الأنصاري: جامعة قطر تهدف إلى زيادة التركيز على أدبيات المسؤولية الاجتماعية في مناهجها وفعالياتها
الحجري: المسؤولية الاجتماعية غدت قوة مهمة لخدمة أهداف رؤية قطر الوطنية 2030
صبح: كلية الإدارة والاقتصاد تعد باستمرار دراسات بحثية حول موضوع المسؤولية الاجتماعية
مشيمش: المؤتمر والمعرض يهدفان خلال سنوات إلى تعزيز دور قطر كمركز إقليمي للمسؤولية الاجتماعية
استضافت كلية الإدارة والاقتصاد في جامعة قطر مؤتمراً صحفياً جرى خلاله الإعلان عن إطلاق «مؤتمر ومعرض قطر للمسؤولية الاجتماعية» الذي سيقام تحت رعاية معالي الشيخ خالد بن خليفة بن عبد العزيز آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية، في مجمع الرياضات والفعاليات في الجامعة من 16 إلى 18مايو المقبل.
شارك في المؤتمر كل من الدكتور عمر الأنصاري، نائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية، والدكتور سيف علي الحجري، الرئيس التنفيذي لبرنامج قطر الوطني للمسؤولية الاجتماعية ورئيس مؤسسة مبادرة للمسؤولية المجتمعية، والأستاذة رنا صبح، عميد كلية الإدارة والاقتصاد في جامعة قطر، والسيد حيدر مشيمش، مدير عام الشركة الدولية للمعارض - قطر.
بداية المؤتمر كانت مع كلمة الدكتور عمر الأنصاري الذي قال: «انطلاقاً من المسؤولية التي تقع على عاتقها، حرصت جامعة قطر على احتضان أول مبادرة متخصصة في المسؤولية الاجتماعية في قطر، برنامج قطر الوطني للمسؤولية الاجتماعية وذلك بهدف تعزيز طاقات الطلبة وتنمية وعيهم بالمسائل المنضوية تحت إطار ذلك المفهوم الذي بات ركيزة أساسية لدى جميع المؤسسات الأكاديمية والحكومية والقطاع الخاص».
وأضاف الأنصاري: «وفي هذا الصدد، تهدف جامعة قطر إلى زيادة التركيز على أدبيات المسؤولية الاجتماعية في مناهجها وفعالياتها التي ما فتئت تتنامى باطراد منهجي بنّاء، إدراكا لدورها في تحضير الطلبة في مرحلة ما قبل التخرج لأن يكونوا على دراية وافية بأهمية تطبيق تلك المفاهيم في مراحل عملهم لاحقا بما في ذلك دورها في تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص والقطاع الأكاديمي. من هنا، كانت المبادرة هذه السنة باستضافة مؤتمر ومعرض قطر للمسؤولية الاجتماعية في رحاب الجامعة ليكونا أحدث إضافة إلى فعاليات البرنامج الوطني للمسؤولية الاجتماعية في نسخته العاشرة».
تعزيز مفهوم ممارسة الأعمال
ويأتي «مؤتمر ومعرض قطر للمسؤولية الاجتماعية» ضمن جهود تطوير البرنامج الوطني للمسؤولية الاجتماعية في قطر الذي تحتضنه الجامعة منذ سنوات عدة في خطوة يراد منها تعزيز مفهوم ممارسة الأعمال بشكل مسؤول اجتماعياً، وتوفير منصة فعالة لرجال الأعمال والفكر والأكاديميين للتفكير والتخطيط معاً من أجل تشجيع إنشاء وتطوير الأعمال التي تطبق مفاهيم المسؤولية الاجتماعية والحوكمة الاجتماعية البيئية.
وتعليقاً على هذه الخطوة، قال الدكتور سيف علي الحجري، الرئيس التنفيذي لبرنامج قطر الوطني للمسؤولية الاجتماعية ورئيس مؤسسة مبادرة للمسؤولية المجتمعية: «منذ انطلاقته قبل عشرة أعوام مضت، مثّل برنامج قطر الوطني للمسؤولية الاجتماعية ريادة وتفرداً لدولة قطر في مجال المسؤولية الاجتماعية على الصعيدين الإقليمي والدولي. ومع وصول البرنامج إلى سنته العاشرة كان لا بد من تطويره ليواكب متطلبات المرحلة ويستمر بالمساهمة في نشر ثقافة المسؤولية الاجتماعية في دولة قطر، ومن هنا كانت المبادرة بإطلاق مؤتمر ومعرض قطر للمسؤولية الاجتماعية هذه السنة. ويكرس تنظيم هذا الحدث في رحاب جامعة قطر الثقة الوطنية لدى المؤسسات في الدولة بأن المسؤولية الاجتماعية غدت قوة جبارة لا نظير لها لخدمة الأهداف المبتغاة في رؤية قطر الوطنية 2030. لقد مكن البرنامج خلال مسيرته آلاف الطلاب من فهم القيمة المضافة لمفهوم المسؤولية الاجتماعية ودورها في تطوير المؤسسات والهيئات التي عملوا فيها عقب تخرجهم، ونأمل من خلال إطلاق المؤتمر والمعرض الأول من نوعه في قطر أن نمكّن مجتمع الأعمال من تكوين فهم مماثل لأهمية المسؤولية الاجتماعية في ممارسة الأعمال. ومن هنا أوجّه الدعوة لمختلف مؤسسات وشركات القطاعين العام والخاص التي تتبنى نهجاً مسؤولاً في ممارستها لأعمالها للمشاركة في المؤتمر والمعرض وإثراء هذا البرنامج بمبادراتهم وبرامجهم والمساهمة في تعميم الممارسات المسؤولة اجتماعياً».
ومع إضافة المؤتمر والمعرض إلى فعاليات البرنامج، سيتضمن برنامج قطر الوطني للمسؤولية الاجتماعية في نسخته العاشرة المطورة مؤتمراً يستعرض التحديات البيئية والاقتصادية والاجتماعية الناشئة على الصعيدين المحلي والدولي، ويفرد مساحة للحوار والنقاش حول الحلول الممكنة لتلك التحديات من منظور المسؤولية الاجتماعية، ومعرضاً يمكن للشركات في جميع القطاعات الاستفادة منه لتقديم أو الكشف عن استراتيجياتها وبرامجها الخاصة بالمسؤولية الاجتماعية للشركات وتسليط الضوء على مساهمتها في المجتمع المحلي، إضافة إلى جائزة قطر للمسؤولية الاجتماعية التي تهدف إلى تكريم المنظمات والشركات التي تسعى إلى دمج مبادئ المسؤولية الاجتماعية في فلسفة أعمالها وعملياتها لتحقيق تأثير إيجابي على المجتمع، فضلاً عن التقرير الوطني للمسؤولية الاجتماعية وهو تقرير يتم إعداده بتوجيه من كلية الإدارة والاقتصاد في جامعة قطر، وبمساهمة من طلاب الكلية. ويوثق هذا التقرير الأكاديمي إنجازات المنظمات الوطنية في مجال المسؤولية الاجتماعية ويرصد التقدم في التنمية الاجتماعية ورؤية قطر الوطنية 2030. ويبرز التقرير إنجازات مختلف المؤسسات في مجال المسؤولية الاجتماعية، ويدعم مكانتها محليا وخارجيا من خلال نظام أرشيفي رقمي وفق أعلى مستويات المهنية، كما تسهم مخرجاته في ترسيخ المسؤولية الاجتماعية في الثقافة القطرية والإرث الوطني على المدى الطويل.
المنصة الأولى في التأثير
وفي إشارة إلى دور كلية الإدارة والاقتصاد في هذا المجال، قالت عميد الكلية، الأستاذة رنا صبح: «فيما يتزايد الاعتراف الوطني والدولي بأن الجامعات هي المنصة الأولى في التأثير في المجتمع، تتواصل ريادة جامعة قطر في تبني مبادرات وتنظيم فعاليات حول نشر الوعي بالمسؤولية الاجتماعية في أبرز مبادرة متخصصة في هذا المجال. وتؤمن كلية الإدارة والاقتصاد في الجامعة بأن نشر هذه الثقافة لدى الطلبة، يعني أنها وصلت إلى المنازل ومن ثم إلى المجتمع ككل. كما ندرك أن الفعاليات ذات الصلة التي تستضيفها الجامعة توفر منصة تفاعلية بين الطلاب وممثلي قطاع الأعمال والمؤسسات، بما في ذلك الفرصة لتوسيع مدارك الخريجين محليا وعالميا. وتفخر الكلية بكونها الجهة الوحيدة التي تعد بصورة متواصلة دراسات بحثية حول موضوع المسؤولية الاجتماعية، والتي كان آخرها الدراسة الجارية حاليا بعنوان «وعي الشركات تجاه تغير المناخ في المنظمات القطرية: الدوافع والاستراتيجيات والنتائج».
وبحسب المنظمين، يهدف إطلاق «مؤتمر ومعرض قطر للمسؤولية الاجتماعية» إلى توفير منصة جامعة للخبراء والمهنيين المحليين والدوليين في مجال المسؤولية الاجتماعية لمناقشة سبل توظيف المؤسسات لهذه المسؤولية لدمج الأهداف الاقتصادية والاجتماعية والبيئية ضمن عملها، وتسليط الضوء على أهمية الدور الذي يمكن أن تلعبه الشركات والمؤسسات والقطاع الخاص عموماً في تنمية المجتمعات التي تعمل وتمارس فيها مختلف أنشطتها، والكيفية التي يمكن من خلالها أن تلعب دورا اجتماعيا أكثر تأثيرا في هذه المجتمعات.
وفي هذا الإطار، قال حيدر مشيمش، مدير عام الشركة الدولية للمعارض - قطر، التي ستتولى تنظيم أعمال المؤتمر والمعرض: «يسعى المؤتمر إلى تحقيق مجموعة من الأهداف الرئيسية في مقدمتها رفع درجة الوعي بأهمية الدور الذي يمكن أن تلعبه المؤسسات والشركات ذات الربحية في المجتمع على المستويات كافة، ونقل التجارب العالمية الرائدة في هذا المجال الى المنطقة مع المحافظة على الخصوصية المحلية في محاولة للتوصل إلى أنسب الاستراتيجيات الخاصة بالعمل الاجتماعي للمؤسسات والشركات القطرية التي تنطلق من هذه الخصوصية»، وأشار إلى سعي اللجنة التنظيمية للمؤتمر الى تعزيز دور قطر كمركز إقليمي للمسؤولية الاجتماعية بما تضمه من مؤسسات وشركات يمكن أن تلعب دوراً أكبر في هذا الإطار، وتتحول إلى تجارب يمكن الاستفادة منها إقليمياً، لافتاً إلى أن الحدث يتضمن أيضاً معرضاً شاملاً للجهات المشاركة إلى جانب مجموعة من ورش العمل التي تتضمن تطبيقات عملية لتجارب عالمية وعربية ومحلية من مجموعة مختارة من الشركات المحلية والعالمية التي تقوم بتطبيق برامج تنموية في الكثير من المجتمعات حول العالم.