الزوجة العاملة في رمضان حائرة بين تحديات الوظيفة والتزامات الأسرة

alarab
الملاحق 12 مارس 2025 , 01:23ص
نادين الأحمد

يُعد شهر رمضان في قطر فترة زمنية مميزة تمتزج فيها الأجواء الروحانية بالعادات الاجتماعية، إلا أن هذه الخصوصية تُلقي بظلالها على الحياة اليومية، خاصة بالنسبة للمرأة العاملة، فالزوجة العاملة تواجه تحديًا مزدوجًا خلال رمضان، حيث يتوجب عليها الاستمرار في أداء مهامها الوظيفية مع التزاماتها الأسرية المتزايدة، لا سيما في إعداد وجبات الإفطار والسحور، والاهتمام بشؤون المنزل، ومراعاة متطلبات أفراد الأسرة.

وتلعب الأسرة دورًا محوريًا في دعم المرأة العاملة، إلا أن العبء الأكبر لا يزال يقع على عاتقها، خاصة في ظل العادات الاجتماعية التي تعزز فكرة أن المرأة مسؤولة عن إدارة المنزل وتحضير الطعام، حتى لو كانت تعمل لساعات طويلة خارج البيت. ومع ذلك، فإن تغير أنماط الحياة وارتفاع عدد النساء في سوق العمل أدى إلى بروز ديناميكيات جديدة، حيث أصبح هناك تقاسم جزئي للمهام بين أفراد الأسرة، سواء من خلال دعم الزوج أو الاستعانة بالمساعدة المنزلية.
على المستوى المؤسسي، تعتمد العديد من جهات العمل في قطر نظام ساعات العمل المخفضة خلال رمضان، مما يخفف الضغط جزئيًا على المرأة العاملة، لكنه لا يلغي تمامًا التحديات التي تواجهها. فبمجرد انتهاء الدوام، تبدأ مرحلة جديدة من الالتزامات الأسرية التي تتطلب جهداً إضافياً، خصوصًا مع الاستعداد لاستقبال الضيوف أو المشاركة في التجمعات العائلية الرمضانية.
التغيرات في أسلوب الحياة خلال رمضان، تفرض إيقاعًا مختلفًا على الحياة اليومية في قطر، حيث تتغير مواعيد النوم والطعام والعمل، ما يؤثر بشكل مباشر على قدرة الزوجة العاملة على التوفيق بين مسؤولياتها المختلفة. ففي الصباح، تذهب إلى عملها وهي صائمة، ما قد يؤثر على مستوى طاقتها وتركيزها، لا سيما في الأسبوع الأول من رمضان. وعند عودتها، يكون عليها مباشرة البدء في التحضير للإفطار، مما يجعل وقت الراحة محدودًا للغاية.

حلول عملية
كما أن الجانب الاجتماعي يلعب دورًا مهمًا في تشكيل يوميات الزوجة العاملة خلال رمضان، فالعزائم والزيارات العائلية والتجمعات الرمضانية تُضيف التزامات إضافية، مما يزيد من ضغط الوقت. ومع ذلك، فإن بعض النساء العاملات يعتمدن على حلول عملية مثل طلب الطعام الجاهز أو الاعتماد على الطهي المسبق لتخفيف هذا الضغط.
رغم تقليص ساعات العمل في رمضان، فإن متطلبات الحياة اليومية تظل كما هي، مما يفرض على الزوجة العاملة تحديات إضافية تتعلق بإدارة الوقت والجهد، وقد يؤثر التعب والإرهاق على أدائها سواء في العمل أو في المنزل، وقد يؤدي هذا الضغط إلى تراجع وقتها الشخصي أو حتى إلى إهمال بعض العادات الصحية، مثل النوم الجيد أو ممارسة الرياضة.

تعزيز الروابط
في المقابل، يُشكل رمضان فرصة لتعزيز الروابط العائلية والمجتمعية، حيث تجتمع الأسرة يوميًا على مائدة الإفطار، ما يعزز التواصل بين أفرادها. كما أن بعض النساء ينظرن إلى هذه الفترة كفرصة لتنظيم حياتهن بشكل أكثر كفاءة، حيث يتطلب رمضان نوعًا من الانضباط في الوقت الذي قد ينعكس إيجابيا على حياتهن بعد انتهاء الشهر.
ويبقى رمضان فترة زمنية تتطلب من الزوجة العاملة في قطر التكيف مع متغيراته، سواء على مستوى العمل أو المنزل. ورغم التحديات، فإن البنية المجتمعية في قطر، سواء من خلال دعم الأسرة أو تعديل ساعات العمل، توفر لها بعض المرونة التي تساعدها على تحقيق التوازن. ومع استمرار التغيرات الاجتماعية والاقتصادية، قد نشهد في المستقبل مزيدًا من التسهيلات التي تجعل من رمضان تجربة اقل إجهادا وأكثر توازناً للمرأة العاملة.