رجال الأعمال القطريون يقبلون على السوق المصرية

alarab
حوارات 12 يونيو 2011 , 12:00ص
أجرى الحوار في القاهرة: نجوى رجب
جاء إعلان دولة قطر ضخ استثمارات تقدر بنحو 10 مليارات دولار في عدة مشروعات بهدف دعم الاقتصاد المصري بمثابة دعم لمعدلات النمو الاقتصادي الذي تعثر بعد الانتفاضة الشعبية التي انتهت بالإطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك في فبراير الماضي. وبعد الإعلان عن تلك الاستثمارات الضخمة قام وفد قطري بزيارة القاهرة نهاية شهر مايو الماضي للاتفاق على أوجه الإنفاق الاستثماري للمبلغ المعلن من جانب قطر. ومن هنا كان لـ «العرب» لقاء مع صالح الشرقي نائب مدير غرفة تجارة وصناعة قطر أثناء تواجده بالقاهرة للترتيب للزيارة القادمة إلى مصر من جانب الغرفة ورجال الأعمال القطريين. وإلى نص الحوار الذي تحدث فيه الشرقي عن الزيارة السابقة وملامح زيارة رجال الأعمال القطريين المقبلة إلى القاهرة.  ما فحوى اللقاءات التي عقدت مع المسؤولين المصريين نهاية مايو الماضي؟ - تم الاجتماع بين الجانبين القطري والمصري بالقاهرة نهاية شهر مايو الماضي وكانت هناك شخصيات مهمة صاحبة قرار متواجدة في الاجتماع من الطرفين سواء، منهم رؤساء شركات مصرية ورؤساء هيئات حكومية ورؤساء بنوك وشركات خاصة، وتم طرح بعض النقاط المهمة والمعوقات الموجودة التي تربط بين الاستثمار في البلدين. والحمد لله تم الاتفاق على آليات وبنود معينة لكسر هذه الحواجز والبدء في تنفيذ مشاريع عملاقة في الوقت القريب إن شاء الله. وبعد الاجتماع تم الاتفاق على تشكيل لجان منفصلة وهذه اللجان اجتمعت مع لجان الجهات المختصة سواء من الغرف التجارية أو البنوك أو قطاع الاستثمار وتم طرح مجموعة من النقاط وسوف ننتهي منها في فترة قريبة. وتكون الوفد القطري من حوالي 35 شخصية من جميع الجهات بدولة قطر من وزراء وسفراء وقطاع السياحة وقطاع البنوك والتعليم والقطاع الصناعي والشركات الخاصة وشركات الزراعة وشركات البترول والميناء والغرفة التجارية.  وماذا عن ملامح الزيارة القادمة من جانب رجال الأعمال؟ - هناك زيارة مرتقبة للقاهرة من جانب رجال الأعمال القطريين ومن جانب الحكومة وسوف تكون الزيارة برئاسة سعادة الشيخ خليفة بن جاسم آل ثاني رئيس غرفة تجارة وصناعة قطر وستتم الزيارة بعد التنسيق مع الجهات المصرية. والآن يتم البحث حول تواريخ محددة لتحديد موعد الزيارة ومتوقع أن تكون في نهاية الشهر الحالي. هناك رغبة من جانب رجال الأعمال القطريين ورغبة قوية وصادقة لإنشاء وتحقيق استثمار في بلدهم الثاني مصر وإنشاء مشاريع خاصة أو شبه خاصة.  ما رؤيتكم للاقتصاد المصري في الفترة الحالية؟ - الاقتصاد المصري قوي ومتين، وفي الفترة السابقة اهتز، لكن إن شاء الله في المرحلة القادمة سوف يكون أقوى وسوف تكون هناك استثمارات قوية مشتركة بين مصر وبعض أشقائها العرب، ونرجو لمصر أن تكون من أوائل الدول العربية في الاستثمار. ودولة قطر حكومة ورجال أعمال تحرص على الدخول إلى السوق المصرية بحيث تتم إقامة مشاريع كبيرة وقوية وعملاقة تعود بالنفع على البلدين.  كيف تقيمون الاستثمارات القطرية في مصر حتى الآن؟ - أولا أريد الإشارة إلى أن توقيع عدد من الاتفاقيات بالقاهرة لضخ المزيد من الأموال القطرية في شكل استثمارات متعددة تزيد قيمتها على 10 مليارات دولار في السوق المصرية يكشف عن مدى التناغم العربي خاصة بين مصر وقطر ومساندة الدوحة للثورة المصرية ووقوفها بجوار مصر عقب ثورة 25 يناير وأن دخول تلك الأموال القطرية إلى مصر لتوفير فرص عمل جديدة وتوسيع آفاق التعاون بين البلدين مساندة مصر في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها والإسهام في إقامة المشروعات والشركات التي من شأنها دعم الاقتصاد المصري يقوم بمفعول السحر عند الشعب المصري. إن الاستثمارات القطرية في مصر تحتل الآن المرتبة العشرين من إجمالي استثمارات 127 دولة، وتم توقيع عدة اتفاقيات اقتصادية بين مصر وقطر من أهمها اتفاقية التبادل التجاري والتعاون الاقتصادي واتفاقية إنشاء مجلس رجال الأعمال المصري-القطري واتفاقية تشجيع وحماية الاستثمارات ومذكرة تفاهم في مجال المواصفات والمقاييس واتفاقية تجنب الازدواج الضريبي واتفاقية التعاون العلمي في مجالات التعليم والبحث العلمي. لكن بعد ضخ 10 مليارات دولار التي وعدت بها الحكومة، ستتقدم قطر إلى المراتب الأولى في ترتيب الاستثمارات الموجودة في مصر. نحن نأمل أن يعود الاقتصاد المصري بقوة إلى الساحة عقب استقرار الأوضاع السياسية هناك، وأملنا أن تشهد مصر استقرارا يحدث انفتاحا سياسيا ويكرس ديمقراطية، ما سيكون له الأثر البالغ على عودة رؤوس الأموال إلى الاستثمار في مصر. إن ذلك هو ما «سيزيد من قوة هذا الاقتصاد بكل تأكيد».  ما حجم الاستثمارات القطرية في مصر قبيل ثورة 25 يناير؟ - وفقا للتقديرات الرسمية المصرية التي تحصلنا عليها، فإن حجم الاستثمارات القطرية في مصر خلال العامين الماضيين بلغ 1.7 مليار جنيه في 112 شركة وتتوزع تلك الاستثمارات على مجالات السياحة والصناعة والزراعة والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات. وبلغ حجم الواردات المصرية من قطر حوالي 18.3 مليون دولار وتمثلت أهم الواردات في الوقود المعدني وزيوت النفط. كما أريد الإشارة إلى أن استعداد قطر لتمويل أكبر ميناء بحري في العالم بالإسكندرية هو قرار صائب خاصة أن الموانئ المصرية يمكن لها أن تستقبل مزيدا من الاستثمارات القطرية هي شرق بورسعيد وهو ميناء واعد وظهير الميناء لم يستغل حتى الآن وبه 1200 متر أرصفة مستغلة، كما أن المنطقة الصناعية في بورسعيد لم يحدث بها أي استثمار ويمكن استغلال تلك المناطق في نشاط استراتيجي يتعلق بالتخزين والقيمة المضافة على أن تتحول بعد ذلك إلى مركز توزيع للمنطقة العربية بأثرها وحوض البحر المتوسط خاصة أنها تقع بالقرب من الطريق الدولي السريع المؤدي إلى الأراضي الفلسطينية. إن رؤية قطر ودعمها للثورة المصرية لا يقتصر فقط على الدعم المالي بل يمتد إلى الدعم الأدبي ومساندة الشعوب في ليبيا واليمن بشكل عقلاني واضح يساهم في تجاوز المحنة التي تمر بها الشعوب العربية.  ما جدول أعمال الزيارة المقبلة لرجال الأعمال القطريين إلى القاهرة؟ - هناك رغبة أكيدة من جانب رجال الأعمال القطريين للاستثمار في مصر، والدليل على ذلك رغبتهم في الزيارة المرتقبة إلى مصر وسوف يكون هناك وفد قطري كبير في هذه الزيارة وسيتكون من مسؤولين حكوميين ورجال أعمال ومستثمرين. الزيارة المنتظرة تعتبر امتدادا للزيارة التي تمت في نهاية مايو الماضي بالقاهرة وسنقوم بزيارة رجال الأعمال المصريين للبحث في القرارات وتحديد شكل الاستثمارات والمشاريع القادمة وبناء علاقة قوية قطرية-مصرية.  هل هناك معوقات وتم حلها؟ - نعم كانت هناك بعض المعوقات وتمت دراسة هذه المشاكل ووضع خطط لحلها وتم حل كثيرا منها. وينتظر حل جميع المعوقات بعد الزيارة التي تمت إلى مصر في نهاية الشهر الماضي خاصة أمام رغبة المسؤولين في مصر لتذليل كل العقبات أمام المستثمر القطري خاصة والخليجي بصفة عامة.  هل تعتقد أن الزيارة القادمة لرجال الأعمال القطريين ستفرز استثمارات جديدة؟ - نحن مقتنعون بأن المرحلة القليلة المقبلة ستشهد تدفقا كبيرا لرؤوس الأموال نحو السوق المصرية، إنها سوق كبيرة وممتازة بدليل ما تكبده العالم من خسائر نتيجة الاضطرابات السياسية التي حدثت قبل أيام. ويبلغ عدد سكان مصر نحو 85 مليون نسمة ما يجعل مصر أكبر سوق استهلاكية بالوطن العربي. نحن نرى أنه بعد الاستقرار ستكون مصر وجهة مفضلة للمستثمرين القطريين والخليجيين وغيرهم، سيحدث ذلك في تقديرنا بقوة، لأن ما كان يخشى منه في السابق هو الفساد، أما الآن فالوضع سيكون مختلفا على ما أظن. السلطات المصرية تعمل حاليا على إعادة الثقة للمستثمرين الأجانب ومواجهة ما كانت تشهده السوق من وجود لوبيات قوية أسهمت بشكل كبير في فرار رؤوس الأموال، ونأمل أن يتحسن الوضع في المستقبل، وأنا كلي ثقة أن السوق المصرية سوق واعدة ستجذب إليها الاستثمارات بشكل كبير جدا.  ما دور الغرفة التجارية بقطر، وما الخطط والاستثمارات القادمة؟ - الغرفة هي المركز الرئيس للشركات القطرية والممثل الشرعي لهم، وهي عبارة عن مركز لرجال الأعمال القطريين وأصحاب الشركات وبناء عليه سوف تقوم الغرفة بالترتيب والتنسيق بين الشركات القطرية وغيرها من الشركات. وترتيب الزيارات ومن ضمنها الزيارة القادمة إلى مصر برئاسة رئيس الغرفة سعادة الشيخ خليفة بن جاسم بن محمد آل ثاني. إلى ذلك قامت الغرفة القطرية بإنشاء شركة مساهمة قطرية-مصرية خلال الزيارة السابقة وسوف يتم في الزيارة القادمة البحث في تفعيلها ونشاط هذه الشركة. وتتشكل الشركة المساهمة من رجال أعمال قطريين ومصريين وسوف تركز نشاطها على الإنتاج الزراعي والغذائي ومشتقات اللحوم.  هل هناك تنسيق بين الغرف المصرية والقطرية؟ - بالتأكيد هناك تنسيق وعلاقة قوية بين الغرف المصرية والقطرية وعلاقة أخوية بتوجهات الرؤساء لها. وبناء على التنسيق تم إنشاء اتحاد الغرف المصرية مع غرفة تجارة قطر، وهذا الاتحاد يعتبر نادي التجار القطريين والمصريين.  هل هناك توجه لفتح بنك قطري-مصري؟ - نعم في الزيارة السابقة تم التصريح من قبل وزير التعاون القطري سعادة الدكتور خالد العطية بفتح وبناء بنك قطري في مصر. والآن المشروع تحت الدراسة مع جهات مختصة من البلدين لإنشاء هذا البنك.  ما توقعكم لحجم العمالة المصرية للمساعدة في إنهاء الأعمال المتعلقة بمونديال 2022؟ - تم تصريح من قبل وزير التعاون الدولي القطري بأن هناك توجهات من الجهات العليا بقطر في الترحيب بدخول الشركات المصرية في قطر بحيث إنها تساهم في إنشاءات مونديال 2022. وهذه رغبة أكيدة من الحكومة القطرية بدخول شركات مصرية في مشاريع المونديال.  ما الذي تم في الوقت الحالي من مشاريع المونديال؟ - تم البدء في مشاريع البنية التحتية والأساسات التي على ضوئها سوف تقوم المشاريع العملاقة. وهناك خطة من الجهات المسؤولة بمشاريع المونديال يتم تنفيذها طبقا للجدول المحدد لها.  من الدول المرشحة غير مصر للعمالة في قطر بمشروع المونديال؟ - على حسب طبيعة المشاريع المحددة للتنفيذ، وخطة الشركات التي تحدد سقف العمالة وجذب العمالة الماهرة سواء من مصر أو الدول الأخرى.  ما أحوال الجالية القطرية في القاهرة، وماذا عن الطلبة خاصة؟ - بحسب علمي يوجد نحو 500 طالب قطري يزاولون تعليمهم في مختلف الجامعات المصرية، وما لمسناه هو أن السفارة القطرية بالقاهرة تقوم بكل ما في وسعها لتذليل كل العقبات وتقديم التسهيلات للحفاظ على رعاياها بمصر خاصة خلال أيام ثورة 25 يناير، حيث وجد الطلاب كل الدعم مباشرة من سعادة السفير السيد صالح أبوالعينين.