الزعيم خذل الجماهير

alarab
رياضة 13 أبريل 2022 , 01:11ص
الدوحة - العرب


خذل السد جماهير الكرة القطرية وليس جماهيره فقط بالخسارة المؤلمة امام الفيصلي السعودي اول امس في الجولة الثانية للمجموعة الخامسة بدوري ابطال اسيا، كونه اعتاد على تمثيل الكرة القطرية خير تمثيل في المحافل القارية والدولية.
وخذل السد الجماهير لان الخسارة وقعت امام فريق مغمور، وبالاداء غير المقنع وغير المرضي، حتى في المباراة الاولى والتي التمسنا له فيها العذر لتعادله مع ناساف الاوزبكي بهدف بسبب طرد اثنين من لاعبيه هما عبد الكريم حسن وبيدرو، واللذان غابا عن لقاء الفيصلي وساهما بطريقة غير مباشرة في الهزيمة. 
بكل المقاييس تعتبر خسارة السد امام الفيصلي خسارة تاريخية، كون الفريق السعودي يشارك للمرة الاولى بدوري الابطال، وكون فوزه هو اول انتصار له في البطولة، وعلى حساب من؟ على حساب الزعيم البطل السابق وصاحب الخبرة الكبيرة والطويلة وصاحب الامكانيات العريضة. 
لكن كيف خسر السد وهو مكتمل الصفوف، ولا يعاني اي غيابات باستثناء كريم وبيدرو للطرد؟
من شاهد المباراة يتأكد تماما ان السد كان ابعد ما يكون عن مستواه في هذا اللقاء، ولم يكن هو الفريق الذي نعرفه، والذي يعرف كيف يسيطر على مجريات اللعب، رغم انه بالفعل كان مسيطرا على اجزاء كبيرة منها لكنها كما يقال سيطرة بلا فاعلية و(ضجيج بلا طحين).
بداية الامر فان الاسباني جارسيا مدرب الفريق يبدو انه يقرأ الفريق السعودي جيدا، ولم يتوقع اداءه،حتى بعد ان بدأت المباراة وظهر اسلوبه الصعب لم يحاول التغيير مبكرا، وانتظر طويلا حتى اجرى تغييرين جيدين باشتراك تاباتا ويوسف عبد الرزاق. 
لم يستطع ايضا جارسيا الوصول الى البديل المناسب للظهيرين عبد الكريم حسن وبيدرو، حيث اعتمد على قلب الدفاع طارق سلمان في اليمين، ومحمد وعد في اليسار، وكلاهما لم يستطع سد الغياب، وكان يفترض ان يعتمد في الجبهة اليمني على الثنائي مصعب خضر ويوسف عبد الرزاق الذي غير مجرى المباراة عقب مشاركته لقدراته وسرعته في الانطلاق، وفي الجبهة اليسري كان يجب ان يبحث عن لاعب من الشباب لمساندة اكرم عفيف، او كان من الافضل اللعب 3-5-2 كما كان يفعل تشافي.
عانى السد خلال المباراة لانه افتقد عدة عوامل من اهم عوامل تفوقه، وهى السرعة والجماعية وبسبب غيابهما استطاع الفيصلي خطف الفوز.
السد افتقد السرعة في الهجوم، امام فريق كان يعود بكل لاعبيه الى ملعبهم عند فقد الكرة، وبالتالي سدت كل الطرق المؤدية الى منطقة الجزاء، والى المرمى والى الشباك. 
ولم ينتبه السد في المقابل للهجمات المرتدة التي شنها الفريق السعودي، والتي ادت الى هدفيه، رغم ان نسبة الاستحواذ كانت لصالح الزعيم. 
في نفس الوقت فقد الزعيم الجماعية التي كانت تعتبر ابرز اسلحته، وكانت الفردية طاغية على اداء الفريق وعلى لاعبيه، باستثناء الربع ساعة الاخيرة التي شهدت مشاركة تاباتا ويوسف عبد الرزاق، فاستعاد الفريق مستواه واسلوبه وخطورته، وكان قريبا من التعادل لولا اهدار الفرص التي سنحت خاصة لبغداد بونجاح وكازورلا وبوعلام خوخي في الدقائق الاخيرة. 
لا نريد ان نقول ان الخسارة التاريخية للزعيم امام الفيصلي السعودي، ستؤثر على حظوظ الفريق، ولكن المهمة باتت صعبة للغاية، والفريق بات مطالبا بالانتصار في كل مبارياته الاربعة المتبقية ان اراد التأهل. 
المدرب جارسيا بات مطالبا ايضا باعادة ترتيب الاوراق، ويجب ان يعيد النظر في رؤيته للفرق المنافسة، فاللعب في الدوري القطري يختلف تماما عن دوري ابطال اسيا، والفرصة لا تزال متاحة وتحتاج الى جهد اكبر والى تصحيح للاخطاء التي ظهرت سواء امام ناساف او الفيصلي.