د. عبدالله المحمدي لـ «العرب»: نجاح كبير لدراسة قطرية حول فشل الزرع المتكرر في علاجات الخصوبة

alarab
جانب من تكريم د. عبدالله بجائزة برفيسور «سمير عباس»
المزيد 11 ديسمبر 2024 , 01:20ص
حامد سليمان

كشف الدكتور عبدالله المحمدي، الاختصاصي في علم الأجنة السريري في سدرة للطب، أن الدراسة التي فاز من خلالها بجائزة برفيسور «سمير عباس لأفضل بحث»، هي الأولى من نوعها في هذا المجال، وتتناول فشل الزرع المتكرر في علاجات الخصوبة.
وقال د. المحمدي في حوار مع «العرب» إن الدراسة تتعرف على أفضل استراتيجيات العلاج الممكن أن تكون مناسبة، ونُشرت في كبرى المجلات الطبية المتخصصة ما يزيد من أهميتها وتأثيرها، معرباً عن فخره بأن تكون هذه الدراسة التي تمت بالتعاون بين سدرة للطب ومؤسسة حمد الطبية وباحثين من جامعة غرناطة، خرجت من دولة قطر لتحقيق أعلى استفادة للعالم. ونوه بأن الدراسة شملت 581 حالة تراجع مؤسسة حمد الطبية، وأن بعض الأمراض المنتشرة في دولة قطر مثل السمنة يمكن أن تكون سبباً في فشل عملية الزرع، لافتاً إلى أن الدراسة ركزت على نسب الفشل في كل حالة، وإيضاح استراتيجية العلاج وفق أرقام ملموسة، إضافة إلى بناء خطط العلاج على أسس فردية، ووضع دليل ارشادي لكل حالة منفردة. وأشار إلى أن قطر توفر أفضل التقنيات التي يمكن أن تسهم في نجاح عمليات الزرع، كما تمتاز بتوفر مجموعة من الخبرات المتميزة العاملة في هذا المجال.
 وإلى نص الحوار:

◆ حدثنا عن الدراسة الرائدة التي أعدها في مجال الطب الإنجابي ونلتم عليها جائزة برفيسور «سمير عباس لأفضل بحث»؟
¶ الدراسة هي الأولى من نوعها في هذا المجال، بالتعاون بين سدرة للطب ومؤسسة حمد الطبية، وخبراء من جامعة غرناطة بإسبانيا، وتطرقت إلى تعقيدات فشل الزرع المتكرر في علاجات الخصوبة، وهي حالة تفرض تحديات نفسية ومالية كبيرة على المرضى الذين يخضعون لدورات متعددة من التلقيح الصناعي.  وخوض تجربة أطفال الأنابيب، بصورة عامة، مرهقة، سواء من الناحية الجسمانية أو النفسية، وانتهاؤها بالفشل يضاعف من هذه المتاعب، كما أن تكرارها، مع ما تقضيه من المرور بعدة مراحل يزيد من الضغوط الملقاة على الأزواج.
والدراسة ركزت على مرحلة إرجاع الأجنة إلى المرأة، أي النساء الذين مروا بفحص الأجنة قبل الإرجاع، وبعد الفحوصات لا يحدث الحمل، وشملت الكثير من النواحي المتعلقة بالمرضى، ومن بينها التاريخ المرضي واستراتيجيات العلاج الحديثة.
وأود أن أنوه إلى أن الطب عالمياً، لم يصل إلى حل جذري لهذه المشكلة، فألقت الدراسة الضوء على هذا النوع من المرضى، والتعرف على أفضل استراتيجيات العلاج الممكن أن تكون مناسبة لهم.
لله الحمد، فازت الدراسة بجائزة برفيسور «سمير عباس لأفضل بحث»، ما يعني وصولها إلى صدى كبير، ووصولها لأكبر عدد من المختصين، بعد أن تم نشرها في كبرى المجلات الطبية المتخصصة، ما يزيد من أهميتها وتأثيرها، ونفخر بأن هذه الدراسة من دولة قطر، وخرجت لتحقيق أعلى استفادة للمجتمع القطري ومنه للعالم.
وبجانب استراتيجيات العلاج، فقد وقفت الدراسة على نسب نجاح الزرع في كافة الحالات، ما يُمكن المختصين من تحديد نسب نجاح هذه العملية بالنسبة لكل حالة، ليكون الأزواج الراغبين في إجرائها على معرفة واطلاع بنسب نجاح الحالة، إضافة إلى التعرف على استراتيجية العلاج وفرص حمل المرأة في كل محاولة.

حالات من مختلف الجنسيات
◆ كم عدد الحالات التي شملتها الدراسة؟
¶ الدراسة شملت 581 حالة من الحالات التي تراجع مؤسسة حمد الطبية، خاصة وأن الكثير من الحالات تتابع بها، ومن مختلف الجنسيات، ولضخامة الدراسة تم التعاون مع خبرات داخليه وخارجيه ساهمت بها.
◆ وفق الدراسة، ما أبرز المسببات التي تؤدي إلى فشل عملية الزرع؟
¶ فشل عملية الزرع لا يرتكز على سبب واحد بعينه، فتتعدد الأسباب المؤدية إلى هذه الحالة، وفي حال وجود سبب واحد كان سييسر العلاج، ولكن من الأسباب الأوسع انتشاراً التاريخ المرضي للمريضة نفسها، وفي بعض الأحيان قد يرجع السبب إلى أسباب طبية أو مخبرية.
= بعض الحالات المرضية تنتشر في المجتمع القطري، كالسمنة أو غيرها من المشكلات، فهل يمكن أن تكون من أسباب فشل الزرع؟
للأسف نعم.. يمكن أن تكون هذه الأسباب مما يتسبب في فشل عملية الزرع، ولكنها تبقى ضمن مجموعة واسعة من الأسباب، خاصة أن الفشل يرتكز على حالة الزوج والزوجة، الأمر الذي يزيد من الأسباب المؤدية لذلك.
وقد ركزنا في الدراسة على نسب الفشل في كل حالة، كما ركزنا على إيضاح استراتيجية العلاج وفق أرقام ملموسة، توضح احتمالات الفشل أو حدوث العمل بشكل دقيق.
وأتمنى أن تكون الدراسة نقطة فارقة في التعامل مع هذه الحالات، حتى لا يتحول إلى مصدر إحباط بل أمل، وأن تكون مرجعا علميا للتعامل مع هذه الحالات مستقبلاً.

4 مجموعات عُمرية
◆ هل تم تصنيف الحالات التي شاركت في الدراسة.. وما الأسس؟
¶ نعم.. حرصنا على تقسيم الحالات على عدة مجموعات، فتم تصنيف الحالات على أربع مجموعات سنية، الأولى لمن هم أقل من 29 عاما، ومن 30 إلى 34 عاما، ومن 35 إلى 39 عاما، ثم من هم بعمر الأربعين فما فوق.
كما صنفنا الحالات إلى ثلاث مجموعات أخرى ترتكز على عدد مرات فشل الزرع، الأولى لمن لم يحدث لهم فشل من المرة الأولى، والثانية لمن مروا بمرة إلى مرتين من فشل الزراع، والثالثة لمن مروا بثلاث محاولات فشلت أو أكثر من ذلك.

◆ مثل هذه الدراسات تمر بالكثير من الصعوبات، فما أبرز الصعوبات التي مرت بها الدراسة؟
¶ في مقدمة الصعوبات التي واجهتنا هو تعريف فشل الزرع المتكرر، فالبعض يصنف هذه الحالة بفشل الزرع أكثر من 3 مرات، واخرون يصنفونها من مرة إلى مرتين فشلت فيها عملية الزرع، وهذا يرتكز على عدة مدارس طبية حول العالم، فلم يكن هناك توافق حول تحديد هذه الحالة، لذا حرصنا على أن تكون الدراسة شاملة، لتكون أمل جديد في التعامل مع مثل هذه الحالات.

◆ هل صعوبات عمليات الزرع في دولة قطر مماثلة لنظيرتها في العالم، أن الحالات في قطر تختلف عن غيرها؟
¶ نتائج الدراسة بينت بالأرقام أن الصعوبات في قطر مماثلة لما هي عليه في مختلف الدول، والدراسة ركزت على تحديد خطة استراتيجية لكل حالة، فذكرنا فيها أن الباحثين يطمحون من خلالها إلى بناء خطط العلاج على أسس فردية، واستناداً على التاريخ المرضي للمرأة، وأن تكون لكل حالة على حدة، استناداً لعدة معايير، وألا يكون العلاج واحد لكل الحالات التي تعاني من فشل الزرع، تجاوزاً لفكرة تعميم العلاج لكل الحالات، والتي تنتشر عالمياً.
كما ركزنا في الدراسة على وضع دليل ارشادي لكل حالة منفردة، لأن أسلوب العلاج الواحد لن يحقق النتائج المرجوة في هذه الحالة، كما ألقت الضوء على أهمية صحة وسلامة الجنين قبل الزرع، وأن يكون رحم المرأة سليما أيضاً قبل البدء في هذه الخطوة.

أفضل التقنيات في قطر
◆ كيف تقيمون التقنيات المتوفرة لعمليات الزرع داخل قطر؟
¶ في البداية أود أن أتقدم بالشكر لمؤسسة حمد الطبية على تعاونهم ودعمهم لإنجاز الدراسة، ولمست ترحيبا كبيرا من قبلهم، وقد تبادلنا الخبرات في هذا المجال، وكان لهم دور كبير وتعاون ملموس، ما أسهم في الخروج بالدراسة على نحو متميز.
ودولة قطر توفر أفضل التقنيات التي يمكن أن تسهم في نجاح عمليات الزرع، وتوفر هذه التقنيات أسسا لمخرجات سليمة للدراسة، كما أن دولة قطر تمتاز بتوفر مجموعة من الخبرات المتميزة العاملة في هذا المجال.
والتقنيات في قطر تخضع للدراسة، للتأكد من بنائها على أدلة وحقائق علمية، وبناءً على هذا الشيء يتم توفيرها، فلا يتم الاستعانة بأي تقنيات علاج لمجرد توفرها في الخارج، خاصة أن هذا قطاع تظهر فيها الكثير من المستجدات، ومنها ما هو غير مثبت بالحقائق العلمية والأدلة.
وقد حرصنا على أن تكون الدراسة مبنية على الحقائق العلمية والأدلة.

◆  هل التقنيات المتوفرة في الخارج منها ما قد يقلل من فشل عمليات الزرع؟
¶ الاستفادة من التقنيات في الخارج أمر جيد، إن كان مثبتا علمياً، والأطباء عليهم أن يُحكموا ضمائرهم، وأن تكون التقنية المستخدمة مثبتة علمياً، وبمقارنة التقنيات المتوفرة في قطر بما هو متوفر بالخارج، أؤكد على أن دولتنا توفر كافة العلاجات المفيدة والمبنية على الحقائق العلمية، كما أن الخبرات سواء الوطنية أو التي يتم استقدامها من الخارج على مستويات عالية من الكفاءة والتميز في علاج هذه النوعية من المرضى، وهو ركن هام في رحلة العلاج التي تطول وتحتاج إلى متابعة متميزة.
وأنصح كافة الحالات في قطر أن يستفيدوا من أفضل العلاجات والخبرات التي توفرها الدولة.