شهدت سعادة الشيخة هند بنت حمد آل ثاني، نائب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمؤسسة قطر، ورئيس مجلس أمناء جامعة حمد بن خليفة، حفل تخريج دفعة 2024، والذي عقد تحت شعار «التعليم للسلام، التعليم للإنسانية»، وذلك لتأكيد دور التعليم كأداة رئيسية في ترسيخ ثقافة السلام وحماية الإنسانية.
حضر الحفل، الذي أقيم أمس في مركز قطر الوطني للمؤتمرات، سعادة السيد حسن بن عبدالله الغانم، رئيس مجلس الشورى، وعدد من أصحاب السعادة الشيوخ والوزراء وكبار المسؤولين، وعـــمـــداء الـكـلـيـات وأعــضــاء الـهـيـئـتـيـن الإداريــة والــتــدريــســيــة لــلــجــامــعــة، وعائلات وأصدقاء الخريجين.
وقامت جامعة حمد بن خليفة بتتويج 247 خريجا بالدرجات العلمية، من بينهم 142 خريجة و105 خريجين، 61 منهم مواطنون قطريون، وتم تصميم البرامج متعددة التخصصات التي اختارها الخريجون لتعزيز قدراتهم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها للشروع في وظائف نوعية وتقديم مبادرات تساعد على تحسين أساليب العيش وتحقيق الرفاهية في المجتمعات الهشة والمحرومة من أبسط متطلبات الحياة.
وأكد الدكتور أحمد مجاهد عمر حسنه خلال كلمته على أهمية العلم والتحلي بالمسؤولية والقدرة على التغيير، وأضاف مخاطبًا الخريجين: «إن تحدياتكم كبيرة ولكن الأمل فيكم بحجم هذه التحديات، ضعوا الأهداف الكبرى ولا يكن حلمكم محصورًا في أهدافكم الشخصية، فالتاريخ لا يذكر إلا ذوي الأيادي البيضاء والذين كان لهم تأثير تجاوز الفردية».
وفي كلمته باعتباره ضيف شرف الحفل، قال الدكتور غسان أبوستة، رئيس جامعة غلاسكو: «ما تعلمناه من الحرب على غزة أنه عندما تريد أن تُبيد شعباً عليك أن تبدأ بجامعاته، وعندما تريد أن تقضي على أُمة عليك أن تقضي على التعليم».
وبصفته ممثلًا للخريجين، قال عبدالرحمن آل شافي، خريج برنامج ماجستير السياسات العامة: «نشارك في هذا الحفل الكريم، وقد اعتمرنا قبعات المسؤولية، وتقلدنا أوسمة الثقة والفخر، لننطلق بكل عزم وإرادة لنحقق مستقبلنا وأهدافنا، وننهض ونرتقي بمجتمعاتنا، ولأنّ شعار حفل تخريجنا هو «التعليم للسلام، التعليم للإنسانية»، فإننا نمضي اليوم قُدمًا بقناعة تامة بأن التعليم هو السلاح الأقوى لتحقيق التغيير المنشود».
وقد نال الخريجون درجاتهم العلمية في برامج متعددة من كليات الجامعة الست، هي كلية الدراسات الإسلامية، وكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، وكلية العلوم والهندسة، وكلية القانون، وكلية العلوم الصحية والحيوية، وكلية السياسات العامة، حيث تتضمن برامجها الأكاديمية 41 تخصصًا تنبثق من خمس ركائز رئيسية هي الرعاية الصحية الدقيقة، والذكاء الاصطناعي، والتعليم التقدمي، والاستدامة، والرفاه الاجتماعي.
من جانبه، قال الدكتور أحمد المقرمد، نائب رئيس جامعة حمد بن خليفة للبحوث بالإنابة، في جامعة حمد بن خليفة: «تدعم الركائز الرئيسية لبرامج الجامعة التنمية الاقتصادية والاجتماعية والتكنولوجية في دولة قطر، وقد صممت تلك البرامج متعددة التخصصات لإعداد قادة المستقبل في هذه المجالات لصياغة حلول جديدة تدعم التطور الإيجابي في جميع أنحاء العالم، ومن الطبيعي أن تعزز البيئة التعليمية الفريدة للجامعة استراتيجية الدولة التي تهدف للاستثمار في رأس المال البشري، وتحقيق التنويع الاقتصادي، والحفاظ على هذا التقدم من خلال تعزيز قدرات الطلاب بالمعرفة والمهارات اللازمة للتصدي وإيجاد حلول للتحديات الكبرى سواء في دولة قطر أو على مستوى دول العالم».
وتخلل حفل التخرج هذا العام، إعلان جائزة جامعة حمد بن خليفة للتميُز، والتي تكرم الإنجازات البارزة لأعضاء هيئة التدريس في الجامعة، حيث قامت سعادة الشيخة هند بنت حمد آل ثاني بتتويج الفائزين بالجوائز على منصة المسرح في ثلاث فئات هي: جائزة التميز البحثي، التي تُكرِّم الجهود المبذولة في إعداد البحوث والتي حظيت بتقدير كبير في أوساط المجتمع الأكاديمي، وجائزة التميز في التدريس، وذلك تقديرًا لأنشطة التدريس والتوجيه الطلابي المتميّزة، وجائزة التميز في الخدمة، التي تثمن الخدمات الاستثنائية تجاه الجامعة ومجتمعها.
وحصل كل من الدكتور أمين برماق، الأستاذ والعميد المشارك بكلية العلوم والهندسة، والدكتور أحمد أيسان، الأستاذ بكلية الدراسات الإسلامية، على جائزة التميز البحثي، كما تم تكريم الدكتور جورجيوس ديميتروبولوس، الأستاذ والعميد المشارك للشؤون الطلابية في كلية القانون، بجائزة التميز في التدريس، والدكتور إفرين توك، العميد المساعد لمبادرات الإبداع والتقدم المجتمعي والأستاذ المشارك بكلية السياسات العامة، بجائزة التميُز في الخدمة.
التزام بالتميز
وأكد الدكتور مايكل بينيديك، وكيل جامعة حمد بن خليفة، التزام جميع أعضاء هيئة التدريس في الجامعة بالتميز الأكاديمي في عملهم العلمي والبحثي، وتفانيهم في تطوير طلابنا فكريًا وعلميًا، فضلًا عن التأثير الكبير لأعضاء هيئة التدريس في تعزيز دور الجامعة، بتخصصاتها الأكاديمية المتنوعة، في المجتمع القطري، ولهذا أتوجه للفائزين هذا العام بكل التقدير والتهنئة لما بذلوه من جهد».
بيئة تعليمية مشجعة
وقالت الدكتورة مريم المناعي، نائب رئيس الجامعة لشؤون الطلاب: «يعمل مكتب شؤون الطلاب بجامعة حمد بن خليفة على تعزيز بيئة تعليمية تشجع الطلاب على تطبيق الدروس والخبرات التي تساهم في ترسيخ كرامة الإنسان وحمايتها، ودعم القيم المجتمعية، وبناء جسور للحوار والتفاهم في وقت تشتد فيه الحاجة إليهما، وهو ما يمثل مصدر قوتنا، حيث إن العديد من خريجينا يتولون أدوارًا قيادية داخل مجتمعاتهم ومساراتهم المهنية، ليصبحوا سفراء للجامعة في شتى بقاع العالم».
أساتذة وطلاب بالجامعة: برامج تعليمية متميزة تتماشى مع السوق
أكد الدكتور أحمد المقرمد – القائم بأعمال رئيس جامعة حمد بن خليفة والمدير التنفيذي لمعهد قطر لبحوث الحوسبة التابع للجامعة، أن الجامعة تشهد تخريج 250 طالبا في جميع التخصصات من بينهم أكثر من 150 طالبا في كلية العلوم الهندسية ونحو 50 آخرين في كلية الدراسات الإسلامية، بالإضافة الى طلاب الماجستير والدكتوراه، وأشار في تصريحات صحفية على هامش الاحتفال بتخريج دفعة 2024 بالجامعة، موضحا أن طلاب الدراسات العليا بالأخص وبما أنهم منخرطون في الأبحاث والدراسات البحثية فإنهم سيكون لهم دور بارز في الكثير من مجالات العمل بالمجتمع القطري.
وأوضح أن الجامعة، بالإضافة إلى الكليات الست التي تضمها، فإنها تضم 6 معاهد بحثية وهي التي تركز على الأبحاث في مجالات الحوسبة والطاقة والبيئة والعلوم الحيوية والتي تتماشي مع بعض التخصصات في كليات الجامعة، معربا عن أمله في مساهمة الخريجين في المراكز البحثية. وتابع: إن هناك اهتماما كبيرا في الفترة الحالية حول مسالة الذكاء الاصطناعي والذي أصبح متلازما مع جميع التخصصات سواء العلوم الهندسية أو الحيوية أو الإنسانية، موضحا أن جميع مجالات الحياة حاليا أصبحت مرتبطة بتقنيات الذكاء الاصطناعي.
دفعات متميزة
وهنأت الدكتورة مريم المناعي – نائب رئيس جامعة حمد بن خليفة لشؤون الطلاب – الخريجين بدفعة 2024، مؤكدة أن الجامعة دائماً ما تخرج دفعات متميزة بالتعليم من 48 برنامج موزعة على 6 كليات.
ونوهت بأن 90% من خريجي جامعة حمد بن خليفة على مقاعد العمل، ومن خلال عملهم يبادرون بأعمال قيادية تميزهم عن باقي الخريجين، سواء كانوا من القطريين أو غير القطريين، وأنهم في مجالاتهم في الدول الأخرى يتبوؤون مراكز قيادية.
وقال د. منير حمدي – عميد كلية العلوم والهندسة بجامعة حمد بن خليفة إن هذا العام يشهد تخريج نحو 100 طالب بدرجات الدكتوراه والماجستير والبكالوريوس في 13 برنامجا، معرباً عن فخره وسعادته بخريجي الكلية. ولفت إلى أن البرامج التي كانت في جامعة تكساس ايه اند ام ستكون مطروحة في كلية العلوم والهندسة بجامعة حمد بن خليفة ابتداء من العام المقبل، وأنها تضم برنامج في هندسة الالكترونيات واخر في الهندسة الميكانيكية وثالث في الهندسة الكيمياوية.
سعادة غامرة
وقال جاسم محمد الملا الحاصل على الدكتوراه إنه يشعر بالسعادة الغامرة لتخرجه اليوم والحصول على الدكتوراه في التخصص الذي طالما أراد دراسته والتعمق فيه وهو الخاص بالذكاء الاصطناعي متطلعا إلى تطبيق الدراسات النظرية في مجال عمله في القطاع الرياضي.
وأكدت العنود جاسم النعمة – خريجة الماجستير في التواصل بين الثقافات بكلية العلوم الاجتماعية والانسانية – أنه التخصص الأول من نوعه في دول الخليج، ولفتت إلى أن التخصص الذي تخرجت منه متميز وفريد من نوعه، وساهم في تنمية مهارات الملتحقين به على المدى المستقبلي.
وقالت نور الأغا – خريجة برنامج التربية السمعية والبصرية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية – إن رحلة التعلم في جامعة حمد بن خليفة ممتعة، وأن الأساتذة كانوا متعاونين بصورة كبيرة، وأن الخريجين تعلموا اساسيات البحث العلمي، وأجروا أبحاث خلال فترة دراستهم.