تقرير مفصل عن إنجازات كلية الآداب والعلوم في جامعة قطر

alarab
محليات 13 أبريل 2015 , 06:52م
الدوحة - قنا
عقد المجلس الاستشاري لكلية الآداب والعلوم في جامعة قطر اجتماعه الثاني، حيث استمع إلى نبذة عامة عن الكلية، وناقش أبرز المستجدات والتطورات على صعيد العمل بالكلية، فضلا عن مناقشة التقرير السنوي وبعض الخطط المستقبلية والتحديات التي تواجهها الكلية.
حضر الاجتماع سعادة السيد سعد الرميحي، سكرتير صاحب السمو الأمير الوالد لشؤون المتابعة، رئيس المجلس الاستشاري ، وسعادة الشيخ سعود بن عبد الرحمن آل ثاني، الأمين العام للجنة الأولمبية القطرية، نائب رئيس المجلس ، والدكتور حسن المهندي، مدير المعهد الدبلوماسي بوزارة الخارجية ، وعدد آخر من كبار المسؤولين.
في بداية الاجتماع أعربت الدكتورة شيخة بنت عبد الله المسند رئيسة جامعة قطر عن امتنان الجامعة لمساهمة المجلس الاستشاري في دعم التزام كلية الآداب والعلوم بالأهداف التي طرحتها رؤية قطر الوطنية 2030.
من ناحيتها شكرت الدكتورة إيمان مصطفوي عميدة كلية الآداب والعلوم أعضاء المجلس لمتابعتهم الحثيثة لنشاطات الكلية وحرصهم على توفير الدعم لها.
وتناولت الدكتورة مصطفوي لدى عرضها تقرير إنجازات الكلية رسالتها ورؤيتها، وأشارت إلى أن كلية الآداب والعلوم تطمح أن تصبح رائدة في المنطقة في مجالات البحث والتعليم البيني، وفي الدفع بعجلة التقدم المجتمعي نحو الأمام.
واعتبرت كلية الآداب والعلوم بمثابة القلب النابض لنموذج التعليم الليبرالي بجامعة قطر، كونها تعد خريجين متكاملين ومبدعين وأكفاء من خلال إشراكهم في مناقشة الموضوعات من منظور "بيني التخصصات" مما يزودهم بمهارات تفكير إبداعية ونقدية ؛ ليصبحوا كوادر فعالة في المجتمع في وقت ترعى فيه الكلية أيضا بيئة فكرية تحفز على الإبداع والدمج والتحلي بمنظور عالمي.
وفيما يخص برامج الدراسة الحالية وعدد الطلبة، أوضحت الدكتورة مصطفوي إن كلية الآداب والعلوم تقدم 17 برنامج بكالوريوس، وستة برامج للدراسات العليا، في حين وصل عدد الطلبة هذا العام إلى 6209 طلاب وطالبات في مختلف البرامج.
وقالت إن الكلية تضم 116 طالبا في برامج الدراسات العليا و480 عضو هيئة تدريس.
وعن أداء الكلية في تطبيق خطة العمل السنوية لعام 2013 / 2014، أوضحت أنه تم إنجاز معظم الأهداف قصيرة المدى، كما أن النجاح في تحقيق بعض الأهداف قد تجاوز التوقعات.
وأشارت إلى زيادة قيمة المنح البحثية، حيث تم تمويل 25 بحثا لأعضاء الهيئة الاكاديمية وبتمويل وصل إلى 44.378.114 ريالا قطريا ، وبزيادة بلغت نسبتها 19 بالمائة عن العام السابق، بينما تجاوزت نسبة الأبحاث المنشورة لأعضاء هيئة التدريس في المجلات المصنفة دوليا التوقعات ، حيث بلغت 68 بالمائة.
وأضافت أن أهداف الخطة الاستراتيجية تركز على تطبيق نهج يضمن استقطاب أعضاء هيئة تدريس يتمتعون بإمكانيات بحثية عالية ، إلى جانب إمكانياتهم التدريسية مما يعزز التوجهات البحثية للكلية المستندة الى تحسين الإنتاجية البحثية مع التأكيد على مقاييس الجودة وزيادة الفرص في المجالات ذات التخصصات البينية، والتي تأتي ضمن الأولويات البحثية لكلية الآداب والعلوم.
وعن الاتفاقيات التي تم توقيعها خلال العام الأكاديمي الماضي، أوضحت الدكتورة إيمان مصطفوي أن كلية الآداب والعلوم قد وقعت في العام الأكاديمي 2013-2014 ، سبع اتفاقيات مع وزارات ومؤسسات محلية ودولية مختلفة، لافتة إلى أن هذه الاتفاقيات جاءت تحقيقا لرسالة الكلية في أن ترعى بيئة فكرية تحفز على الإبداع والدمج والتحلي بمنظور عالمي.
وبينت أن الإنجازات التي شهدتها الكلية العام الماضي تضمنت تنمية الجانب المهني (الخبرة العملية) لدى الطلاب لإكسابهم المهارات اللازمة لسوق العمل، ومن ثم تعزيز فرص التوظيف ، وذلك من خلال تنظيم العديد من ورش العمل لتنمية المهارات العامة لدى الطلاب، وتحسين عملية التدريس والتعلم من خلال دمج نهج التعلم الإلكتروني والنصف الكتروني في بعض البرامج، وتوفير فرص تدريب ميداني جديدة لبعض التخصصات.
وأضافت قائلة إن استقطاب المزيد من الطلاب للتخصصات العلمية يمثل أحد الاهداف الاستراتيجية للكلية التي نجحت في الوصول للحد الاقصى بالنسبة لعدد الطلاب المسجلين في التخصصات العلمية باستثناء تخصصيي الصحة العامة والإحصاء. كما تم إحراز تقدم ملحوظ في زيادة عدد برامج التبادل الطلابي بحيث تم إثراء خبرات الطلبة من خلال زيادة فرص التدريب بالخارج وإرسالهم لحضور المؤتمرات والرحلات الثقافية العلمية ، بالإضافة إلى زيادة عدد الأنشطة غير الدراسية ، وكذلك عدد النوادي الطلابية.
ونوهت بأن عدد اتحادات النوادي الطلابية التي تم افتتاحها والمرتبطة بالأقسام قد تجاوز التوقعات، وقالت إن تلك الجهود جاءت تحقيقا لرؤية دولة قطر 2030 في تزويد المجتمع بخريجين قادرين على تحقيق طموحاتهم، وتلبية احتياجات المجتمع في بناء اقتصاد قائم على المعرفة.
واستعرضت جهود الكلية في تعزيز الثقافة والتراث القطري من خلال تنظيم الفعاليات الوطنية، وتوقيع مذكرات التفاهم مع الجهات ذات الصلة، ووضع السياسات التي تصب في ذات الهدف، بجانب المساهمة في تعزيز إشراك المجتمع في الوسط الثقافي الجامعي من خلال دعوة أفراد المجتمع لحضور المؤتمرات التي تنظمها الكلية وتتوافق مع اهتماماتهم.
وعن الأهداف التي لم يتسن للكلية تحقيقها على نحو كامل، قالت الدكتورة إيمان مصطفوي عميدة كلية الآداب والعلوم في هذا الصدد " إن هناك برنامجي بكالوريوس، وبرنامجين في الدراسات العليا كان من المفترض أن يتم الموافقة عليها، لكن ذلك تم تأجيله إلى العام الأكاديمي 2014-2015 لأسباب إجرائية، كما لم يتم شغل جميع الوظائف الشاغرة الخاصة بالبحث العلمي حيث تم شغلها جزئيا فقط ".
وتابعت ان كلية الآداب والعلوم عززت خلال العام الحالي صلاتها مع المجتمع المحلي والدولي، حيث تم توقيع ثماني اتفاقيات تعاون مع عدد من المؤسسات المحلية، لافتة من ناحية أخرى إلى أن المراكز البحثية الثلاثة والبينية التخصصات بالكلية والمعنية بالتنمية المستدامة والعلوم الإنسانية والاجتماعية، ودراسات الخليج ، قد قامت بالعديد من الأنشطة التي من شأنها تعزيز الإنتاجية البحثية في الكلية من خلال تنظيم ورش العمل وعقد الندوات والمؤتمرات بمشاركة أعضاء هيئة التدريس.
وفي هذا الصدد أشار سعادة الشيخ سعود بن عبدالرحمن آل ثاني إلى أن اللجنة الأولمبية القطرية مهتمة بالتعاون مع مركز التنمية المستدامة بالكلية باعتبار أن الاستدامة أحد المجالات التي تدخل في دائرة اهتمام اللجنة.
إلى ذلك قالت الدكتورة مصطفوي إن كلية الآداب والعلوم ستبدأ أربعة برامج لخريف 2015 تشمل برنامج تخصص فرعي في اللغة الفرنسية وبرنامجي ماجستير أحدهما في الصحة العامة والآخر في الإحصاء التطبيقي، وبرنامج دكتوراه في دراسات الخليج، كما سيتم إعادة فتح برنامجي بكالوريوس الفيزياء والرياضيات.
وأطلعت الدكتورة مصطفوي أعضاء المجلس الاستشاري على بعض التحديات التي تواجهها كلية الآداب والعلوم حاليا، حيث تحدثت عن قضية البنية التحتية للكلية والتأهيل العلمي للطلبة الجدد وإتقان اللغة الإنجليزية لخريجي الأقسام الأدبية، موضحة أن الكلية قد أنشأت الواحة الأكاديمية من أجل تعزيز المهارات الدراسية للطلاب من خلال تقديم الدعم الأكاديمي اللازم ، وخاصة لطلاب السنة الاولى المسجلين في المقررات التي تطرحها الكلية.
وقد تلى العرض الذي قدمته عميد الكلية مناقشة عدد من الموضوعات ذات الصلة، حيث أشاد الدكتور شهاب الدين المدير العام لمؤسسة الكويت للتقدم العلمي بسعي الكلية الحثيث نحو تحقيق تعليم ليبرالي في الآداب والعلوم، مشيرا إلى قدرة خريجي كليات التعليم الليبرالي على المساهمة الفعالة في أي وظيفة حتى وإن كانت غير مرتبطة مباشرة بتخصصهم الرئيسي.
وفي هذا السياق، اقترح الدكتور عدنان شهاب الدين، أن تقوم جامعة قطر بتقديم مواد تمهيدية إلكترونية لمواجهة النقص في المهارات الأساسية لدى الطلاب.
من جانبه أشار سعادة السيد سعد الرميحي إلى أهمية إطلاق حملة توعوية لتثقيف أفراد المجتمع حول هذه القضية، حيث إنه في معظم الأحيان يتم توجيه الطلبة ذوي المهارة في الرياضيات إلى دراسة الموارد المالية و المحاسبة.
وأضاف أن أولياء أمور الطلبة لا يدركون جوانب المجالات التطبيقية للرياضيات واحتياجات سوق العمل لها.
وفي هذا الصدد اقترحت الدكتورة جينيفر ديبونت، مديرة البحث العلمي بمركز إكسون موبيل للأبحاث، إضافة مقررات الإحصاء إلى بعض التخصصات الأخرى التي تلقى إقبالا من الطلبة كالأحياء والكيمياء ، مما يسمح لهم باكتساب مهارات جديدة في مجال هام كالإحصاء.
وقد أكد سعادة الشيخ سعود بن عبد الرحمن آل ثاني أهمية توفير مقررات التدريب الميداني للطلبة في الستة أشهر الأخيرة التي تسبق تخرجهم، وذلك لتكون بمثابة الجسر الذي ينقلهم لسوق العمل، كما أوصى سعادته بأن تضيف الكلية هذا المقرر إلى التخصصات التي لا تشملها في الوقت الحالي.
وفي هذا الصدد لفت سعادة السيد سعد الرميحي الانتباه إلى أهمية ترك الحرية للطلبة في اختيار التخصص الذي يريدونه، لافتا إلى أن شغف الطالب بالتخصص يجب أن يكون هو العامل الأول الذي يدفعه لدراسته، ولا يكون اختياره فقط بسبب احتياجات سوق العمل، وأعطى مثالا بتخصص الإعلام، موضحا أن مثل هذا التخصص يجب أن يتم الالتحاق به بسبب شغف الطالب بالعمل الصحفي والإعلامي.
وفيما يخص برنامج التقطير، أشارت الدكتورة مصطفوي إلى زيادة عدد الملتحقين بكلية الآداب والعلوم ضمن برنامج التقطير وهم 36 مبتعثا أو في طور الاعداد للابتعاث، مبينة أن كلية الآداب والعلوم تضم العدد الأكبر من القطريين المنضمين للبرنامج في الجامعة.
وأضافت إن الطلبة القطريين أصبحوا أكثر اقبالا على الالتحاق بالمهن الأكاديمية، موضحة أن الكلية تشجع الطلبة القطريين الحاصلين على المعدل التراكمي المرتفع للالتحاق ببرنامج التقطير.
وقالت إن الكلية حريصة على إشراك المنتسبين لها من القطريين الواعدين في الفرص التدريبية لتعزيز مهاراتهم القيادية والادارية.
وأشار الدكتور حسن المهندي إلى رغبة عدد من منتسبي البعثات الدبلوماسية لبعض الدول مثل مقدونيا في دراسة اللغة العربية ضمن مركز اللغة العربية لغير الناطقين بها، وأوصى أيضا بإنشاء مجلة أكاديمية للكلية.
وأوضحت الدكتورة مصطفوي في هذا السياق أن مركز اللغة العربية لغير الناطقين بها يحظى بشعبية هائلة، وأن عددا من البعثات الدبلوماسية والجامعات الأوروبية يطلبون حجز عدد من المقاعد في البرنامج سنويا.
كما أشار سعادة الشيخ سعود بن عبد الرحمن آل ثاني إلى أن اللجنة الأوليمبية القطرية يمكنها الاستفادة أيضا من هذا البرنامج نظراً لتعاون اللجنة مع عدد من المؤسسات الدولية.