ممثلو 31 دولة يناقشون توحيد العمل الإنساني بالدوحة
محليات
12 يناير 2015 , 04:52م
الدوحة - محمد صبره
تتواصل غداً وبعد غدٍ فعاليات اللقاء التشاوري للجمعيات الوطنية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الذي يستضيفه الهلال الأحمر القطري في فندق كراون بلازا خلال الفترة من 12 إلى 14 يناير.
ويشارك في اللقاء -الذي بدأ اليوم- ممثلون للجمعيات الوطنية في 31 دولة، تشمل جميع الدول العربية وإيران وفرنسا وأمريكا وبريطانيا وألمانيا والنرويج والدنمارك، إلى جانب نخبة من كبار المسؤولين في اللجنة الدولية والاتحاد الدولي وعلى رأسهم سعادة الأمين العام للاتحاد الدولي الحاج آمادو آس سي ووكيل الأمين العام السيد ماتياس شمالي، والسيد إلياس غانم مدير منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الاتحاد، والدكتور عبد الله محمد الهزاع أمين عام المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر.
و قال الدكتور محمد بن غانم العلي المعاضيد رئيس مجلس إدارة الهلال الأحمر القطري،في كلمه ألقاها في حفل الافتتاح : "إن منطقة الشرق الأوسط تشهد تغييرات عميقة لا يمكن تجاهلها أو الحيلولة دونها، وهذه الأوضاع في تلك المرحلة الانتقالية تشكل تحديات لكل جمعية من جمعياتنا الوطنية. وكما نلاحظ فإن 70-75% من مجتمعاتنا هم من الشباب صغار السن، ونحن كجيل سابق يمكننا المحافظة على توازن الدفة وعدم تمايلها، ولكن المحرك الحقيقي يظل هو عنصر الشباب".
وأكد د. "المعاضيد" أن الجمعيات الوطنية لن تنجح في أداء الدور المنوط بها دون التمسك بمبادئها الأساسية التي تحكم العمل الإنساني الدولي بشكل عام، داعياً الجمعيات الوطنية إلى الخروج من الصندوق الذي تحصر نفسها فيه ولعب دور إيجابي في المحافظة على السلم الاجتماعي وتقوية المجتمعات وبناء الأفراد والثقافة داخل مجتمعاتها وأيضاً على المستوى الدولي، حتى لا يضعف تأثيرها ويتم تهميشها في النهاية.
ومن جانبه، نعى د. عبد الله الهزاع فقيدي العمل الإنساني العربي وهما د. ممدوح جبر الأمين العام للهلال الأحمر المصري و برجس حمود البرجس رئيس الهلال الأحمر الكويتي، منوها إلى صعوبة الظروف التي يعقد فيها هذا اللقاء، في ظل النزاعات المسلحة التي تشهدها عدة دول في المنطقة والعواصف الثلجية، مما يدعو إلى ضرورة إعادة ترتيب الأولويات وبناء القدرات، وخاصة في ظل التحضير للمؤتمر الدولي للجمعيات الوطنية 2015 في جنيف والقمة الإنسانية العالمية 2016 في تركيا.
إشادة بالهلال القطري
وأشاد إلياس غانم بدور الهلال الأحمر القطري داخل الحركة الإنسانية الدولية، كما أشاد بما تحقق من إنجازات في تنفيذ توصيات الاجتماع الأول في القاهرة 2012 وكذلك اجتماع تونس، وأهمها تعزيز قدرات الاستعداد والاستجابة للكوارث في المنطقة وبناء جمعيات وطنية قوية وإشراك المتطوعين الشباب كإستراتيجية عامة للاتحاد الدولي، مؤكداً الاستمرار في السير قدماً نحو تحقيق مزيد من الإنجازات، وهو ما لن يتحقق إلا بالجهود المشتركة والمنسقة بين الأطراف الفاعلة في الحركة الإنسانية الدولية.
و تحدث د. الطاهر الشنيتي الأمين العام للهلال الأحمر التونسي ورئيس اللقاء الأخير في تونس 2014 عن أهمية هذا اللقاء التشاوري كفرصة سنوية لاستعراض الإنجازات والأوضاع الإنسانية والاحتياجات والتحديات القائمة، في ظل ما يشهده الاتحاد الدولي من تعيين أمين عام جديد وانتهاج أسلوب إدارة جديد، وفي ظل عزم ممثلي المنطقة على مناصرة القضايا الإنسانية الإقليمية، مثلما يتجلى في دورها ضمن لجنة مراجعة الدستور الإنساني الدولي والعمل على تنشيط مشروع الحوار الاستراتيجي بين مكونات الحركة الإنسانية الدولية.
7.8 مليون نازح سوري
وشهدت فعاليات اليوم الأول للقاء جلسة نقاشية عامة أدارها سعادة الأمين العام للهلال الأحمر القطري صالح بن علي المهندي، وتم فيها استعراض الأوضاع الإنسانية الراهنة في المنطقة بشكل عام، وخاصة البلدان التي تشهد أزمات مثل سوريا والعراق وفلسطين وليبيا ولبنان والأردن، لبحث ما تواجهه من تحديات وما تتخذه من خطوات للتغلب عليها.
وتناول ممثل الهلال الأحمر العربي السوري الأوضاع الإنسانية في بلاده، حيث وصل عدد النازحين داخلياً إلى 7.8 مليون سوري، وعدد المتضررين إلى 12.2 مليون. وفي المقابل فقد تم توفير المساعدات الإغاثية في 80% من المناطق الأكثر احتياجاً، كما تضاعف حجم المساعدات ثلاث مرات منذ بداية عام 2013، في ظل تمكن أفراد الهلال الأحمر السوري من الوصول إلى 3.5 مليون شخص شهرياً في المتوسط.
مأساة اللاجئين الفلسطينيين
وتحدث ممثل الهلال الأحمر الفلسطيني عن الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعانيها الفلسطينيون في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة، وخاصة في ظل العدوان الأخير وانعكاسات الأزمة السورية على اللاجئين الفلسطينيين في سوريا ولبنان، حيث نزح نحو 53 ألف لاجئ فلسطيني من المخيمات السورية إلى لبنان.
وفي المقابل تمكنت الجمعية خلال عام 2014 من تنفيذ برنامج إغاثي لصالح 350 ألف فلسطيني في غزة والضفة، وتنفيذ برنامج تأهيلي لعدد 7,338 شخصاً من ذوي الاحتياجات الخاصة، وتقديم أكثر من 600 ألف خدمة استشارية وعلاجية في مراكز الرعاية الصحية بفلسطين ولبنان وسوريا، وتقديم خدمات الإسعاف والطوارئ لصالح 105,995 حالة، وتغطية أكثر من 20 ألف منتفع من برنامج الدعم النفسي الاجتماعي.
وتحدث ممثل الهلال الأحمر العراقي عن المساعدات الإغاثية التي قدمتها الجمعية خلال عام 2014 إلى 285,299 أسرة من أصل 339,738 أسرة عراقية نازحة. بالإضافة إلى إعادة الروابط العائلية لعدد 335,101 أسرة، وتقديم الرعاية الصحية لصالح 67,058 نازحاً، كما تطرق إلى الخطط المستقبلية لتوفير مساعدات إنسانية لصالح 100 ألف أسرة خلال الفترة المقبلة.
وتناولت الدكتورة مؤمنة كامل الأمين العام للهلال الأحمر المصري المحاور الإستراتيجية لعمل الجمعية وما تملكه من إمكانات بشرية وفنية في مجالات إدارة الكوارث والاستجابة لها وبناء قدرة المجتمع المحلي على التعافي.
وضع صعب في ليبيا
واستعرض ممثل الهلال الأحمر الليبي الأوضاع الإنسانية الصعبة التي تمر بها بلاده في ظل عدم توافر الحد الأدنى من الاحتياجات الإنسانية للمواطن نتيجة غلق المدارس والجامعات والبنوك والمطارات والموانئ، واستهداف المستشفيات، وارتفاع أعداد القتلى، وعدم توافر بنوك للدم. مؤكداً أن كوادر الجمعية تبذل قصارى جهدها لمواجهة هذه الأوضاع وتأمين الأرواح ومكافحة مخلفات الحروب والدعم النفسي والبحث عن المفقودين والتبرع بالدم.
وتناول ممثل الصليب الأحمر اللبناني الوضع الأمني المضطرب في لبنان والآثار الكارثية للعاصفة الثلجية "زينة"، حيث تم توزيع مساعدات غذائية وشتوية على 1,121 مستفيداً حتى الآن. مؤكداً الحاجة إلى مزيد من المساعدات لمنع زيادة حالات الوفيات التي بلغت حتى الآن 11 حالة معظمها من الأطفال، وخاصة في ظل استمرار توافد اللاجئين السوريين على شمال لبنان.
تعديلات ومقترحات
ومن المقرر أن تستمر فعاليات اللقاء اليوم بعقد الاجتماعات الدستورية لاستعراض التعديلات والمقترحات المزمع إدخالها على ميثاق العمل المنظم للحركة الإنسانية الدولية أو ما يعرف باسم اتفاقية إشبيلية، وإجراء مشاورات أولية حول التنسيق بين مكونات الحركة الإنسانية الدولية وضوابط استعمال شارات الهلال الأحمر والصليب الأحمر في الإعلام.
وفي اليوم الثالث والأخير، ستُجرى مشاورات حول التوصيات الخاصة بالقمة الإنسانية العالمية التي ستنظمها الأمم المتحدة في مدينة اسطنبول التركية عام 2016، وكيفية إشراك الجمعيات الوطنية بشكل فعال في الإعداد لها والمساهمة في إنجاحها.