وزارة الاتصالات تطلق برنامجاً لدمج كبار السن في المجتمع الرقمي

alarab
اقتصاد 12 مايو 2015 , 04:33م
الدوحة - قنا
أطلقت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات - اليوم - برنامج "وصلة" للتعليم التكنولوجي عبر الأجيال، الذي يهدف إلى دمج كبار السن في المجتمع الرقمي، من خلال تزويدهم بمهارات استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وذلك بمساعدة ذويهم وأقربائهم الأصغر سنا.

وتأتي هذه الخطوة في إطار استراتيجية الشمولية الرقمية لوزارة الاتصالات، التي تسعى إلى سد الفجوة الرقمية وتحقيق الشمولية الرقمية لجميع شرائح المجتمع القطري.

وتنسجم استراتيجية الشمولية الرقمية مع رؤية قطر الوطنية 2030، في شقها المتعلق بتنمية العنصر البشري لدعم جهود التحول إلى اقتصاد قائم على المعرفة، تقوده الموارد البشرية ذات الخبرة والمهارة، عوضا عن الاقتصاد القائم على الموارد الطبيعية.

وشارك في فعالية التدشين - التي عقدت بفندق "إنتركونتننتال ذا سيتي" - مسؤولون من وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والمجلس الأعلى للتعليم، ومؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، ومركز التكنولوجيا المساعدة - قطر (مدى)، والمؤسسة القطرية لرعاية المسنين (إحسان)، وممثل عن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونيسكو"،  وعدد من الجهات المعنية.

وحسب إحصائيات وزارة التخطيط التنموي والإحصاء يوجد ما يقرب من 45000 شخص في قطر تتجاوز أعمارهم الـ 60 عاما؛ مما يجعلهم عرضة لما يطلق عليه بـ"العزلة الرقمية"، بسبب عدم اكتسابهم المهارات اللازمة لاستخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة، كما أن هناك نحو 55000 طالب وطالبة من طلاب الثانوية العامة الذين تتراوح أعمارهم بين الـ15 والـ18، الذين يشكلون قاعدة عريضة من الرواد الرقميين المحتملين، من خلال هذا البرنامج التطوعي.

وبناء على ذلك فإن برنامج "وصلة" للتعليم التكنولوجي لن يقتصر دوره على تقليص الفجوة الرقمية بين الجيلين فحسب، بل سيسهم أيضا في تعزيز الروابط الأسرية.

وقالت السيدة ريم المنصوري - وكيل الوزارة المساعد لتنمية المجتمع الرقمي بوزارة الاتصالات - في كلمة لها خلال إطلاق البرنامج، إن برنامج "وصلة" يأتي في إطار خطة عمل الوزارة لتعزيز الثقافة الرقمية بين جميع أفراد المجتمع القطري، مما يتوافق مع الجهود التي تبذلها الدولة نحو إرساء مجتمع قائم على المعرفة، ضمن رؤية قطر الوطنية 2030.

وأشارت إلى أن هذا الجهد لن يكتمل إلا بتضامن جميع الجهات المعنية، التي ستضيف للبرنامج من خلال خبراتها، منوهة بجهود المجلس الأعلى للتعليم وحرصه الدائم على دعم برامج وزارة الاتصالات، من خلال دمجها مع الأنشطة اللامنهجية في مدارس الدولة، مما يسهم في بناء شخصيات فعالة للطلبة، ويستثمر طاقاتهم في العمل التطوعي المثمر.

كما أشادت بالطلبة الذين أسهموا بفاعلية في تجرِبة البرنامج، وإرساء قواعده وانطلاقته، وقالت إن الرواد الأوائل من الطلبة سيكونون محفزين أساسيين لأقرانهم، للمشاركة مستقبلا في البرنامج لمساعدة أفراد أسرهم الأكبر سنا، ودمجهم في المجتمع الرقمي.

من جانبها قالت السيدة فوزية الخاطر - مديرة هيئة التعليم بالمجلس الأعلى للتعليم - إن مفهوم محو الأمية لم يعد في هذا العصر يقتصر على قدرة الشخص على القراءة والكتابة فقط، بل تعدى ذلك إلى البعد الرقمي.

وأضافت أن محو الأمية الرقمية بات هدفا للدول التي تسعى إلى بناء مجتمعات معرفة حديثة ومتطورة، عن طريق إكساب أفراد مجتمعها بالمهارات الأساسية التي تمكنهم من استخدام مختلف الأدوات والبرامج الرقمية، وهذا ما تسعى له دولة قطر في عملية التحول المعلوماتي عن طريق توفير وصول متساو لجميع شرائح المجتمع للتكنولوجيا بأنواعها المختلفة، والعمل على تثقيفهم وتدريبهم وتوعيتهم لاستخدام وسائل الاتصالات الحديثة.

وكانت وزارة الاتصالات قد انتهت بنجاح من مرحلة التطبيق التجريبي لبرنامج "وصلة"، في ثلاث مؤسسات تعليمية؛ هي أكاديمية قطر، ومدرسة نيوتن، وأكاديمية المها، بمشاركة 43 طالبا و47 من كبار السن.

وقام فريق الشمولية الرقمية بالوزارة بتصميم المواد التدريبية، والأدوات التي ستحتاجها المؤسسات المشاركة في تنفيذ البرنامج، كالمدارس ومراكز الشباب والرواد الرقميين من الشباب، حيث تشمل المواد الإرشادات التوجيهية لرواد الشمولية الرقمية والمتدربين الأكبر سنا، والأنشطة التدريبية والتمارين والدليل الإرشادي الخاص بالمدارس المنفذة للبرنامج، الذي يتضمن كيفية مراقبة الجودة وتنسيق الجهود.

ويسعى القائمون على برنامج "وصلة" إلى التأثير بإيجابية على حياة جميع المشاركين في تنفيذ البرنامج من الشباب وكبار السن على حد سواء؛ حيث سيسهم "وصلة" في دمج كبار السن في المجتمع الرقمي، وتخفيف عزلتهم الرقمية؛ من خلال تعزيز استخدامهم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في الأنشطة اليومية، فضلا عن ترسيخ مفهوم التعلم المستمر مدى الحياة.

كما يعود البرنامج بالنفع كذلك على رواد الشمولية الرقمية من الشباب، عبر اكتسابهم مهارات شخصية جديدة، وتحسين مهارات التواصل الاجتماعي، وتبادل ما يمتلكون من معارف ومهارات مع أقربائهم الأكبر سنا، مما ينعكس - بالتالي - على توطيد علاقة التواصل والترابط بين أفراد الأسرة، كما سيحصل الشباب المتطوعون على شهادات في العمل التطوعي.

وأعلن المجلس الأعلى للتعليم عن انضمام 10 مدارس لبرنامج "وصلة"، فيما يطمح مطورو البرنامج لتنفيذه في المدارس الثانوية والمنظمات والمراكز الشبابية والأندية الرياضية، بمعدل ثلث عدد المدارس والمراكز سنويا على مدار ثلاثة أعوام.

وستعمل وزارة الاتصالات مع المؤسسات التعليمية ومراكز الشباب في دولة قطر؛ لتشجيعها على إشراك الشباب بشكل مباشر في تنفيذ هذا البرنامج التطوعي، حيث ستمثل هذه المؤسسات عامل الدعم والتحفيز الأساسي للشباب، من خلال تقديم التدريب اللازم لهم، بالإضافة إلى إعداد تقارير بشأن التقدم المحرز في تنفيذ البرنامج، كذلك اقتراحاتها وتوصياتها وإرسالها إلى الوزارة والأطراف المعنية لضمان نجاح البرنامج على أفضل صورة.

ودعت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المدارس الخاصة والدولية ومراكز الشباب إلى الانضمام لبرنامج "وصلة"، حيث سيقوم فريق العمل المعنيّ بتنفيذ البرنامج داخل الوزارة بتوفير الدورات والمواد التدريبية اللازمة للجهات التي تلتحق بالبرنامج.