وزير الدولة لشؤون الدفاع يفتتح مؤتمر "الناتو"

alarab
محليات 11 ديسمبر 2014 , 02:42م
الدوحة - قنا
افتتح سعادة اللواء الركن حمد بن علي العطية وزير الدولة لشؤون الدفاع اليوم أعمال "مؤتمر الناتو وأمن الخليج" ، الذي تنظمه وزارة الخارجية بالتعاون مع قطاع الشؤون السياسية والأمنية بحلف شمال الأطلسي "الناتو"، بمناسبة الاحتفال بالذكري العاشرة لمبادرة اسطنبول للتعاون .
حضر الافتتاح عدد من أصحاب السعادة الوزراء بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، بالإضافة الى عدد من كبار المسؤولين في قطر وقادة عسكريين، وقيادات من حلف شمال الأطلسي "الناتو".
وأكد سعادة اللواء الركن حمد بن علي العطية وزير الدولة لشؤون الدفاع ، في كلمته الافتتاحية على أن "التهديدات الكبيرة التي تواجه العالم ومنطقة الشرق الأوسط اليوم وبشكل خاص تتطلب منا جميعا جهدا مضاعفا واسع النطاق بين كافة أطراف المجتمع الدولي على ان يشمل مجموعة من التدابير المختلفة".
وقال سعادته "إن التهديد الذي يمثله تنظيم الدولة الإرهابية "داعش" والمنظمات المتطرفة الأخرى يتطلب منا بالإضافة الى الأعمال العسكرية، وضع استراتيجية واضحة لاستعادة الاستقرار في سوريا، ووضع آلية واضحة وشفافة ومن جميع الأطراف لدعم الجيش الحر، والسعي المشترك لاستخراج سوريا من أزمتها الحالية، وتوحيد الجهود بين جميع الدول المشاركة في التحالف وحلف "الناتو" لإخراج المنطقة من الأزمة الحالية، علاوة على إعادة بناء قدرات القوات العراقية، ومنع تدفق المقاتلين الأجانب إلى سوريا والعراق، وتجفيف منابع الدعم المالي لتنظيم الدولة الارهابية والمنظمات المتطرفة الإرهابية الأخرى، وزيادة الدعم الإنساني والمالي لإغاثة ملايين اللاجئين من ضحايا الصراع الدائر في سوريا وتكثيف الجهود في جميع أنحاء المنطقة لمحاربة الفكر الخاطئ لتنظيم الدولة الإرهابية "داعش" وتوضيح تفسيراتها الخاطئة للإسلام والعنف والإرهاب الذي يمارسه".
ونوه سعادته بأن الأوضاع المأساوية في سوريا والعراق بالإضافة إلى ما يحدث في اليمن وليبيا بحاجة إلى مزيد من التعاون بين دول مبادرة اسطنبول وحلف شمال الأطلسي الناتو من أجل إيجاد حل لإنهاء الصراعات في هذه الدول، وقال "نحن على يقين من ان حلف الناتو ودول الشراكة يمكنهم أن يلعبوا دورا رئيسيا في مواجهة هذه التحديات" .
وشدد العطية على أنه "ان لم يتم القيام باتخاذ إجراءات موحدة وجهود دولية مخلصة ستظل المنطقة برمتها على ماهي عليه الآن، مما يؤدي إلى تفاقم الأزمة وتأثيرها السلبي على منظومة الأمن العالمي ".
وأشار سعادته إلى أن لدول الخليج العربي والدول الأعضاء في منظمة حلف شمال الاطلسي مصالح مشتركة تتطلب السعي في حمايتها، لافتا إلى أن دول مبادرة اسطنبول للتعاون منذ ان انضمت لهذه الاتفاقية فإنها سعت للاستفادة من الفرص التي توفرها في مجالات الحوار والتعاون العملي ضمن إطار المبادرة .
وأوضح سعادة اللواء الركن العطية "أن دول المبادرة وبحكم اتفاقية الشراكة التي تربطهم في حلف شمال الأطلسي "الناتو" فقد أسهموا في ضمان الامن والسلم على نحو فعال ومتزايد، فقد قدموا مساهمة قيمة لمهمة حلف شمال الاطلسي في أفغانستان وتولوا نصيبا فاعلا في عملية "الحامي الموحد" التي قادها حلف شمال الاطلسي "الناتو" لحماية الشعب الليبي، كما أنهم لا يزالون يقومون مرة اخرى بدور رئيس في الائتلاف الدولي ضد تنظيم الدولة الارهابية "داعش"، لافتا إلى الاهمية الكبيرة لهذا التعاون في تعميق وتعزيز الشراكة بين الجانبين كي تكون أكثر فاعلية وقدرة على الاستجابة للتحديات الامنية المستقبلية وذلك عبر التركيز على مجالات الحوار السياسي والتعاون العملي ، مؤكدا في هذا الصدد أهمية اتخاذ خطوات أخرى نحو توثيق علاقات متعددة الاطراف بين شمال الاطلسي ودول مجلس التعاون لما يمثل هذا الأمر من اهمية في المستقبل وتطوير مبادرة اسطنبول للتعاون.
واشار إلى ان الشراكة الحالية بين دول مبادرة اسطنبول وحلف شمال الاطلسي "الناتو" تمثل أداة استراتيجية رئيسية مهمة لمساعدة الجانبين في مواجهة التحديات التي تواجهها المنطقة سواء الحالية او المستقبلية.
وقال إن الأهمية الخاصة لهذا الاجتماع تنبع من الأجندة التي سيتم مناقشتها في هذا المؤتمر بالإضافة إلى العلاقات بين مبادرة اسطنبول للتعاون وحلف "الناتو" والقضايا المتعلقة بالتطورات التي يشهدها المجتمع الدولي في هذا الوقت، وقدم التهنئة لحلف شمال الاطلسي بمناسبة مرور عشر سنوات على انطلاق مبادرة اسطنبول للتعاون، مشيرا إلى أن اجتماع اليوم فرصة طيبة أخرى لجعل العلاقة مثمرة وأكثر فاعلية، متمنيا للاجتماع تحقيق النتائج المرجوة والمنشودة.
ويناقش المشاركون في المؤتمر، الذي يستمر يوما واحدا، عددا من القضايا الهامة ، مثل مبادرة اسطنبول للتعاون، وتحديات الأمن الإقليمي ، والآفاق المستقبلية لمبادرة اسطنبول للتعاون ، كما سيتخلل الجلسات العامة الثلاث حوار مفتوح لطرح كافة الآراء والمقترحات.
من جانبه قال سعادة السيد ينس ستولتنبيرغ الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو" إن المؤتمر فرصة لمناقشة التحديات التي تواجه الشرق الأوسط الكبير واستكشاف طرق مواجهتها .
ورأى ستولتنبيرغ في كلمته خلال حفل الافتتاح أن هناك الكثير من الأمور التي تدعو للاحتفال بالذكرى العاشرة لمبادرة اسطنبول للتعاون.. وقال "هذه المبادرة أرسلت إشارات قوية بأن أمن واستقرار منطقة الخليج مهم بالنسبة لحلف الناتو".
وأضاف أن هناك اهتماما وتشديدا على أهمية استقرار وأمن الخليج والعلاقة مع الناتو تركز على الجوانب العملية خاصة ما يتعلق منها بالتدريب وإدارة الأزمات إلى جانب الحوار السياسي .
وأشار سعادة الأمين العام لحلف الناتو إلى أن دولة الكويت وقعت هذا العام برنامج التعاون مع الناتو في إطار الشراكة ، وأما بالنسبة للمملكة العربية السعودية وسلطنة عمان ، هناك أواصر وعلاقات قوية بيننا".. مؤكدا أن العلاقات بين حلف الناتو ودول الخليج تعمقت خلال السنوات العشر الماضية وأصبحت أكثر قوة .
وشدد على أهمية التعاون في مجال حماية الخطوط البحرية وخطوط تصدير الطاقة وحماية الشبكات السبرانية ووضع حد للاتجار بالبشر وانتشار أسلحة الدمار الشامل.
ولفت سعادة الأمين العام لحلف الناتو في كلمته إلى تنامي تنظيم "داعش" وما يتعرض له المدنيون من انتهاكات في العراق وسوريا.. مؤكدا أن مواجهة ذلك يتطلب جهودا دولية كبيرة تتكامل فيها الإجراءات والجهود السياسية والاقتصادية إلى جانب العمل العسكري.. وأضاف أن "هناك تحالفا واسعا لمواجهة هذه المشكلة".
وأشار سعادة السيد ينس ستولتنبيرغ إلى أن هناك إمكانية لبناء القدرات الموجودة في المنطقة ..وقال "إن دول أوروبا لا تفرض رأيها على دول المنطقة لكن هناك اتفاقا ووفاقا على محاربة التطرف والعنف المسلح".
وأوضح أن الحلف في قمة ويلز شدد على الرغبة في بناء القدرات الدفاعية للدول الشريكة لبسط الأمن والاستقرار في المنطقة.. مبينا في هذا السياق أن العراق طلب من الحلف الدعم لبناء مقدراته الدفاعية .
كما كشف أن الحلف وافق خلال الأسبوع الماضي على حزمة إجراءات لبناء القدرات الدفاعية للأردن.. وانه تجري نقاشات حول كيفية تقديم المزيد من الدعم.
وقال "إنني أؤمن بأن هناك مجالا واسعا لتعميق التعاون مع دول الخليج في مختلف المجالات ومنها على وجه التحديد التكامل بين القوات العسكرية وتأمين المسارات البحرية وتعميق التعاون السياسي" .
وفيما يخص التكامل بين القوات العسكرية أشار إلى تجربة التدخل في ليبيا ..وقال إن دول الخليج بينت في الماضي أن بإمكانها العمل في مسرح العمليات الحربية والعسكرية المعقدة.. ورأى أن ذلك ثمرة للتعاون في الجانب العسكري بين الجانبين .
وحول التعاون لتأمين الخطوط البحرية أوضح أن الكثير من الدول الأعضاء في الناتو تعتمد على الغاز والنفط "والتي تعتمد بدورها على تأمين المسارات البحرية ولذلك نحن نتقاسم هذا الاهتمام".
وأوضح أن دول الخليج لعبت دورا فعالا لتأمين البحار بالذات مع الناتو ومع الشركاء الآخرين.. مشيرا إلى أن "عملية درع المحيط أثمرت نتائج طيبة وأدت إلى تقليص عدد القراصنة في البحار".
ودعا في هذا الإطار الشركاء في الخليج لمشاركة الحلف في عملية درع المحيط لتأمين كل الدول الشريكة وتقوية الجهود العسكرية .
وحول التعاون السياسي أكد أهمية العلاقات الثنائية بين الحلف ودول مجلس التعاون لمعالجة القضايا والهموم المشتركة.. وقال "علينا أن نعمق العلاقة بين دول الحلف وكل الدول الشريكة في مجلس التعاون والنظر للتحديات الأمنية التي تواجه المنطقة وتعزيز سبل التعاون والعمل ".
واعتبر الأمين العام للناتو الذكرى العاشرة لمبادرة اسطنبول للتعاون فرصة للنظر إلى المستقبل وتحديد ما ينغي عمله مستقبلا لتأمين المنطقة.. مؤكدا أن المؤتمر يساعد على المضي قدما في هذا التعاون.