إحباط طلاب وأولياء أمور من الاختبارات الوطنية

alarab
محليات 13 يونيو 2011 , 12:00ص
الدوحة – ياسين بن لمنور
تهاطلت أمس شكاوى أولياء الأمور والطلاب على الاختبارات الوطنية، وعبر كثير من الأمهات عن سخطهن للطريقة التي تتم بها هذه الاختبارات وحملت المجلس الأعلى للتعليم مسؤولية أي رسوب لأبنائها. وتداول أمس الطلاب وأولياء أمورهم (مساجات) على نطاق واسع للاحتجاج والمطالبة بتعديل السياسة التعليمية المنتهجة والرفق بالطلاب. وقالت أم محمد إن ابنتها من الطالبات المميزات في مدرسة البيان العلمية بالصف الحادي عشر، ويشهد لها الجميع بتفوقها في مادة الرياضيات لكنها حاليا محبطة ومنزوية بعد أدائها للاختبار الوطني الخاص بهذه المادة أمس. وأشارت ولية الأمر إلى أن الأمر لم يقتصر على ابنتها، بل تعداه لكل زميلاتها والعائلة، مبدية استغرابها من طريقة صياغة الأسئلة التي قالت إنها ليست خارج المنهج فقط، بل من خارج الكرة الأرضية، وأعدها أشخاص غير طبيعيين، وغرضها تعجيز الطلاب وإحباطهم. وذهبت أم محمد إلى أبعد من ذلك عندما وصفت ما يتعرض له الطلاب بالجرائم ولا يمكن السكوت عنها، وخاطبت المسؤولين في المجلس قائلة: «حطمتم عيالنا وبناتنا حرام عليكم». وقال جاسم صادق: إن ابنه ظل مرابطا بالبيت طيلة الأسبوع يحضر لاختبار الرياضيات وكله عزم وتفاؤل، لكنه تفاجأ ببعض الأسئلة التعجيزية التي لها غرض واحد هو إحباط الطالب، حتى لا يواصل ما تبقى له من مشوار مع هذه الاختبارات على حد تعبير ولي الأمر الذي بدا غاضبا جدا للحالة النفسية التي آل إليها ابنه. واستغربت أم حنان فرض هيئة التقييم على الطلاب الاستعانة بآلة حاسبة من نوع «es82» أو من نوع «es85» مشيرة إلى أنها صالت وجالت بكل المناطق، ولم تلتق بهذه الآلة العجيبة، مشيرة إلى أن بعض الجشعين استغلوا الوضع واشتروا الآلة بكميات كبيرة وباعوها بأكثر من ثمنها عشرات المرات، كما عرضوها في مختلف المنتديات، مشيرة إلى أن سعرها وصل إلى 2000 ريال. ولم تقتصر الشكاوى على أولياء الأمور والتي كانت متشابهة وتصب كلها في صعوبة الاختبار وخروجه عن المنهج والخوف على مصير فلذات أكبادهم من التشاؤم، بل تعدتها للطلاب الذين أشار بعضهم إلى وجود بعض الأخطاء، فضلا عن وجود «لخبطة»، إذ قال الطالب مروان الراجحي إن موضوع الاختبار لم يصله باللغة العربية إلا قبل نهاية وقت الاختبار بساعة، مبديا استغرابه من هذه الهفوة، مثلما أشار البعض إلى وجود طلاب درسوا الرياضيات باللغة الإنجليزية، لكن موضوع الاختبار كان باللغة العربية. وعبر الطلاب عن تخوفهم مما سيحمله اختبار اللغة الإنجليزية صباح اليوم، خاصة وأن نظام تقييم درجات الطلبة في الاختبارات الوطنية هي تقييم حصيلة درجات الطلبة في مواد العلوم الشرعية واللغة العربية واللغة الإنجليزية والرياضيات والعلوم مع مراعاة التخصصات العلمية للمرحلة الثانوية، كما أن نظام التقييم يتطلب جمع درجات التقييمات الداخلية للفصل الدراسي الأول بنسبة 50% والتقييمات الداخلية للفصل الدراسي الثاني بنسبة 50% بحيث تكون المادة الدراسية للفصلين 100% تؤخذ منها 70%، وتضاف هذه النسبة إلى 30% من الاختبارات الوطنية. من جهة أخرى يتواجد بعض الطلاب ممن عبروا عن رضاهم بهذا الاختبار واعتبروه في متناولهم وليس صعبا مثلما تداوله البعض، مشيرين إلى وجود بعض الأسئلة الصعبة وهي طبيعة كل اختبار حسب رأيهم، إذ لا يمكن أن تكون كل الأسئلة سهلة. وحاولت «العرب» الاتصال بمسؤولين في هيئة التقييم لمعرفة تفاصيل أكثر وتوضيح وجهة النظر لكن الهواتف لا ترد. وشارك هذا العام 55714 طالباً وطالبة من 185 مدرسة في الاختبارات الوطنية التي تُمثل إحدى آليات قياس المخرجات التعليمية من طلبة ومعلمين ومدارس مع قياس مدى استعداد المعلمين وجاهزيتهم للحصول على الرخص المهنية بأنواعها المختلفة، كما يستند المجلس الأعلى للتعليم على نتائج الاختبارات لقياس تحصيل الطلبة وقراءة الجوانب المتعلقة بالمعلمين والبيئة المدرسية بشكل عام.