ترامب يُسخّر مشكلاته القضائية لخدمته في سباق البيت الأبيض

alarab
حول العالم 12 أبريل 2024 , 01:15ص
واشنطن - وكالات

يسخّر دونالد ترامب مشاكله القضائية في خدمة حملته الانتخابية، متّهما الرئيس بايدن وفريقه بتدبير هذه الملاحقات ضدّه للقضاء على فرصه في الفوز، في سياق استراتيجية ستمتحن بالفعل خلال أول محاكمة جنائية له تنطلق الإثنين في نيويورك.
ومنذ أشهر، يتلقّى أنصار الرئيس السابق يوميا عشرات الرسائل عبر البريد الإلكتروني والهاتف موقّعة من الملياردير الجمهوري.
وتركّز هذه الرسائل في أغلب الأحيان على الملاحقات القضائية ضدّه، من دون التطرّق إلى برنامجه الانتخابي بشأن الهجرة مثلا أو الإجهاض أو السياسة الخارجية.
ويتذرّع الملياردير السبعيني بحجّة بسيطة مفادها أن الرئيس جو بايدن يسعى إلى «القضاء على أكبر خصم سياسي له»، حتّى لو لم يثبت يوما أن الرئيس الديمقراطي هو وراء الملاحقات القضائية لغريمه الجمهوري.
ولا يتردد على المرشّح الجمهوري للانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها في نوفمبر في أن يدعو أنصاره في رسائله إلى التبرّع لحملته بمبلغ قدره 24 أو 47 أو 500 أو ألف دولار.
ويُتّهم دونالد ترامب بالسعي إلى قلب نتائج الانتخابات في 2020، فضلا عن إهمال في صون أسرار الدولة وقت مغادرته البيت الأبيض. ووجّه إليه الاتهام في نيويورك على خلفية دفع أموال لشراء صمت ممثّلة أفلام إباحية أقام علاقة معها.
ولطالما أتت استراتيجيته الجريئة القائمة على المجاهرة بمشاكله القضائية بثمارها. وخلال أشهر، جمع السبعيني ملايين الدولارات بفضل ناخبين مقتنعين بأن مرشّحهم ضحية «حملة شعواء».
وبيعت ملايين النسخ من القمصان والأكواب واللافتات التي تحمل صورته الملتقطة من الأجهزة القضائية بعد توقيفه.
غير أن هذه الموارد المالية الأساسية في بلد تنفق فيه مليارات الدولارات على الحملات الانتخابية لا تعود بالنفع بالضرورة على برنامجه الانتخابي.
فالمشكلة هي، بحسب عالمة السياسة لارا براون، أن «الأموال التي يجنيها لا تخصّص لشراء دعايات سياسية أو لتنظيم مبادرات انتخابية أو لتمويل اجتماعات... بل تذهب إلى محاميه الذين يسعون إلى تأخير محاكماته». وفي كلّ مرحلة جديدة من المسار القضائي، ينفق الملياردير مبالغ باهظة أتعابا لمحاميه.
وفي فبراير وحده، صرف ترامب 5,6 مليون دولار من صندوق لجنته التمويلية «سايف أميركا» لتسديد هذه النفقات.
لا شكّ في أن دونالد ترامب سيستفيد من مثوله أمام القضاء في نيويورك للترويج لحملته الانتخابية.
لكن هل سيكون لخطبه الأثر عينه عندما يُقاطعه المدّعون في مرافعاتهم؟
وباستثناء أنصار ترامب الأكثر ولاء له، «لم تعد غالبية الأمريكيين مقتنعة بدور الضحية» الذي يلعبه الرئيس السابق، على ما قالت لارا براون في تصريحات لوكالة فرانس برس.