ضمن مقاربة بين العالمين العربي والغربي.. خبراء يناقشون تحديات صناعة النشر

alarab
المزيد 12 مايو 2025 , 01:25ص
الدوحة - العرب

ضمن فعاليات النسخة الرابعة والثلاثين من معرض الدوحة الدولي للكتاب، أقيمت ندوة فكرية بعنوان «ديناميكيات صناعة النشر: مقارنة بين العالم العربي والغربي»، شارك فيها كل من السيد أحمد رشاد عضو المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي للناشرين، والسيد إبراهيم البوهاشم السيد نائب رئيس اتحاد الناشرين العرب، وأدارتها الدكتورة عائشة جاسم الكواري، مدير الملتقى القطري للمؤلفين.
وسلطت الندوة الضوء على أبرز التحديات التي تواجه صناعة النشر في العالم العربي، مقارنة بما تحقق في السياق الغربي من تقدم ملموس على المستويين المهني والتقني، كما تناولت الفروقات في آليات النشر، ودور المؤسسات، والبنية التحتية، وسلوكيات القراءة، حيث أكدت الندوة أن الفجوة لا تزال قائمة، لكنها قابلة للتقليص عبر سياسات داعمة وتطوير التشريعات ومواكبة التحول الرقمي.

بيروت تحتضن أول معرض للكتاب
وتناول نائب رئيس اتحاد الناشرين العرب بدايات النشر والطباعة في العالم العربي، مع وجود المطابع في مصر وانتقالها بعد ذلك إلى عدد من البلدان العربية، مشيرا إلى أن أول معرض للكتاب أقيم في بيروت سنة 1956 بعد معرض فرانكفورت الدولي لتبدأ الدول العربية في تنظيم المعارض تباعا.
وقال: «إن الناشر العربي غالبا ما يتحمل بمفرده مسؤوليات التحرير والطباعة والتوزيع والترويج، على خلاف النموذج الغربي الذي يستند إلى منظومة مهنية متكاملة تشمل الوكيل الأدبي وخبراء التسويق»، لافتا إلى أن بعض المؤلفين يحملون الناشرين العرب مسؤوليات تفوق إمكاناتهم، في ظل غياب الدعم المؤسسي ومحدودية الموارد.
كما أشار إلى أن القراءة لم تختف من المشهد العربي، رغم ما يروج أحيانا، مستدلا بتجارب شخصية تتعلق بتشجيع أبنائه على حب الكتاب منذ الصغر.
وفي السياق ذاته، اعتبر البوهاشم السيد أن حركة الترجمة في العالم العربي ما زالت متأخرة، إذ لا تتجاوز إنتاج دولة أوروبية واحدة، مرجعا ذلك إلى غياب السياسات الوطنية الداعمة للترجمة.
كما تحدث عن محدودية منافذ بيع الكتب، وتأثير ذلك على حركة النشر، مشيدا في المقابل بتجربة الكتب الصوتية بوصفها امتدادا لثقافة السرد الشفهي العربي، ومؤكدا على أهمية تعزيز النشر الذاتي الذي بات يشكل مدخلا لكثير من الشباب الطامحين إلى دخول هذا القطاع، خاصة بعد مبادرات وزارية لتقليل الرسوم وتشجيع الناشرين الجدد.
من جهته، تحدث أحمد رشاد عن النموذج المتطور الذي وصلت إليه صناعة النشر في الأسواق الغربية مثل أمريكا وبريطانيا وفرنسا، مقارنة بالمشهد العربي الذي لا يزال يعاني من اختلالات واضحة، من أبرزها غياب وكيل أدبي محترف، وتواضع حركة الترجمة، وضعف الاستثمار في التكنولوجيا، مؤكدا في الوقت ذاته أن العقد الأخير شهد بعض التحسن في العالم العربي بفضل الرقمنة، لكنه شدد على أن المشهد ما زال بحاجة إلى حلول أوسع وأعمق.
وأشار رشاد إلى أهمية دور الأسرة والمدرسة في تشكيل الميول القرائية منذ سن مبكرة، معبرا عن أسفه لقلة عدد المكتبات العامة، وتراجع الاهتمام بمجالات أدبية وفكرية خارج إطار الرواية وكتب الأطفال.