

ما حكم زيارة الأهل في رمضان مع احتمالية نقل العدوى في ظل الظروف الحالية لجائحة كورونا؟
يجيب عن السؤال فضيلة الدكتور عايش القحطاني، ويقول: لا بد أن نفهم أولاً ونعرف جيداً أن من مقاصد الإسلام منع الضرر قبل وقوعه ورفعه بعد وقوعه، ولدينا قاعدة شرعية في حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- تدل على هذا، فعن أبي سعيد بن سنان الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا ضرر ولا ضرار».
وأضاف: ومعنى لا ضرر، أنه لا يجوز لأحد أن يبتدئ أحداً بمضرة، ولا ضرار تعني لا يجوز أن يقابل الضرر بضرر آخر، وأيضاً من معانيها أن الضرر هو الذي لك فيه منفعة وعلى غيرك فيه مضرة، والإضرار هو الذي ليس لك فيه منفعة وعلى غيرك يقع فيه المضرة، هذا معنى الحديث، وقيل أيضاً إن الضرر يحصل بدون قصد، والإضرار هو الذي يحدث بقصد.
وتابع د. عايش القحطاني: وهذا الحديث يعتبر قاعدة عامة، فكل أمر كان فيه ضرر يحرّم شرعاً، وهذا الحديث العظيم يشمل سائر أنواع الضرر، بل وقد اعتبره أبو داود في معناه من الأحاديث التي يدور عليها الفقه. وأكد على ضرورة أن يكون الإنسان حذراً ولا يضر غيره، وهو بذلك يضر نفسه إذا زار أقاربه، ولم يطع الله ورسوله وأولي الأمر، كما جاء في الآية الكريمة، فعدم الزيارة فيه إبعاد للضرر عن الجميع، فكم سيتألم هذا الشخص عندما يصاب بفيروس كورونا، وينقل العدوى لأهله، وإلى أبيه وأمه، أو أبنائه الصغار، فكم سيتألم عندما يمرضون ويتألمون، وكم سيكون الألم أكبر إذا توفي شخص هذه العدوى أو هذا المرض؟
ونصح بالتواصل مع الأهل والأصدقاء عن طريق الهاتف الجوال، أو البرامج الإلكترونية التي يمكن من خلالها التواصل بالفيديو، مشيراً إلى أن الأجر يُكتب إن شاء الله لمن يتواصل بهذه الطريقة، أجر النية «نية التواصل مع الأهل»، وأجر الالتزام والانضباط والطاعة لله ورسوله بعد الإضرار والضرر، وطاعة ولي الأمر الذي رتب هذا كله، كما جاء في الآية الكريمة.
وقال د. عايش القحطاني: هنا يجد الشخص الأجر، إن شاء الله، نتيجة التزامه وطاعته، ولا يكون قاطعاً لرحمه؛ لأنه سيكون تواصل معهم بالاتصال أو الفيديو أو غيرها من الطرق؛ لأن هناك ضرورة تمنع من الزيارة، وهي احتمالية نقل العدوى، هذا والله أعلم.