مصابون يحاربون «السكري» بالرياضة

alarab
محليات 13 يونيو 2011 , 12:00ص
الدوحة - الحسن أيت بيهي
منذ تأسيسها عام 1995، أدخلت الجمعية القطرية للسكري الرياضة ضمن برامجها المهمة من أجل التغلب على هذا المرض وتمكين المصابين بالسكري بكل أنواعه من التحكم فيه، حيث يتم العمل داخل الصالة الرياضية المتواجدة داخل مقر الجمعية على تنفيذ برنامج رياضي يومي للتحكم في هذا المرض المزمن انطلاقا من الإيمان بمدى أهمية النشاط البدني في فعالية الأجهزة الحيوية بالجسم خاصة عضلة القلب، إلى جانب الدور الذي تلعبه الرياضة في تحسين الحالة النفسية للمصابين بالسكري مما يجعلها أحد الأسلحة الفعالة لمواجهة الإصابة بهذا المرض المزمن. «العرب» زارت القاعة الرياضية التابعة للجمعية حيث كان لها لقاء مع عدد من المصابين الذين يداومون تحت إشراف المدرب أحمد علي على مزاولة أنشطتهم الرياضية بالقاعة، حيث تم الوقوف على الأجواء المليئة بالتفاؤل والدعابات بين المرضى الذين جمعتهم الإصابة ووحدتهم ضدها. حيث لا يفتر كل واحد يلقي بعبارات التشجيع تجاه الآخر، حيث توحد المنخرطون في القاعة الرياضية لمواجهة هذا المرض الذي أصبح عاديا جدا بالنسبة لرواد القاعة الذين يعملون عندما يلتحق كل مصاب جديد على تبديد مخاوفه من المرض وسرعان ما ينخرط هو الآخر في الأنشطة التي يتم القيام بها داخل القاعة ليشكل رمحا من الرماح التي يتم غرسها في وجه هذا المرض. في البداية يقول علاء إبراهيم محمود (مصري الجنسية) إنه من المواظبين على حضور حصص الرياضية داخل القاعة منذ إصابته بالسكري، حيث لاحظ فرقا كبيرا بين ما كان عليه قبل شروعه في ممارسة الرياضة وما أصبح عليه اليوم، ويؤكد أن مزاولته للرياضة ساعدته على تعديل مستويات السكري بدمه، كما أنه تخلى عن قائمة الأطعمة التي كانت محببة إلى قلبه وعوضها بالإكثار من تناول السلطات والخضراوات. هذا إلى جانب مبادرته إلى التوقف عن التدخين. ويضيف علاء أنه عندما بدأ تمارينه الرياضية داخل القاعة كانت نسبة السكر في دمه تصل إلى 250 ملغ في كل لتر, ولكن اليوم وبعد كل حصة رياضية يجد النسبة لا تتجاوز 80 ملغم وأحيانا أقل، علما بأنه يحرص كل صباح على قياس نسبة السكر في دمه التي لم تعد تتجاوز 120 ملغم في الأقصى. ويؤكد أنه أصبح مهووسا بمعرفة نسبة السكر في دمه كل يوم, ورغم أنه يحاول التخلي عن هذه العادة فإنه لم يتمكن من القيام بذلك بعد، رغم اعترافه بأنه أصبح ينام جيدا واعتاد على تناول الشاي والقهوة من دون سكر, كما أنه تخلص من البلغم الذي كان يصاحبه دائما عندما كان مدمنا للتدخين. عبدالقادر (سوداني الجنسية) قال إنه عندما جاء إلى الجمعية من أجل مزاولة الرياضة كان يعاني من ارتفاع في السكري غير أنه سرعان ما نزل إلى المعدلات العادية مع انتظامه في الاستفادة من الحصص الرياضية التي يحرص على القيام بها داخل القاعة الرياضية, حيث تستمر كل حصة ما بين 30 و90 دقيقة حسب النفسية, وكذلك الوقت المتوفر لديه، مشيراً إلى أن الجمعية القطرية للسكري وفرت أجواء صحية للمصابين بالسكري من أجل الحفاظ على لياقتهم. خاصة أن هناك حرصا قبل كل حصة رياضية على قياس نسبة السكري لدى المنتظمين بالقاعة الرياضية لتفادي أية حوادث غير مرغوب فيها، ومطالبا في الوقت نفسه بتوسيع القاعة من أجل استيعاب الأعداد التي تتوافد كل مرة على الجمعية من أجل الاستفادة من حصص الرياضة. بدوره قال عبدالعزيز حسن المنصوري (قطري الجنسية): إنه من المصابين بداء السكري ولا يحرجه الإعلان عن مرضه الذي يعتبره أحد الأمراض الناجمة عن تطور الحياة المدنية التي أدت إلى قلة الحركة، حيث أصبحت أمراض مثل السكري والضغط وارتفاع الكولسترول من الأمراض الشائعة في المجتمع. ويضيف بخصوص حالته، أنه منذ إخباره من قبل الأطباء بإصابته بالسكري من النوع الثاني، واظب على الحضور إلى القاعة الرياضية من أجل الاستفادة من حصص الرياضة. خاصة أن أهم ما جذبه إليها هو كونها مجهزة خصيصا لاستيعاب المصابين بالسكري, وهو ما يحسب للجمعية القطرية للسكري، خاصة أن القاعات الرياضية الأخرى المنتشرة في قطر ذات طابع تجاري ولا يهمها سوى الربح المادي بعيدا عن صحة المنتسبين إليها. وأشار عبدالعزيز إلى أنه ومنذ التحاقه بالقاعة الرياضية لمس تحسنا في لياقته البدنية، وكان من ثمار هذا التحسن أن طبيبه المعالج توقف عن صرف الدواء الخاص بحالته. ونصحه فقط باتباع الحمية الغذائية إلى جانب المداومة على ممارسة الرياضة. المدرب أحمد علي المشرف على الصالة الرياضية بالجمعية القطرية للسكري قال: إن هذه الأخيرة وفي إطار سعيها المستمر لتحسين أسلوب حياة المصابين بالسكري، وتماشيا مع أهدافها وعملها الوثيق مع قطاع الرياضة, وضمن الأهداف التي يتم تسطيرها داخل الجمعية، كان لا بد من إنشاء هذه الصالة الرياضية التي تدخل ضمن اهتمام الجمعية بالمنتسبين إليها من خلال برنامج يرمي إلى تحسين مستوى اللياقة البدنية للمنتسبين والمساعدة على ضبط نسبة السكري في الدم، مؤكداً أن الأوقات التي ينصح بها المنتسبون لممارسة الرياضة يجب أن تكون بعد تناول إحدى الوجبات بساعتين. أو بعيدا عن وقت الذروة بالنسبة لنشاط الأنسولين بالنسبة للمصابين الذين يعتمدون على هذه النوعية من الحقن. وحول النصائح التي يتم توجيهها لأي منتسب جديد للقاعة الرياضية، يؤكد المدرب أحمد علي أنه لا يتم قبول أي عضو إلا بعد استشارة الطبيب الذي يمنحه إذنا بالالتحاق كما يتم منع أي منتسب من ممارسة الرياضة إذا تجاوزت نسبة السكر في دمه 300 ملغم. أو إذا كان هناك حامض كيتوني في البول، أو كانت نسبة السكر في الدم أقل من 100 ملغم. ويشير المدرب أحمد أن قيمة الالتحاق بالصالة تبقى رمزية جدا, حيث لا تتجاوز 100 ريال قطري شهريا, تمكن الشخص من الاستفادة من تجهيزات الصالة الرياضية التي تتمثل في آلات كهربائية للمشي ودراجات هوائية وأوزان مختلفة لحمل الأثقال وغيرها. علما بأن استعمال كل آلة لا ينبغي أن يتجاوز 20 دقيقة لكل فرد حتى لا يصاب بالإجهاد. ويؤكد أحمد علي أن عدد الملتحقين بالصالة في تزايد، حيث يتم تمكين كل وافد جديد من برنامج تدريبي تدرجي يرمي إلى تشغيل العضلات والأرجل والأذرع قبل إدماجه في المجموعة، حيث تتم متابعة كل المنتسبين طوال الوقت للتدخل في حالة حدوث أي طارئ لأحدهم, خاصة أنهم مصابون جميعا بنفس المرض، مما يمكن من توفير العناية اللازمة لهم من قِبَل أطباء الجمعية الذين يتواجدون دائما بالمقر, خاصة في حالات الهبوط المفاجئ للسكري, حيث يجد كل منتسب الرعاية الكاملة والمتابعة الفورية التي ما كانت لتتوفر لولا إيمان كل العاملين بالجمعية بأهمية توفر هذا النوع من الرعاية لمرضى السكري, وعلى رأسهم الدكتور عبدالله الحمق, حيث يتم التفاني في خدمة كل المنتسبين من أجل تسهيل حياتهم ومساعدتهم على مواصلة حياتهم بشكل طبيعي, خاصة أن الرياضة تلعب دورا كبيرا في التحكم في السكري