

من شاهد الغرافة خلال دوري 2022 يعتقد انه كان الاقرب للمنافسة على اللقب، وانه على اقل تقدير كان قريبا من بقائه في مربع الكبار، فالفريق كان يقدم عروضا جيدة وطيبة، والفريق ووصل الى نهائي أغلى الكؤوس.
لكن ما حدث ان الغرافة في نهاية المطاف ابتعد للمرة الاولى منذ موسم 2019 عن المربع الذهبي، كما انه اخفق بشكل كبير في المباراة النهائية باغلى الكؤوس وخسر بخماسية غير متوقعة امام الدحيل.
لم يستغل الغرافة تذبذب الدحيل، وتراجع واختفاء الريان، كي يقفز الى الوصافة، بل تراجع معهما، واخفق في الاحتفاظ بمقعده بين الاربعة الكبار.
لا يوجد اي تبرير لاخفاق الغرافة هذا الموسم سوى انه لم يستطع مع جهازه الفني الاستقرار فنيا والاستقرار في النتائج، تارة يحقق نتائج جيدة للغاية، وتارة يسقط في الهزائم غير المتوقعة.
الغرافة بدأ الدوري بعدد من الانتصارات على الشمال والاهلي وام صلال والسيلية والريان، لكنه خسر بشكل غير متوقع امام قطر وامام الوكرة بالاضافة الى خسارته امام الدحيل وامام السد، واستطاع رغم كل ذلك التواجد في المربع الذهبي مع نهاية القسم الاول.
وفي القسم الثاني تلقي الغرافة بعض الخسائر غير المتوقعة ابرزها امام ام صلال وامام الوكرة، وتعادل مع الخور.
لكن الخسارتين الاهم واللتين اثرتا على بقائه في المربع الذهبي كانتا في اخر جولتين امام العربي اقوى منافسيه على المربع، وامام السيلية الذي كان مهددا بالهبوط، حيث فقد اهم واغلى 6 نقاط في الجولتين الاخيرتين على التوالي، فتراجع للمركز الخامس وخرج من المربع بفارق 6 نقاط عن العربي الرابع.
يمكن القول ان الغرافة دفع الثمن غاليا لبعض الاخطاء الفنية المهمة التي كان ابرزها عدم الاستقرار على المستوى والنتائج، وهو ما افقده نقاطا كانت في متناول يديه وتبخرت في ظروف غامضة
نفس الاخطاء تعرض لها الغرافة في دوري ابطال اسيا، حيث انطلق بقوة وتصدر مجموعته، وفجأة تلقي خسارة قاسية غير متوقعة بالمرة، امام فريق اهلي دبي الاماراتي 2-8، ليتحول التفوق الى اخفاق وليودع الفريق البطولة بعد ان كان المرشح الاول للتأهل
عدم الاستقرار كانت من اسباب الاخفاق الغرفاوي وهو ما يجب ان يعمل النادي والجهاز الفني على دراستها من اجل علاجها خاصة والفريق يضم عناصر جيدة سواء كقطريين او محترفين اجانب.

أخطاء ستراماتشوني
تفاءل جمهور الغرافة كثيرا مع بداية الموسم بتعيين الايطالي أندريا ستراماتشوني مدربا للفريق خلفا للصربي سلافيسا يوكانوفيتش.
وزاد التفاؤل بسبب بعض النتائج والانتصارات الجيدة التي تحققت في بداية الدوري، لكن سرعان ما تحول التفاؤل الى خوف وقلق من المستقبل وهو ما تحقق في النهاية بابتعاد الفريق عن المربع الذهبي للمرة الاولى منذ 2019
فقد وقع ستراماتشوني في عدد من الاخطاء خلال بعض المباريات اثناء الموسم، واظهر اخفاقا كبيرا في الجانب الدفاعي رغم ما عرف عن المدربسة الايطالية من قوة في الدفاع، حيث اهتزت شباك الفريق 40 مرة على مدار 22 مباراة بخلاف الاهداف الغزيزة التي منى بها مرمى الفريق في نهائي اغلى الكؤوس، او في دور المجموعات بدوري ابطال اسيا.
لا تعاقدات محلية
على غير العادة لم يعقد الغرافة أي تعاقدات على المستوى المحلي وكان من الاندية القليلة التي اعتمدت على لاعبيها وابنائها خاصة والغرافة ايضا من الفرق التي تمتلك لاعبين شبانا مميزين في كل المراكز بدءا من حراسة المرمى بوجود يوسف حسن وسعيد الحاج واحمد الجانحي وعمرو سراج وعثمان اليهري بالاضافة الى النجوم القطريين اصحاب الخبرة امثال مؤيد حسن واحمد علاء والمهدي علي وقاسم برهان.

محترفون مميزون
لم يكن تفاؤل الغرفاوية فقط بسبب تغيير المدرب وقدوم مدرب جديد، لكن للتغييرات الجذرية التي طرأت على صفوف المحترفين الاجانب، فقد استغنى الغرافة عن محترفيه السابقين وهم عدلان قديورة ( جزائري) وهيكتور مورينيو ( مكسيكي) وجاتشول كو(كوري جنوبي) وسيرجي كانون (ايفواري) وكوديجا(ايفواري) وابقى الغرافة على النجم الجزائري سفيان هني، وتعاقد مع 4 محترفين جدد هم: مهدي تاهرات (جزائري) ومحمد المسلمي (عماني) وشيخ دياباتي (مالي) وجابرييل بيريس(برازيلي) وبعد اصابة محمد السلمي تعاقد مع الايراني سعيد عزة الله/ وحقيقة الامر ان محترفي الغرافة كانوا جيدين ومميزين، وقدموا مستويات طيبة للغاية لكن الاخطاء التي وقعت في بعض المباريات لم يساعدهم على قيادة فريقهم الى انجاز جيد.