مدير إدارة السوق لـ «العرب»: تكييف الأماكن المكشوفة في سوق واقف

alarab
محليات 12 أغسطس 2025 , 01:23ص
منصور المطلق

أكد السيد محمد السالم، مدير إدارة سوق واقف، أن الإدارة شرعت في إنشاء شبكة تبريد حديثة للأماكن المكشوفة في السوق، موضحا أن الشبكة تقع تحت الأرض في المنطقة الشمالية ومصممة بأحدث التقنيات التي تسمح بخفض درجة الحرارة إلى 21 درجة مئوية، ما يوفر أجواءً منعشة لزوار السوق حتى في ذروة الصيف. وأضاف السالم أن هذا التطوير يهدف إلى توفير تجربة مميزة لمرتادي السوق وجعل زيارتهم لمرافقه أكثر راحة، مؤكدا أن سوق واقف يواصل الجمع بين الطابع التراثي الأصيل وتقديم خدمات حديثة تلبي تطلعات الزوار من داخل قطر وخارجها. ويعد سوق واقف من أعرق وأهم المعالم السياحية في دولة قطر، ويحتل مكانة خاصة في قلوب المواطنين والمقيمين والزوار على حد سواء. يقع السوق في قلب العاصمة الدوحة، بالقرب من كورنيشها الشهير ومتحف الفن الإسلامي، ويتميز بطابعه المعماري الذي يجمع بين الأصالة والحداثة. أزقته الضيقة المرصوفة بالحجارة، وجدرانه المبنية بالطين والجص، وأسقفه الخشبية القديمة، تمنح الزائر إحساسا عميقا بأنه يسير بين صفحات من التاريخ الحي.
تعود جذور سوق واقف إلى القرن الماضي حيث كان مركزا للتجارة التقليدية، ومحطة رئيسية يتجمع فيها التجار وأهل البادية لتبادل السلع والمنتجات. ومع مرور الزمن، خضع السوق لعملية ترميم شاملة حافظت على ملامحه التراثية، وفي الوقت نفسه أضافت إليه مرافق حديثة وخدمات متطورة جعلت منه وجهة سياحية عالمية المستوى.
ويحتضن السوق مئات المحلات التجارية التي تعرض منتجات متنوعة، من الأقمشة الفاخرة والعطور العربية والبهارات، إلى المصنوعات اليدوية والمجوهرات والتحف النادرة. ويضم أيضا سوقا للطيور والحيوانات الأليفة، ومتاجر متخصصة في الأدوات التراثية التي تعكس جوانب من الحياة القطرية القديمة.
أما على صعيد الثقافة والفنون، فإن سوق واقف يعد منصة حية للنشاطات الثقافية والفنية، حيث تستضيف ساحاته الداخلية فعاليات موسيقية، وعروضا شعبية، ومعارض للفنون التشكيلية. وخلال المواسم السياحية والمهرجانات، يمتلئ السوق بالزوار الذين يستمتعون بالأجواء الاحتفالية ويعيشون تجربة تعكس روح الضيافة القطرية الأصيلة.
وتنتشر في السوق مجموعة واسعة من المطاعم والمقاهي التي تقدم أطباقا محلية تقليدية، إلى جانب المأكولات العالمية، مما يتيح للزائر تذوق نكهات متعددة في بيئة تراثية مميزة. الجلوس في أحد مقاهي السوق وسط الأجواء الشعبية يظل تجربة لا تُنسى، خاصة في الأمسيات التي يزينها ضوء المصابيح التقليدية ورائحة القهوة العربية.
ويعكس مشروع شبكة التبريد الجديدة التزام إدارة السوق بتحسين البنية التحتية وتوفير أجواء مريحة للزوار طوال العام. حتى في فصل الصيف، وأن هذا المشروع المبتكر، القادر على خفض درجة الحرارة في الأماكن المكشوفة إلى 21 درجة مئوية، سيجعل التجوال في السوق ممتعا حتى في أشد أيام الصيف حرارة.
وتتجلى أهمية سوق واقف في كونه نافذة مفتوحة على التاريخ والتراث، وفي الوقت ذاته منصة للابتكار والتطوير السياحي. فهو يعزز من مكانة الدوحة كوجهة ثقافية وسياحية على مستوى المنطقة والعالم، ويجذب مزيجا فريدا من الزوار، بدءا من محبي التسوق التقليدي، وصولا إلى عشاق الثقافة والفنون، مرورا بالعائلات التي تبحث عن مكان يجمع بين الترفيه والمعرفة.
ومع استمرار مشاريعه التطويرية، يظل سوق واقف وجهة لا يمكن تفويتها لأي سائح يزور قطر، ومعلما يعكس بصدق روحها وتاريخها، ويثبت أن الأصالة يمكن أن تتعايش بتناغم مع الحداثة لخدمة الزائر وتقديم تجربة سياحية استثنائية.