روائح الطبخ تفوح في «مضايا» و400 حالة حرجة بانتظار الإجلاء
حول العالم
12 يناير 2016 , 08:09م
وكالات
بعد عملية تجويع متعمدة من النظام السوري لأهالي مضايا، بدأت روائح الطبخ تفوح في البلدة التي عانت لشهور من حصار ميليشيات تابعة لبشار الأسد، وذلك بعد تسلُّم كل أسرة حصتها من المواد الغذائية، لكن المعاناة الصحية ما زالت مستمرة، حيث تجري مفاوضات لإجلاء 400 حالة صحية حرجة من البلدة المحاصرة.
وتعمل الأمم المتحدة والمنظمات الشريكة على تأمين إجلاء نحو 400 شخص لأسباب صحية من بلدة مضايا، المحاصرة في ريف دمشق، بعد إدخال الدفعة الأولى من المساعدات الإنسانية إليها، وفق ما أكد متحدث باسم الصليب الأحمر الدولي، الثلاثاء.
وقال المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سوريا، بافل كشيشيك، لوكالة "فرانس برس"، غداة إعلان الأمم المتحدة الحاجة إلى إخراج 400 شخص في أقرب وقت ممكن من مضايا: "نعمل مع الأمم المتحدة والهلال الأحمر السوري على تحقيق ذلك".
وأضاف أن العملية "معقدة جدا، وتتطلب الحصول على موافقة مسبقة، ونحن نتفاوض مع الأطراف المعنية لتحقيق هذه الخطوة الإنسانية".
وتمكنت الأمم المتحدة والمنظمات الشريكة - الاثنين - من إدخال 44 شاحنة محملة بالمساعدات الغذائية والطبية، إلى بلدة مضايا، التي تحاصرها قوات النظام بشكل محكم منذ ستة أشهر.
وتزامن ذلك مع إدخال 21 شاحنة مماثلة إلى بلدتَي الفوعة وكفريا في محافظة إدلب، (شمال غرب)، المحاصرتين من الفصائل المقاتلة، منذ الصيف الماضي.
وعقد مجلس الأمن الدولي، ليل الاثنين، جلسة مشاورات تناولت الوضع في مضايا، واستمع سفراء الدول الـ15 إلى تقرير عن الوضع من رئيس قسم العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة، ستيفن أوبراين.
وقال أوبراين للصحافيين بعد انتهاء الجلسة: "نحو 400 شخص بحاجة إلى الإجلاء، لتلقي رعاية صحية ملحة"، منبها إلى "أنهم مهددون بالموت".
وقال كشيشيك - الذي كان في عداد الفريق المواكب لدخول قافلة المساعدات إلى مضايا، التي استمر توزيعها حتى الثالثة فجرا -: "رأينا أطفالا وبالغين نحيلي البِنية، ويعانون من سوء تغذية داخل البلدة".
وتحدث مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، لـ"فرانس برس" عن "أوضاع صحية حرجة يعاني منها العشرات من سكان مضايا، وبينهم نساء وأطفال"، موضحا أنهم "بحاجة إلى علاج فورا خارج البلدة".
مساعدات إضافية:
ومن المقرر إدخال دفعة "مساعدات إضافية" إلى مضايا والفوعة وكفريا، الخميس المقبل، وفق ما أعلن - الاثنين - الممثل المقيم للأمم المتحدة في سوريا يعقوب الحلو، بحسب تصريحات أوردتها وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا".
وزعت اللجان المسؤولة عن تسليم المساعدات، على كل أسرة سورية، (10 كجم أرز، و5 لترات زيت دوار الشمس، و5 كجم سكر، ورب البندورة 2 علبة، وملح 1 كجم، وفول 6 علب سعة العلبة 200 جم، وفاصوليا حب 2 كجم، وحمص 1 كجم، و4 كجم برغل)، بالإضافة لحقيبة نظافة تحوي علبة سائل جلي ومنظف ملابس وشامبو، وتم توزيع بسكويت عالي الطاقة وزبدة فول الصويا الغنية بالفيتامينات والمعادن.
وعلقت الناشطة منتهى عبد الرحمن من داخل مضايا، على صفحتها الشخصية في فيس بوك، بعد توزيع السلع الغذائية قائلة: "السرور باد على محيا الجميع، ورائحة الطبخ تملأ المكان".
وذكر رئيس المجلس المحلي في مضايا وعضو المكتب الإغاثي، أبو حسن المالح، أنّ وزن السلة وملحقاتها (حصة العائلة) يقارب 31 كجم مع البطانيات والمياه.
وقال محمد علي، ناشط عامل بالإغاثة في مضايا، إن هذه المواد هي "عملية إسعافية لإنقاذ الأرواح، ننتظر فك الحصار نهائياً".
معاناة "لا تقارن":
وأعلن مسؤول في الأمم المتحدة، زار بلدة مضايا المحاصرة في ريف دمشق، أن المعاناة في هذه البلدة "لا تقارن" بكل ما شهدته طواقم العمل الإنساني في باقي سوريا.
وقال ممثل رئيس المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة، سجاد مالك، في مؤتمر عبر دائرة الفيديو من دمشق: "ما رأيناه مروع، لم تكن هناك حياة. كل شيء كان هادئا للغاية. تقول تقارير جديرة بالمصداقية أن عددا من الأشخاص قضوا جوعا"، مضيفا: "ما رأيناه في مضايا لا يقارن بمناطق أخرى من سوريا".
/أ.ع