متاحف قطر تعرض جزءا من جدار برلين في جامعة جورجتاون
محليات
11 ديسمبر 2018 , 07:25م
الدوحة - العرب
كُشف الستار عن لوحة هي جزء من سور برلين، عرضت في بهو جامعة جورجتاون في قطر، في حفل حضرته السيدة مشاعل النعيمي، رئيس تنمية المجتمع بمؤسسة قطر، والسيد عبد الرحمن آل إسحاق، رئيس قسم الفن العام في هيئة متاحف قطر، والدكتور أحمد دلال، عميد جامعة جورجتاون في قطر.
وتأتي هذه القطعة الفنية كثمرة للتعاون المستمر بين مؤسسة قطر وهيئة متاحف قطر، التي ضمت هذه الكتلة من الجدار، ضمن برنامج العام الثقافي قطر - ألمانيا 2017. أتى هذا الجزء المعروض، من الجدار الذي فصل بين شطري ألمانيا الشرقي والغربي على مدى ثلاثة عقود، ويعتبر من أكبر القطع السليمة للسور حيث يبلغ سمكها أكثر من متر وارتفاعها يزيد عن 3.5 متر وعرضها يصل إلى مترين.
والجدار الخرساني مدعم بقضبان فولاذية، ويضم العديد من الكتابات والرسائل المكتوبة برذاذ الطلاء التي كثيرا ما تستخدم للكتابة على الجدران، تحمل رسائل مفعمة بالأمل والحرية والتغيير.
وفي كلمته الافتتاحية بهذه المناسبة، أشار الدكتور أحمد دلاّل عميد جامعة جورجتاون في قطر إلى أهمية هذا الجزء من الجدار بالنسبة للعديدين قائلاً: "إن ما حدث في ألمانيا أدى إلى انقسام العائلات الألمانية وتفتتها وتمزيق المجتمع، وتأثر العالم بأسره بما يتجاوز هذا الجدار. ويشرفنا أن يقع علينا الاختيار كموقع لعرض قطعة من جدار برلين هنا في الدوحة ".
وشدد العميد دلاّل على أهمية إقامة النصب التذكارية التي تمنح الفرصة للتعبير عن التضامن عبر الثقافات، وتبرز العلاقة بين التعليم والدبلوماسية قائلاً: "كجامعة مكرسة لتأهيل قادة المستقبل الذين سيشاركون في بناء العلاقات الدولية وإجراء الأبحاث التي تعمل على إزالة الجدران والحواجز على عدد من الجبهات، تذكرنا هذه التحف الفنية بالأهمية الحاسمة لمهمتنا كمعلمين ومربين ".
وتحدّثت السيدة مشاعل النعيمي رئيس تنمية المجتمع في مؤسسة قطر عن هذا العمل الفني المتمثل بجدار برلين، وعن أهمية الرسائل التي تحملها مجموعة الأعمال الفنية الفريدة الموجودة في مؤسسة قطر والبالغ عددها 150، بموازاة الأعمال الفنية التابعة لمتاحف قطر والموجودة أيضًا في المدينة التعليمية.
وقالت النعيمي:" تشكّل هذه الأعمال الفنية مصدرًا للتحفيز على التفكير النقدي البناء، والإبداع، والاستكشاف".
وأضافت:" كما تعزز من أهمية التفاعل والمُشاركة المجتمعية، لأنها تساهم في تقريب وجهات النظر بين مختلف الثقافات بما ينسجم ورسالتنا في مجال تنمية المجتمع والجهود التي نبذلها في هذا الصدد، نحن فخورون للغاية باستضافة هذا العمل الفني في مؤسسة قطر، ونشكر متاحف قطر على تمكيننا من المضي قدمًا في مساعينا الرامية إلى تقوية أواصر التعاون الثقافي وتعزيز قيم التعاون".
من جانبه، أشاد السيد عبدالرحمن آل إسحاق بمؤسسة قطر لمساهمتها في تطوير دولة قطر، وأضاف أن هيئة متاحف قطر يسرها أن تكون قادرة على تسهيل جلب هذه القطعة الفنية المهمة لقطر تحت مظلة العام الثقافي قطر – ألمانيا 2017.
وأبرز آل إسحاق الدور الهام الذي يلعبه الفن في الجمع بين الناس برغم الانقسامات، وكيف أنه من خلال شراكاتها والتبادل الدولي، تكتسب قطر زخما لتصبح تصبح رائدة عالمية في الفن والتراث، قائلا: " "نحن متحمسون لعرض أحدث قطعة في برنامج الفن العام في هيئة متاحف قطر في مثل هذا الموقع المتميز المتاح للجميع، فكل قطعة نأتي بها تمر عبر عملية دراسة متأنية لضمان وضعها في بيئة تتيح للجمهور التواصل والاستمتاع بمعناها وإلهامها. نحن ممتنون لكل من مؤسسة قطر وجامعة جورجتاون في قطر لتحديد موقع هذه القطعة التاريخية في ساحة الحرم الجامعي حيث سيتعلم قادة المستقبل تجنب مثل هذه الانقسامات في المستقبل، وهي مبادرة تعمل على تحقيقها سنوات من المبادرات الثقافية الهادفة".
وأضاف قائلًا "نحن نأمل أن يسهم التواصل بين الناس من خلال الفن والإبداع في رأب أي انقسامات أو صدوع بين المجتمعات، ونتوجه بالشكر لشركائنا في العام الثقافي قطر - ألمانيا 2017 لإتاحة هذه الفرصة وإحضار هذه القطعة المهمة تاريخيًا إلى الدوحة".
كما تحدث البروفيسور غيرد نونمان، أستاذ شؤون الحكومة في جامعة جورجتاون في قطر، ليوجز الجغرافيا السياسية للجدار، حيث قدم خلاصة الرسائل المدونة على الجدران والحواجز مع ربطها بسياق معاصر لما يحدث في عالمنا اليوم. عن المعاناة المؤلمة للجدران التي تقسم العائلات والمجتمعات أخذت كلمات العميد المساعد لشؤون الأبحاث والدراسات بالجامعة كاي هنريك-بارث، منحىً شخصياً، هو وزوجته كاترين شولز بارت، فكلاهما عاش فترة من حياته على إحدى جانبي الجدار.
في نهاية المطاف هُدم الجدار، الذي لطالما اعتبر مانعا ماديًا وحاجزًا أيديولوجيًا وفاصلًا فكريًا، في عام 1989. وأصبح سقوطه نهاية رمزية للحرب الباردة، حيث توحدت ألمانيا للمرة الأولى منذ عام 1945. وهذا الجزء من جدار برلين متاح حاليًا للجمهور في ردهة جامعة جورجتاون بالمدينة التعليمية.