيود تحتمها عملية الخلط، هذا عدا دور الأساتذة في تحفيزهن وتفجير طاقتهن الإبداعية. صيف المجمعات التجارية ذات الرأي لدى العنود القحطاني حيث تلاحظ هي الأخرى تأخرا في عملية إنشاء مثل هذه المراكز وما تلعبه من دور مهم في طرح برامج تتبنى مواهب الشباب واكتشافها، فمن خلال مركز (إبداع الفتاة) مثلا تؤكد القحطاني أنها اكتشفت في نفسها قدرات وميولا ما كانت لتعلمها سابقاً مثل النحت على الخزف الذي تعلمته منذ ثلاثة أشهر وتضيف «يا ليت نجد مراكز أخرى في الدولة كهذا المركز، حيث إنني بحثت عنها مراراً وتكراراً ولم أجدها، لذلك اقتصرت مشاركتي سابقاً فقط على الأعمال التطوعية لصالح جهات معينة». وتؤكد القحطاني أن غالبية الشباب يلجؤون في موسم الصيف إلى المجمعات التجارية والسينما كمتنفس وحيد لقضاء أوقات فراغهم الطويلة، وإلا يقضونها في بيوتهم بين النوم والأكل والسهر، وآخرون يفضلون السفر للخارج كاحتمال وارد عند الغالبية لا بل يجهل كثير منهم وجود تلك المراكز المحدودة للأنشطة الشبابية. وتقترح القحطاني في ختام حديثها قيام الجهات المعنية بتوزيع «استبيانات» تستطلع رأي الشباب وميولهم واهتماماتهم لتحاول توفير المكان الذي يصقل مواهب الشباب وإبداعاتهم تحت إشراف مختصين في شتى المجالات المتنوعة كالرياضة والفن والعلوم. لا قصور في مراكز الفتيات للمواطنة عائشة عبدالرحمن فخرو مواهب متعددة فقد التحقت بأكثر من دورة إبداعية في مركز الفنون البصرية، وجمعية التصوير الضوئي، ومركز إبداع الفتاة، وبالتالي تلبي تلك نشاطاتها الصيفية وميولها دون عوائق تذكر. وتعتبر فخرو أن الإدارة العامة للشباب التابعة لوزارة الثقافة والفنون تلعب دوراً كبيراً في توفير مثل هذه الأنشطة الموجهة لكل الفئات دون قصور وإن كانت تحتاج لمزيد من التعريف والإعلان بين الشباب لتحقيق درجة أرفع من الإقبال. أهمية الحملات الإعلانية أما المواطنة ع.آل سعد والتي تحترف الرسم فترى أن الأنشطة الصيفية ومراكزها متوفرة بشكل جيد في الدولة وإن كان كثيرون ما زالوا يجهلون وجود هذه المراكز. وتؤكد آل سعد أن أي شخص يملك الرغبة والاهتمام بتطوير مهاراته سيصل لها دون شك، وإن كانت هناك من مشكلة فقد تكون في ظروف الحياة وصعوبة وصول بعض الفتيات إليها بحكم بعد المسافة، لذلك تؤمن آل سعد بضرورة توفير مراكز في مناطق خارج الدوحة، ليتسنى لبقية الشباب الالتحاق بها دون عوائق، هذا عدا عن أهمية تكثيف الحملات الإعلانية للمراكز عبر الإنترنت ووسائل الإعلام والمعارض، لتحفيز الشباب على المشاركة وتطوير مهاراتهم الذاتية. مواقع المراكز «كلا غير متوفرة» بهذه العبارة أجابت المواطنة مريم النعيمي حول مدى توفير الدولة للمراكز الشبابية والمعنية بالأنشطة على اختلافها، معتبرة هي الأخرى أن عددها ما زال محدوداً خصوصاً لفئة الأطفال. وتركز النعيمي أيضاً على أهمية اختيار مواقع المراكز قبل إنشائها، وكون المتوفر منها محدود العدد فيجب الحرص على وضع خطط مدروسة لإقامة الجديد منها في أماكن استراتيجية يسهل الوصول إليها من مختلف المناطق وإلا لزم العمل على زيادة أفرعها في شتى مناطق الدولة.