ستكون مباراة منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم أمام بنما مهمة جداً، كون الفوز فيها سيجعل العنابي يضع القدم الأولى في الدور ربع النهائي من بطولة الكأس الذهبية، خاصة أن ثاني مواجهات رفقاء النجم أكرم عفيف ستكون أمام جرينادا، الذي يعتبر على الورق الحلقة الأضعف في المجموعة الرابعة، لهذا سوف يبحث ابناء المدرب الإسباني فيليكس سانشيز عن تحقيق انطلاقة قوية في هذه المجموعة بتحقيق الفوز، لكي يكون المرشح الأول للصعود لدور الثمانية.
وبالنظر للأسماء التي يمتلكها «المد الأحمر» والتطور الكبير الذي تشهده الكرة البنمية خلال السنوات الأخيرة، يجعل المباراة صعبة عكس مايراه البعض، خاصة ان آخر نسخة من البطولة كان الفريق قد وصل للدور ربع النهائي بعد الفوز على ترنيداد وتروباجو بهدفين نظيفين، وفي الجولة الثانية فاز على جيانا بأربعة أهداف لهدفين، ليتلقى الهزيمة في الجولة الأخيرة من مرحلة المجموعة أمام المنتخب الأمريكي بهدف نظيف، لكن مشوار «رجال القناة» انتهى في الدور ربع النهائي بعد الهزيمة أمام جامايكا بهدف نظيف..لهذا يسعى المنتخب البنمي في هذه النسخة للوصول لأبعد نقطة ممكنة.
ولم يتلق المنتخب البنمي خلال آخر 8 مباريات إلا هزيمة واحدة كانت امام المكسيك، وذلك في المباراة الودية الأخيرة التي انتهت بفوز حامل لقب الكأس الذهبية بثلاثية نظيفة، فيما تعادل في مباراتين الأولى أمام صربيا سلبيا خلال مواجهة ودية اقيمت في 21 يناير الماضي، والثانية أمام كوراساو في المرحلة الثانية من تصفيات الكونكاكاف المؤهلة لمونديال قطر 2022 بنفس النتيجة، فيما فاز المنتخب البنمي في 5 مباريات أخرى.
ما يميز المنتخب البنمي عن ذلك المنتخب الذي فاجأ الجميع بالتأهل لمونديال روسيا 2018 هو الإعتماد أكثر على اللاعبين الشباب خاصة الذين ينشطون في الدوريات الأوروبية، هذا الأخير اصبح من الإستراتيجيات أو الخطط التي يعتمد عليها الإتحاد البنمي لكرة القدم لتحقيق انجاز آخر في عالم المستديرة، لهذا فمباشرة بعد مونديال 2018 تك طي صفحة جيل كتب اسمه بأحرف من ذهب في الكرة البنمية، وفي نفس الوقت فتح صفحة جديدة قد يكون خوسيه لويس رودريجيز المطلوب من نادي سبورتينج خيخون هو قائد هذا الجيل..

صفحة جديدة بطموحات أكبر
قد تكون صفحة 2018 في تاريخ كرة القدم البنمية هي الأفضل بعد تحقيقها لحلم طال انتظاره بالمشاركة في مونديال روسيا، مع جيل سيظل راسخا في ذهن البنميين بذلك الإنجاز الذي تحقق لأول مرة في تاريخ «المد الأحمر».. لكن كرة القدم دائما ما تقوم بطي صفحات كل جيل من الأجيال لكل منتخب وهذا مايحدث مع المنتخب البنمي، الذي فتح صفحة جديدة، مع جيل تطمح من خلاله الكرة البنمية الذهاب بعيداً للتأكيد على الصحوة الذي عرفه «رجال القناة».
الجيل الجديد الذي يقوده المدرب الإسباني توماس كريستيانسن يعتمد اكثر على تحويل اللاعبين للقارة العجوز، حتى يتسنى لهم تطوير الكرة البنمية بشكل أفضل بالإحتكاك بالمدارس الأوروبية العريقة، ويريد كريستيانسن ان يجني أول ثمار هذه الإستراتيجية خلال النسخة الحالية من بطولة الكأس الذهبية، بعد بدايتهم الجيدة في تصفيات مونديال قطر 2022، رغم بعض الغيابات التي يشهدها المنتخب البنمي الا ان المدرب الإسباني يعول كثيرا على العديد من اللاعبين لتحقيق نتائج جيدة في البطولة.

تجربة سلبية مع المنتخبات العربية

بالعودة الى تاريخ مواجهات بنما مع المنتخبات العربية، فقد كانت خلال اخر نسخة من كأس العالم روسيا 2018 امام المنتخب التونسي، التي عرفت مشاركة المنتخب البنمي لأول مرة في تاريخه بعد أن انتزع بطاقة التأهل الى المونديال، بعد منافسة شرسة مع منتخبي الهندوراس، الذي بلغ الملحق وسقط فيه أمام أستراليا، والولايات المتحدة الأمريكية الذي كان أحد أكبر الغائبين عن اخر نسخة من المونديال. وكانت مشاركة المنتخب البنمي سلبية في كأس العالم من حيث النتائج لكن تمكنوا من كتابة التاريخ لكرة القدم البنمية.. وتلقى المد الأحمر الهزيمة في ثلاث مباريات التي شارك فيها ابرزها أمام المنتخب الإنجليزي بنتيجة ستة أهداف لهدف، وثلاثية نظيفة في أول مباراة بالمونديال أمام بلجيكا..والهزيمة أمام المنتخب التونسي الذي تعرض للإنتقادات كثيرة في مونديال روسيا لكن تمكن من الفوز على بنما في ختام مبارياته، وذلك في المواجهة التي تقدم فيها «رجال القناة» بهدف سجله اللاعب مهدي مرياح بالخطأ في مرماه، وعدل لنسور قرطاح اللاعب فخرالدين بن يوسف فيما سجل هدف الفوز وهبي الخزري، لهذا فتاريخ المواجهات العربية امام بنما كانت سلبية خلال المواجهات الرسمية.

غيابات مؤثرة في صفوف بنما 

سيخوض المنتخب البنمي غمار الكأس الذهبية وفي صفوفه غيابات قد تؤثر على مستواهم خلال النسخة الحالية من البطولة، بعد إصابة الثنائي سيلسيليو والترمان مهاجم يونيفرسيداد التشيلسي والمدافع ميخائيل موريلو مدافع نادي أندرلخت البلجيكي بفيروس كورونا. كما يغيب عن صفوف «المد الأحمر» كل من أندريس اندراردي وانيبال جودوي بعد تعرضهما للإصابة، وقام المدرب الإسباني توماس كريستيانسن باستدعاء اللاعبين ابديال ايارزا ورودريك ميلر ليكونا بديلين لهما في قائمة المنتخب. ويشكل غياب الرباعي ضغطاً كبيرا على كريستيانسن باعتبارهم من ركائز المنتخب خاصة بالنسبة للمهاجم سيلسيليو واترمان صاحب الخبرة، الذي تألق في تصفيات الكونكاكاف المؤهلة لمونديال قطر 2022 خلال الدور الأول والثاني، الذي حسم فيه المنتخب البنمي التأهل للمرحلة الأخيرة من تصفيات كأس العالم عن جدارة واستحقاق.