الاحتراف سلوك وليس مجرد مهنة
رياضة
12 يوليو 2011 , 12:00ص
سيناريو وصول براعم وأشبال أولم الألماني لإيطاليا لملاقاة منتخباتنا وحتى مغادرتهم لها يؤكد أن عملية الاحتراف هي سلوك وليست مهنة تفرض على اللاعب الالتزام بقواعدها، وما حدث أن لاعبي ألمانيا حضروا للفندق الذي تقيم فيها البعثة العنابية في الثالثة عصر يوم السبت يوم مباراة العنابي والبايرن بعد رحلة بالباص استمرت 6 ساعات، وفي نفس وقت وصولهم كانت بعثة العنابي في طريقها لمتابعة العنابي الكبير، ثم فوجئنا بأشبال وبراعم ألمانيا يحضرون في الشوط الثاني لمتابعة مباراة البايرن والعنابي، أي بعد نصف ساعة من وصولهم لإيطاليا، ثم عادوا للفندق لتناول العشاء والنوم، وفي صباح يوم الأحد موعد مبارياتنا معهم تناولوا الإفطار معنا في المطعم، ثم ذهبوا للتدريب الصباحي، وفي الرابعة عصرا وفي جو حار نسبيا كان موعد مبارياتنا التي انتهت الساعة الخامسة والنصف، ثم التقطوا الصور التذكارية وتحرك الباص الخاص بهم لمدينة أولم الساعة السادسة مساء؛ لأن اللاعبين لديهم دوام دراسي في السابعة من صباح يوم الاثنين، لدرجة أننا فوجئنا بأنهم سيسافرون مباشرة لألمانيا عقب مبارياتهم مع منتخبنا، وأيضا هم من طلبوا أن تكون المباريات في الرابعة عصرا، بينما كنا نفضل نحن أن تكون المباريات في الخامسة والنصف؛ لأن النهار يظل قائما في إيطاليا حتى الساعة التاسعة والنصف، أي العاشرة والنصف مساء بتوقيت الدوحة، ولكن لأن كل شيء لديهم محدد بوقت، وأن لاعبيهم لديهم دراسة صباح يوم الاثنين، كانت رغبتهم في اللعب الساعة الرابعة، وطبعا هذا السيناريو يعكس الجدية والالتزام، ويعكس تعويد اللاعبين الصغار على تحمل الضغط النفسي والبدني، وهذا السلوك هو ما يجعل عملية الاحتراف لديهم أكثر فائدة من الاحتراف الذي يطبق في الدول العربية؛ لأنه يتم في صورة مبكرة من عمر اللاعب.
دور فاعل لأولياء الأمور
أيضا كان لافتا للنظر وجود سيدات مع الفريق الألماني عند وصوله للفندق، وتوقعنا أن يكون هؤلاء السيدات من ضمن الطاقم الطبي أو النفسي المرافق للاعبين، ولكن أثناء المباريات فوجئنا أن هؤلاء السيدات هن أمهات اللاعبين حضرن لتشجيعهم برفقة أزواجهن، وكأن مرافقة الأبناء رحلة ترفيهية للأسرة كلها، والظريف أن اللاعب الألماني بين الشوطين عندما يأخذ راحته تكون أمه جاهزة له بمطارة العصير وزجاجة المياه، وتتبادل معه الحديث في جو مشجع للطفل الصغير فيه من الدعم النفسي ما يدفعه للتألق في الملعب لكسب رضا أسرته قبل مدربه، وهذا الدور الفاعل الذي يقوم به أولياء الأمور يسهم بشكل كبير في تسهيل عمل الأندية في جذب اللاعبين لممارسة الكرة، ومن ثم ارتقاء مستوى اللاعبين في ظل انتظامهم في التدريبات، وفي ظل عملية التواصل الإيجابي بين الأسرة والنادي، حيث يتفق الطرفان في أن كلا منهما يعمل من أجل صالح الابن؛ ولذلك كانت رغبتنا قوية في التقاط صورة جماعية لأولياء الأمور مع أبنائهم اللاعبين، لعلها تكون رسالة لأولياء أمور لاعبينا في معرفة القيمة الكبيرة لدورهم في بناء شخصية الأبناء رياضيا من خلال معرفة أولياء الأمور للقيمة الكبيرة للممارسة الرياضية.