قال سعادة الدكتور مصطفى كوكصو سفير الجمهورية التركية لدى الدولة: نحن نؤمن إيمانًا راسخًا بأن معرض إكسبو الدوحة 2023 سيقدم مساهمة كبيرة في جهود التحول الأخضر في العالم ضد آثار تغير المناخ، وأضاف في حوار مع «العرب» أن مشاركة قطر في إكسبو أنطاليا تميزت بالمعارض المبتكرة التي تسلط الضوء على التقدم الذي حققته قطر في مجالات البستنة والاستدامة والتراث الثقافي.
وتميز جناح قطر بمزيجه الفريد من العناصر التقليدية والحديثة، ونوه بأنه تم استخدام مبنى الجناح القطري، «وردة الصحراء»، كرمز للصداقة الدائمة والتعاون بين قطر وتركيا. ومن خلال إعادة استخدام الجناح، قمنا بتحويله إلى مركز ثقافي يهدف إلى تعزيز التفاهم المتبادل والتعاون بين دولتينا. لافتا إلى تعاون كبير بين تركيا وقطر في المجال الزراعي. ويدرك كلا البلدين أهمية التنمية الزراعية والأمن الغذائي، وقال: كانت النهضة الزراعية التي شهدتها دولة قطر خلال السنوات الماضية ملحوظة، حيث تميزت بالتقدم والإنجازات الكبيرة في مختلف جوانب القطاع الزراعي. ونفذت دولة قطر مبادرات استراتيجية لتعزيز الأمن الغذائي وتعزيز الاكتفاء الذاتي في الإنتاج الزراعي، وقال: لقد أظهرت قطر التزاماً قوياً بالتصدي لتغير المناخ ومكافحة التصحر من خلال العديد من المبادرات والجهود. وقد أدركت البلاد الحاجة الملحة إلى اتخاذ إجراءات عالمية للتخفيف من آثار تغير المناخ واتخذت خطوات استباقية للحد من بصمتها الكربونية وتعزيز الاستدامة البيئية.
وحول مشاركة تركيا بالمعرض قال سعادته: يمتد جناح تركيا في معرض إكسبو الدوحة 2023 على مساحة 1024 مترًا مربعًا، وهو مصمم ليجسد جوهر تراث تركيا الغني وثقافتها النابضة بالحياة ورؤيتها وتطلعاتها. يدمج التصميم بسلاسة العناصر التقليدية والحديثة، وأضاف: يضم جناحنا الحدائق التركية الشهيرة والمنازل التركية التقليدية والخيام البدوية وزخارف النجمة السلجوقية، وكلها مدمجة بشكل متناغم في هيكل معماري أصلي. وأشار إلى أنه يوجد في الجناح نفق زمني يرحب ويظهر ماضي وحاضر ومستقبل الزراعة التركية. من الماضي، قد يجد الزوار الأدوات من متاحف أضنة وهاتاي، بينما من المستقبل نعرض مشاريع الطاقة الشمسية من أجل زراعة أكثر استدامة. وحول مصير مبنى الجناح بعد انتهاء المعرض قال سعادته: ننوي طرح فكرة الاحتفاظ بالعمارة على الجانب القطري وتحويلها إلى «البيت الثقافي التركي». وبالتالي يمكننا الاستفادة من الهيكل المعماري القائم لتوفير مساحات لعروض الفنون والثقافة التركية.
فيما يلي تفاصيل الحوار:
◆ حدثنا عن مشاركة الجمهورية التركية في الإكسبو؟
■ يمتد جناح تركيا في معرض إكسبو الدوحة 2023 على مساحة 1024 مترًا مربعًا، وهو مصمم ليجسد جوهر تراث تركيا الغني وثقافتها النابضة بالحياة ورؤيتها وتطلعاتها. يدمج التصميم بسلاسة العناصر التقليدية والحديثة، ويضم الحدائق التركية الشهيرة والمنازل التركية التقليدية والخيام البدوية وزخارف النجمة السلجوقية، وكلها مدمجة بشكل متناغم في هيكل معماري أصلي.
وينقسم الجناح إلى ثلاثة أقسام رئيسية: الاستقبال، والتجربة، والوداع. تم تصميم كل قسم بعناية لخلق رحلة غامرة للزوار. أثناء تنقل الضيوف عبر الجناح، فإنهم يتفاعلون مع جوانب مختلفة من طبيعة تركيا وثقافتها وتاريخها، مما يشكل رابطًا بين الماضي والحاضر والمستقبل.
◆ ما هي أبرز المشاريع البيئية التي تعرضونها من خلال هذه المشاركة؟
■ يمكن لزوار جناحنا الانطلاق في رحلة حسية، لتجربة سحر تركيا الفريد وتأثيرها على العالم. وقد يتفاعلون مع المساحات المادية، ويشهدون العلاقة التكافلية بين البشر والطبيعة التي شكلت الزراعة والثقافة والتاريخ في تركيا. يقدم الجناح تجربة متعددة الحواس، حيث يمكن للزوار شم رائحة النباتات المحلية العطرة، ومشاهدة العروض الرقمية التي تعرض الممارسات الزراعية المبتكرة في تركيا، والانغماس في أجواء الإعدادات التركية التقليدية.
ويوجد في الجناح نفق زمني يرحب ويظهر ماضي وحاضر ومستقبل الزراعة التركية. من الماضي، قد يجد الزوار الأدوات من متاحف أضنة وهاتاي، بينما من المستقبل نعرض مشاريع الطاقة الشمسية من أجل زراعة أكثر استدامة.
علاوة على ذلك، قد ينهي الزوار الجولة بالتعرف على النباتات المستوطنة الخاصة بتركيا ويشهدون تجربة الزراعة التركية بدون تربة، والتي نستخدم فيها قشرة جوز الهند بدلاً من التربة. ومع استمرار رحلتنا في المعرض، رأيناهم يزرعون الطماطم والخيار والفلفل.
◆ ما هي الرسالة البيئية التي يقدمها الجناح التركي للعالم؟
■ توفر الزراعة التركية حلولاً صديقة للبيئة وحساسة وتقدمًا تكنولوجيًا من أجل بيئة أفضل. نحن نقدم حلولاً متعددة للطاقة المتجددة ومشاريع «صفر نفايات» مع عرض نماذج متعددة للزراعة في تركيا وطرق تحقيق الاكتفاء الذاتي.
◆ هل سيطلق الجناح التركي أي أنشطة خلال الفترة المتبقية من المعرض؟
■ في إكسبو الدوحة 2023، احتفلنا بكل فخر باليوم التركي في جناح تركيا، حيث استعرضنا ثراء ثقافتنا وتراثنا وضيافتنا التركية في أجواء آسرة. لقد كان من دواعي سروري أن نجتمع مع مواطنينا والممثلين الدبلوماسيين المقيمين في الدوحة لمشاركة فرحتنا وحماسنا.
كما كان من دواعي سرورنا أن نرى المستوى العالي وعدد المشاركين والاهتمام الكبير الذي أبداه مواطنونا وضيوفنا بهذا الحدث.
وكانت عروض الفرقة الإنكشارية (مهتران) والرقصات الشعبية التركية وعرض لسمازن المولوية، بالإضافة إلى ورش العطور وفنون الخط والرخام الورقي والإضاءة في مركز الاهتمام.
وكالعادة، كان الجزء الأكثر شعبية في هذا الحدث هو تناول النكهات التركية من المطبخ التركي الغني المقدم للزوار.
وسنواصل أنشطتنا، حيث ندعو الجميع لزيارة جناح تركيا لتجربة الثقافة والتراث والضيافة التركية، قبل انتهاء معرض إكسبو الدوحة.
◆ ما هو مصير الجناح التركي بعد انتهاء اكسبو؟
■ نحن ننوي طرح فكرة الاحتفاظ بالعمارة على الجانب القطري وتحويلها إلى «البيت الثقافي التركي». وبالتالي يمكننا الاستفادة من الهيكل المعماري القائم لتوفير مساحات لعروض الفنون والثقافة التركية، بالإضافة إلى ورش العمل والفعاليات الثقافية. يمكن أن يعتبر هذا المشروع استثمارًا في الحفاظ على التراث الثقافي وتعزيز التفاهم الثقافي بين البلدين.
◆ ما أهمية معرض إكسبو الدوحة من وجهة نظركم؟
■ نحن نؤمن إيمانًا راسخًا بأن معرض إكسبو الدوحة 2023 سيقدم مساهمة كبيرة في جهود التحول الأخضر في العالم ضد آثار تغير المناخ. وسيعمل معرض إكسبو الدوحة 2023 تحت شعار «صحراء خضراء، بيئة أفضل»، على رفع مستوى الوعي بالحل الأخضر.
◆ كيف تقيمون أنشطة المعرض ومحاوره الأربعة؟
■ الزراعة الحديثة: يسلط جناح تركيا الضوء على الدور المحوري لتركيا في تاريخ الزراعة، ويعرض تطور الزراعة من العصور القديمة إلى التقنيات الحديثة. وسيتعرف الزوار على مساهمات تركيا في الممارسات الزراعية المستدامة والمبتكرة، بما يتماشى مع تركيز المعرض على تحديث الزراعة من أجل مستقبل مستدام.
التكنولوجيا والابتكار: من خلال شاشات العرض التفاعلية والتكامل الرقمي، يوضح جناح تركيا كيف احتضنت تركيا التكنولوجيا والابتكار لتعزيز قطاعها الزراعي. ويتماشى هذا مع الموضوع الفرعي للمعرض المتمثل في عرض التقنيات المتطورة التي تدفع عجلة التنمية المستدامة.
الوعي البيئي والاستدامة: يؤكد الجناح على التزام تركيا بالرعاية البيئية والاستدامة. سوف يكتشف الزوار كيف أن الممارسات الزراعية التقليدية، جنبًا إلى جنب مع الأساليب المعاصرة، مكنت تركيا من زراعة أراضيها مع احترام توازن الطبيعة.
◆ ما أهمية إقامة معرض للبستنة في بيئة صحراوية؟ وما الأثر الذي سيخلفه لها؟
■ اسمحوا لي أن أجيب على السؤال بالاستشهاد بتجربتنا في المعرض. تجسد المناظر الطبيعية لجناحنا الانسجام بين الطبيعة والثقافة، مما يعكس المناطق الجغرافية المتنوعة في تركيا. بالإضافة إلى أشجار الفاكهة الاصطناعية التي تمثل المناطق السبع، يضم معرضنا أشجار الزيتون والبرتقال، التي لها أهمية كبيرة في المطبخ التركي. يتم عرض زهور الزينة، وأشجار التين من منطقة الأناضول وكذلك النباتات المستوطنة، مما يؤكد على ثراء تركيا الزراعي وتراثها. وترمز هذه النباتات أيضًا إلى ارتباط تركيا بالأرض والتاريخ والاستخدام المستدام للموارد الطبيعية.
◆ حدثنا عن مشاركة دولة قطر في معرض إكسبو أنطاليا، وما الذي تميزت به؟
■ تميزت مشاركة قطر في إكسبو أنطاليا بالمعارض المبتكرة التي تسلط الضوء على التقدم الذي حققته قطر في مجالات البستنة والاستدامة والتراث الثقافي. وتميز جناح قطر بمزيجه الفريد من العناصر التقليدية والحديثة، مما سلط الضوء على التزام الدولة بالإشراف البيئي والابتكار. ومن خلال العروض التفاعلية، أتيحت للزوار فرصة التعرف على الممارسات الزراعية في قطر، وجهود الحفاظ على التنوع البيولوجي، والمبادرات الرامية إلى مكافحة تغير المناخ. بالإضافة إلى ذلك، عززت مشاركة قطر التبادل الثقافي والعلاقات الدبلوماسية، مما أدى إلى تعزيز الروابط بين دولة قطر الشقيقة وتركيا.
◆ كان قد تم إهداء مقر الجناح القطري «وردة الصحراء» الى الجمهورية التركية. كيف شغلتم مقر الجناح؟
■ لقد استخدمنا الجناح القطري، «وردة الصحراء»، كرمز للصداقة الدائمة والتعاون بين قطر وتركيا. ومن خلال إعادة استخدام الجناح، قمنا بتحويله إلى مركز ثقافي يهدف إلى تعزيز التفاهم المتبادل والتعاون بين دولتينا. ومن خلال الفعاليات الثقافية والمعارض والبرامج التعليمية المختلفة، كان الجناح بمثابة منصة لتعزيز الروابط بين الناس وتقديم التراث والتقاليد الغنية لكل من قطر وتركيا.
◆ هل هناك تعاون تركي قطري في المجال الزراعي؟
■ نعم، هناك تعاون كبير بين تركيا وقطر في المجال الزراعي. ويدرك كلا البلدين أهمية التنمية الزراعية والأمن الغذائي، مما يؤدي إلى مبادرات وشراكات تعاونية مختلفة. ويشمل هذه التعاون برامج تبادل المعرفة، والمشاريع البحثية المشتركة، والاستثمارات في التكنولوجيا الزراعية والبنية التحتية. بالإضافة إلى ذلك، كانت هناك جهود لتعزيز العلاقات التجارية في المنتجات الزراعية بين البلدين. وبشكل عام، يلعب التعاون التركي القطري في مجال الزراعة دورًا حاسمًا في تعزيز الممارسات الزراعية المستدامة، وتعزيز الأمن الغذائي، وتعزيز النمو الاقتصادي في كلا البلدين.
◆ عقد في وقت سابق منتدى الزهور القطري التركي .. ماذا عن هذا المنتدى وما التعاون الذي نتج عنه في هذا المجال؟
■ كان منتدى حدائق الزهور القطري التركي بمثابة منصة للخبراء وصناع السياسات وأصحاب المصلحة من كلا البلدين لمناقشة الفرص والتحديات في قطاع البستنة. وتبادل المشاركون خلال المنتدى المعرفة وأفضل الممارسات والحلول المبتكرة في مجالات مثل تصميم المناظر الطبيعية وزراعة الزهور والاستدامة البيئية. ونتيجة للمنتدى، ظهرت العديد من مبادرات التعاون، بما في ذلك مشاريع بحثية مشتركة، وبرامج تبادل المعرفة، ومشاريع تعاونية في مجال زراعة الزهور والمناظر الطبيعية. علاوة على ذلك، عزز المنتدى العلاقات الوثيقة بين المؤسسات القطرية والتركية، مما مهد الطريق لمواصلة التعاون والشراكة في مجال البستنة.
◆ هل هناك تبادل تجاري زراعي بين تركيا وقطر؟
■ في عام 2023، احتلت «المنتجات السمكية والحيوانية» رأس صادرات منتجاتنا الزراعية إلى قطر. إلى جانب ذلك، تقدم «البندق ومنتجاته» بنسبة زيادة تقارب 20% في عام 2023.
نحن نرى أن التقنيات الزراعية والحلول الزراعية الذكية هي قطاعات محتملة في قطر، ونعتقد أن المعرض سيخلق فرصًا عظيمة لشركاتنا.
كما وقع البلدان أيضًا مذكرة تفاهم بشأن التعاون في مجال الزراعة، خلال الاجتماع الثاني للجنة الاستراتيجية العليا في طرابزون في عام 2016 ودخلت حيز التنفيذ في عام 2017.
◆ كيف ترون النهضة الزراعية التي شهدتها دولة قطر خلال السنوات الماضية؟
■ لقد كانت النهضة الزراعية التي شهدتها دولة قطر خلال السنوات الماضية ملحوظة، حيث تميزت بالتقدم والإنجازات الكبيرة في مختلف جوانب القطاع الزراعي. ونفذت دولة قطر مبادرات استراتيجية لتعزيز الأمن الغذائي وتعزيز الاكتفاء الذاتي في الإنتاج الزراعي. ومن خلال التقنيات المبتكرة والممارسات الزراعية المستدامة وأنظمة إدارة المياه الفعالة، تمكنت قطر من زيادة الإنتاج الغذائي المحلي على الرغم من مناخها الجاف ومحدودية الأراضي الصالحة للزراعة. بالإضافة إلى ذلك، كان هناك تركيز قوي على تنويع المنتجات الزراعية والاستثمار في زراعة البيوت المحمية وتربية الأحياء المائية والزراعة العمودية. ولم تؤد هذه النهضة الزراعية إلى تعزيز الأمن الغذائي في قطر فحسب، بل خلقت أيضًا فرصًا جديدة للنمو الاقتصادي وفرص العمل والاستدامة البيئية.
◆ كيف تقيمون اهتمام دولة قطر وجهودها في قضية التغير المناخي ومكافحة التصحر؟
■ لقد أظهرت قطر التزاماً قوياً بالتصدي لتغير المناخ ومكافحة التصحر من خلال العديد من المبادرات والجهود. وقد أدركت البلاد الحاجة الملحة إلى اتخاذ إجراءات عالمية للتخفيف من آثار تغير المناخ واتخذت خطوات استباقية للحد من بصمتها الكربونية وتعزيز الاستدامة البيئية. نفذت قطر سياسات واستراتيجيات لتعزيز الحفاظ على المياه، وحماية التربة، واستصلاح الصحراء لمكافحة التصحر. إن مشاركة قطر النشطة في مؤتمرات المناخ الدولية ودعمها للاتفاقيات المتعددة الأطراف، مثل اتفاق باريس، تؤكد تفانيها في العمل المناخي العالمي.