تفاوت أسعار تذاكر الطيران بين الشركات وضمن الدرجة الواحدة

alarab
تحقيقات 12 يونيو 2011 , 12:00ص
الدوحة – كارلا سليمان
بعد خسائر كبيرة على مدى سنوات عديدة، تسبب بها التأخر بحجز تذاكر الطيران، تعلم وليد المدب من «جيبه» أن يستعد لإجازة الصيف مبكرا، وتبدأ قائمة التحضيرات الطويلة بتحديد موعد السفر أولا ليتبعها شراء تذاكر الطيران له ولأفراد العائلة، وبمجرد تأمين التذكرة يتنفس وليد الصعداءصص، ويطمئن نسبيا بأن كل شيء سيكون على ما يرام، فثمن التذكرة مرشح للتضاعف مع اقتراب موعد السفر، حسب وليد الذي يفضل توفير بعض المال عن طريق شراء التذاكر في وقت باكر، وتحويل المبلغ الفائض لشراء حاجيات السفر. يشغل المواطنين والمقيمين في فترة الصيف والإجازات تحديد وجهة السفر والخطة ووسيلة السفر الأفضل والأوفر، ويثير ارتفاع أسعار التذاكر وتفاوتها بين شركات الطيران والمكاتب المختلفة وبين مقعد وآخر في الدرجة ذاتها تساؤلات وشكوكاً كثيرة، تدور حول أسباب اختلاف الأسعار، ومدى مصداقية شركات ومكاتب الحجز. ويشكو كثيرون غياب العدالة في توزيع المسافرين على المقاعد، حيث تجد اختلافا كبيرا في أسعار تذاكر المسافرين على الطائرة نفسها وفي الدرجة ذاتها. تذاكر الإنترنت وتتضاعف التساؤلات والشكوك مع ظهور وسيلة جديدة لحجز تذاكر السفر بأسعار غير متوفرة في أي من شركات الطيران أو مكاتب السياحة والسفر، وهو الحجز عن طريق الإنترنت والدفع بواسطة البطاقات الائتمانية (الفيزا أو الكريدت كارد)، ويشكك البعض -ممن يهابون تجريب المواقع الإلكترونية- بمصداقيتها، في حين يدافع البعض الآخر –ممن حجزوا وسافروا مسبقا مستخدمين بطاقاتهم الائتمانية في المواقع الإلكترونية- عن التزام وشفافية هذه المواقع. ويرد الخبير المصرفي –الذي فضل عدم ذكر اسمه- السبب في انخفاض أسعار التذاكر المحجوزة باستعمال البطاقات الائتمانية إلى اتفاقيات بين إدارات المواقع الإلكترونية والبنوك، والتي تتضمن تقديم عروض بأسعار خاصة لمستخدمي البطاقات الائتمانية بهدف التشجيع على استخدامها بشكل أوسع، وضمان أرباح إضافية للطرفين أي لإدارات المواقع الإلكترونية والبنوك. وينصح الخبير المصرفي جميع من يرغب بالاستفادة من التخفيضات والعروض المقدمة على الشبكة الإلكترونية مع تجنب دفع فوائد كبيرة للبنوك في الوقت ذاته، باستعمال البطاقة الائتمانية لشراء التذكرة، وتعويض كامل المبلغ المسحوب خلال فترة لا تتجاوز الشهر، ما يجنب المسافرين التعرض لسحب مبالغ إضافية من حسابهم المصرفي كفوائد. أسعار مختلفة في الدرجة الواحدة وتنقسم درجات الحجز -حسب المديرة الإدارية لإحدى شركات السياحة والسفر- إلى 3 مستويات: الدرجة الأولى، ودرجة رجال الأعمال، والسياحية أو الاقتصادية، وتختلف أسعار التذاكر بين الدرجات الثلاث تبعا لاختلاف الخدمات المقدمة وسعة المقاعد ونوعيتها. وتسعى شركات الطيران إلى جذب الركاب عن طريق تقديم عروض تشترط بمعظمها الشراء المبكر للتذكرة والسفر وفق قيود وشروط معينة إما في الاسترجاع أو تعديل الحجوزات وتغيير خطوط السير، وقد تصل نتيجة الإخلال بأحد الشروط – كالتخلف عن الرحلة- إلى فقدان قيمة التذكرة بشكل كامل، أو دفع غرامات في حال تعديل موعد السفر، إضافة إلى تحديد أيام معينة من الأسبوع، وأوقات تكون غير أوقات الذروة. وتتابع شارحة: «كلما انخفض سعر التذكرة تزداد القيود، وتتركز معظم التخفيضات في الدرجة السياحية التي تتضمن عدة فئات(Y M L K D H Q V W)، وفي كل فئة قيود مختلفة وعدد معين من المقاعد يقل كلما انخفض السعر، وكمثال للتوضيح يكون في الفئة «Y» عشرة مقاعد تباع بسعر 1800 ريال، و 20 مقعدا للفئة «M» بسعر 2000 ريال وهكذا.. وتتوفر فرص الحصول على المقاعد ذات السعر التشجيعي مباشرة مع فتح الرحلة للحجز، أما الأماكن ذات الأسعار المرتفعة فتبقى متوفرة إلى حين إغلاق الرحلة، حسب مديرة شركة السياحة والسفر التي تشدد في الوقت ذاته على ضرورة إطلاع المسافر على نوعية قيود التذكرة، للتأكد من قدرته على الالتزام بالشروط المفروضة، لتجنيبه أي تعقيدات أو خسائر، ناصحة كافة المسافرين بالتخطيط المبكر للسفر ليتسنى لهم الاستفادة من أسعار الفئات الأرخص ثمنا. العرض والطلب كما تشير مديرة شركة السياحة والسفر إلى تضافر عوامل رئيسية عديدة تتحكم في الأسعار أهمها سعر الوقود، وتكاليف عمليات التشغيل الضرورية للطائرات، ومصاريف شركات الطيران في المطارات العالمية، إضافة إلى عملية العرض والطلب وتأثيرها المباشر على الأسعار، فحين يكون العرض أكثر من الطلب تضطر شركات الطيران إلى تحديد أسعار خاصة لجذب العملاء، وتزداد الأسعار مع ارتفاع الطلب في مواسم الإجازات الصيفية والأعياد، ورغم ارتفاع أسعار التذاكر وأجور الشحن في المواسم يزداد الإقبال على السفر هربا من حرارة الصيف والرطوبة. مضيفة أن لبعض شركات الطيران أنظمة خاصة بحيث تقوم بشكل آلي برفع وخفض الأسعار بنسب مختلفة بحسب المقاعد المتوفرة ومدى الضغوط على وجهة السفر. مؤكدة أن تفاوت الأسعار بين شركات الطيران ليس فقط تنافسيا إنما يعود أيضا إلى مستوى الخدمة المقدمة من شركات الطيران كنوع وطراز الطائرة ومدة خدمتها، ونوعية الطعام، وطبيعة الخدمات الإضافية المقدمة من شركة الطيران، إضافة إلى التأمينات على حياة المسافر والحقائب الذي ينعكس على سعر التذكرة. دور مكاتب السفر وتضع جميع شركات الطيران سياستها التسعيرية كل عام على مستويين High Season وLow Season، أي موسم الذروة وموسم الركود، ويتم إخطار كافة مكاتب السفر بالأسعار المطلوبة، لأن مكاتب السفر لا تملك الصلاحية في تحديد أسعار تذاكر السفر، بل تعمل وفقا لأسعار محددة من قبل شركات الطيران، من خلال برنامج حسابي خاص لا تتمكن المكاتب من الدخول عليه أو تعديله. لكن بعض المكاتب تقدم التذكرة ضمن سعر إجمالي لمجموعة خدمات مقدمة تشمل ترتيب الإقامة والحجز الفندقي والسكن وسيارة الأجرة في البلد المقصود للسياحة كلندن وميونيخ وفينا ودول شرق آسيا مثل ماليزيا وتايلاند وهونغ كونغ، لاستقطاب أكبر عدد ممكن من المسافرين.