إلى متى يغيب الكادر الوطني عن القطاع السياحي؟

alarab
تحقيقات 12 مايو 2023 , 12:39ص
يوسف بوزية

أكد عدد من المواطنين والخبراء المختصين، أهمية العمل على تشجيع الكوادر الوطنية للعمل بالقطاع السياحي والتعريف بدور السياحة المهم في تنويع الاقتصاد الوطني.
وفي هذا السياق، اقترحوا عبر «العرب» تقديم منح تتيح لرواد الأعمال والمواطنين المتقدمين الوصول إلى برامج عالية الجودة في التعليم والتدريب في قطاع السياحة، منوهين بضرورة إطلاق برامج تدريبية وورش عمل لتحفيز القدرات في هذا القطاع الحيوي خلال هذه المرحلة لدعم القطاع السياحي بمؤهلات وطنية وبأعلى معايير المهنية، مشيرين إلى أن تأهيل الكادر البشري في القطاع السياحي يعمل على تسويق الثقافة واستعراض الموروثات، فضلا عن تعزيز الاستثمارات وفرص العمل كما يسهم في تنويع مصادر الدخل.
وأشاروا إلى الأهمية البالغة لهذا القطاع وأثره التنموي والاقتصادي والثقافي، وما سيوفره من وظائف لأبناء الوطن، يعول عليهم في إدارة وتشغيل القطاع باحترافية.

يوسف الجاسم: مطلوب دعم الشركات ورفد القطاع بالشباب

أكد السيد يوسف الجاسم، أهمية رفد القطاع السياحي بالكوادر الوطنية والشباب الذين يحملون شهادات دراسية وخبرات ومزودين بأعلى معايير المهنية من جامعات ومعاهد نوعية لها باع طويل في القطاع السياحي بكافة مجالاته، مشيرا الى أن تنمية القطاع السياحي في الدولة تتطلب كذلك دعم الشركات السياحية الناشئة، من خلال الحوافز التي تقدمها الدولة لتعزيز إجراءات وبرامج التســويق الســياحي على الصعيدين المحلي، ورعاية أنشطة هذه الشركات وترويج فعالياتها من قبل هيئة قطر للسياحة، باعتبارها الكيان الحكومي المسؤول عن التخطيط والتنظيم والترويج لقطاع سياحي مستدام في قطر.
وأشار الجاسم إلى ضعف العملية التسويقية لبرامج السياحة الداخلية وهو ما يستدعي من الوزارة دعم الشركات السياحية المحلية لتنشيط وتفعيل دورها في النهوض بالسياحة الداخلية وضمان عمل هذه الشركات وفقاً لأعلى المعايير مع الترويج لثقافة قطر وتراثها وهويتها.
وأكد الجاسم أن إطلاق «إستراتيجية قطر الوطنية لقطاع السياحة» ساهم في تطوير القطاع السياحي بما فيه عمليات الترخيص وجعلها أكثر سلاسة للمستثمرين وأصحاب المنشآت السياحية، لكن الأمر يتطلب كذلك تخفيض رسوم تجديد الترخيص السنوي لهذه الشركات المحلية التي تكافح لتفعيل برامج السياحة المحلية وتنشيط السياحة الداخلية. 
وتتولى الهيئة العامة للسياحة عملية ترخيص شركات السفر والسياحة والمنشآت والأنشطة السياحية والفنادق، إضافة إلى المعارض ومنظميها، ومن بين الإجراءات التي تم اتخاذها تقليص زمن الحصول على ترخيص سياحي شريطة أن يمتلك مقدمو طلبات الترخيص الأوراق اللازمة من الجهات الحكومية الأخرى كإدارة الدفاع المدني ووزارة البلدية والتخطيط العمراني، ومن المتوقع أن يساهم النظام الجديد في رفع مستوى الانسيابية في عملية الحصول على التراخيص السياحية.

مطالب بتوفير برامج تأهيلية بطرق مبتكرة

أكد عدد من المغردين افتقار القطاع السياحي لوجود الكادر الوطني بما فيه قلة المرشدين السياحيين، وهو ما يؤثر سلبا على عمل الشركات السياحية، خاصة في ظل تعزيز مكانة قطر على خريطة السياحة العالمية، وأكدوا أن قطاع السياحة يعد من القطاعات التي تبرز صورة البلاد وتعمل على تسويق الثقافة المحلية واستعراض موروثها، بالإضافة إلى أن قطاع السياحة هو مولّد لأعداد كبيرة من فرص العمل والاستثمار فضلا عن كونه قطاعا واعدا ومهما لتنويع مصادر الدخل.
وقال المغرد ناصر بن حمد @NasserIbnHamad ان تطوير القطاع السياحي في اي بلد يتطلب حضور الكادر الوطني في هذا القطاع من خلال تدريبه وبعثه الى الجامعات المتخصصة في السياحة والضيافة في هولندا وسويسرا .
واضاف ان تعزيز السياحة لن ينجح من دون كادر وطني وسيكون معتمدا على ايادِ اجنبية لا تضيف للاقتصاد المحلي، بل تأخذ منه، وفي نفس الوقت لا تخلق وظائف مجزية لمواطنه الذي سيكون دخله من التوظيف اضافة للناتج الوطني.
من جهته، قال الدكتور محمد رحماني @ph_mrahmani ان الكادر الوطني مهم لتعزيز القطاع السياحي ودعم صورة الثقافة المحلية، مشيرا الى ان الكادر الوطني في حالة عدم وجود خبرة فهو مضيعة للوقت واهدار للاموال وتشويه للسمعة، لذلك، يضيف الدكتور رحماني، من المهم جلب الخبرات الخارجية وفتح برامج تدريبية على ارض الواقع ليستفيد المواطن بشكل عملي من هذه الخبرات ليستلمها مستقبلا.
وأكد حمد اليافعي ضرورة توفير الخبرات المهنية والتخصصية في المجال السياحي مما يعكس انطلاق إستراتيجية تطوير رأس المال البشري السياحي وحرص الهيئة العامة للسياحة على توفير أفضل البرامج التأهيلية والتطويرية بطرق مبتكرة لجميع المستويات المهنية لبناء مواهب قطرية منافسة على المستوى العالمي.. وأشار الى اهمية تخريج كوادر وطنية تتلاءم مع احتياجات سوق العمل السياحي وربطهم بفرص مهنية واعدة بدلا من وظائف مؤقتة تمكن النمو المهني والاستدامة وتعزز الاستقرار الوظيفي.

صالح بن محسن العجي: «عيالنا» بعيدون عن القطاع.. ويجب تجهيز كوادر 

قال صالح بن محسن العجي: للأسف فإن الكادر الوطني من أولادنا في مجال السياحة في قطر شبه معدوم تماماً،  منوهاً بضرورة تطوير الكفاءات السياحية في قطر وإعداد كوادر وطنية مؤهلة بأعلى المعايير العالمية، بمن فيهم حديثو التخرج والباحثون عن عمل، إلى جانب تطوير العاملين في السياحة بما يعكس طموح نمو قطاع السياحة وإثراء تجربة السائح بما يليق بالمكانة التي حققتها دولة قطر والمساهمة في تحقيق رؤية 2030.
وأشار إلى الدور الذي تلعبه السياحة في اقتصادات الدول لما لها من تأثير كبير في التنمية الاقتصادية، كما يظهر الأثر الاقتصادي للسياحة في زيادة الايرادات من النقد الاجنبي من خلال توفير اكبر قدر من العملات الاجنبية التي ينفقها السائحون، خلال مدة اقامتهم، على مختلف الخدمات والسلع السياحية وغير السياحية، لأن الانفاق السياحي يساهم في تنمية عدد من القطاعات، تغذي قطاع السياحة، بما يحتاجه من سلع وخدمات.
وأكد أن القطاع السياحي في قطر يساهم بما نسبته 4.7 % من الاقتصاد غير النفطي، وهي نسبة ما زالت دون الطموح، ما يؤكد ضرورة تنمية القطاع السياحي سواء بتشجيع الكوادر الوطنية بالعمل فيه أو بتحفيز اصحاب الأعمال لضخ الاستثمارات في هذا القطاع وزيادة الترويج لقطر سياحياً في الخارج.. إلى جانب تحفيز الخطوط القطرية على تقديم عروض تخفيضية للسياح الذين يزورون قطر بقصد السياحة والاستجمام.