

حذر الدكتور أشرف بشير محجوب عبد الكريم - أخصائي طب المجتمع بمؤسسة الرعاية الصحية الأولية، من أثر التدخين على صحة المراهقين والشباب، مشيراً إلى أن التدخين من أكبر المشكلات الصحية التي تهدد صحة الأفراد في جميع الأعمار، ولكن تأثيره على صحة المراهقين والشباب يعتبر من أخطر الأبعاد التي يجب أن تلقى اهتمامًا خاصًا. وقال د. أشرف عبد الكريم لـ «العرب»: هناك عدة أسباب تجعل المراهق يقع في مستنقع التدخين، أبرزها حب الاستطلاع وهذا يرجع الى تأثير الداعيات الاعلانية التي تروج للتدخين كربطها دائماً بالرياضيين والفنانين؛ لأن هذه الشخصيات يتخذها بعض الشباب كمثال أو قدوة له بكل أسف. ومن الأسباب الأخرى تأثير الأصدقاء وربط الفعل بالرجولة وتكوين الشخصية. بالإضافة الى أن بعض المراهقين ينتمون الى اسر لا تحارب التدخين، بل بالعكس يعتبر التدخين أساسيا خاصة في التجمعات الاسرية والمناسبات.

وأضاف: يبدأ العديد من المراهقين في التدخين في سن مبكرة، مما يزيد من خطر تعرضهم لمشكلات صحية خطيرة في المستقبل. أثر التدخين على الصحة في هذه المرحلة العمرية يكون أكثر ضرراً. فالمراهقون والشباب لا يدركون بشكل كامل تأثير التدخين على الجسم، خاصة أن الأضرار الصحية تتراكم مع مرور الوقت. يتسبب التدخين في التأثير على العديد من الأجهزة الحيوية مثل القلب والرئتين والكبد، وقد يؤدي إلى مشكلات صحية مزمنة في المستقبل، مثل أمراض القلب والسكتات الدماغية والسرطان. وقد يؤثر على الصحة الإنجابية أيضا.
وأوضح أن التدخين يؤثر سلباً على التطور النفسي والاجتماعي للمراهقين. فالاعتماد على هذه العادة قد يؤدي إلى تراجع في الأداء الدراسي والاجتماعي، ويسهم في زيادة السلوكيات السلبية مثل العزلة والاكتئاب.
وأشار إلى أن القطاع الصحي في الدولة يولي اهتماما كبيرا بمشكلة التدخين ويضعه في أولوياته، وأن مؤسسة حمد الطبية حسب اخر مسح كشفت ان نسبة المدخنين ومستخدمي منتجات التبغ بين الافراد البالغين بلغت 25.2 %، منوهاً إلى أن دولة قطر شرعت في كثير من الاستراتيجيات للحد من هذه الظاهرة المتفشية من خلال التعاون بين مختلف القطاعات الحكومية والقطاع الخاص، من ضممنها تشريعات تخص الموردين للتبغ ومنتجاته، وقوانين تمنع بيع منتجات التبغ في محال قريبة من نطاق المدارس. الحد من التدخين في الأماكن العامة وتخصيص أماكن معينة للمدخنين. والقيام بالكثير من حملات التوعية بمخاطر التدخين سواء بالفعاليات في أماكن العمل والتسوق وغيرها، بالإضافة الى وسائل التواصل الاجتماعي.
ونوه إلى أن مؤسسة الرعاية الصحية الأولية تعمل على أن تكون رائدة في تحسين صحة ورفاهية سكان دولة قطر، من خلال إدارة وتشغيل المراكز الصحية المنتشرة في مختلف أنحاء البلاد، وأن عيادات الإقلاع عن التدخين تتوفر في 15 مركزا ويمكن للمراجع حجز موعد في المركز الذي يناسبه عن طريق الاتصال بـ 107 او عن طريق تحويل من طبيب الاسرة.
وأوضح أن خطة علاج الإقلاع عن التدخين متكاملة يحددها الطبيب حسب الفئة العمرية والتاريخ المرضي للمراجع لوضع الخطة الأنسب لكل حالة على حدة. تتضمن الخطة العلاجية العلاج السلوكي والذي يقتصر على تمكين المراجع لمعرفة العوامل المحيطة به واسباب التدخين لديه وتحفيزه للتغلب على الرغبة في التدخين خصوصا الشعور بالضغط او ارتباط التدخين بعادات معينة مثل التدخين بعد الوجبات وغيرها واستبدالها بعادات صحية جديدة.
وقال: بالإضافة الى العلاج السلوكي يصرف الطبيب ادوية ثبتت فاعليتها علميا للإقلاع عن التدخين، هذه الادوية امنة وتصرف حسب حالة المراجع. منها ادوية بدائل النيكوتين وتكون على شكل لصقات او حبوب استحلاب، توضع اللصقات على الجلد للحفاظ على مستويات ثابتة من النيكوتين طوال اليوم لتقليل الحاجة إلى منتجات التبغ الخارجية، اما بالنسبة لحبوب الاستحلاب فهي سريعة المفعول توضع تحت اللسان وقت الرغبة في التدخين في فترة الانقطاع التام. بالإضافة الى حبوب مثل حبوب الفرينكلين الذي يعمل في مستقبلات معينة في الدماغ ليقلل تأثير النيكوتين فيها مما يجعل المراجع لا يشعر بالمتعة من التدخين كما كان سابقا. كل هذه الادوية تعمل على إزالة الاعراض الانسحابية بعد التوقف عن التدخين كالصداع والملل وتقلب المزاج وغيرها وتقلل من الانتكاسة اذا واظب المراجع عليها، لذا دائما ننوه إلى ضرورة مواصلة العلاج لمدة 3 اشهر حتى اذا اقلع المراجع في بداية العلاج.
وأضاف: فترة الشباب والمراهقة هي فترة تكوين الانسان لحياته وبنائها لخلق جيل يخدم البلاد ويسعى لنمائها، فدور الأسرة والمدرسة بالشراكة مع مختلف القطاعات في الدولة ومنها القطاع الصحي مهم للقضاء على هذه الآفة. والأبواب مفتوحة للمدخن للعلاج والتعافي بمشورة موثوقة من الطبيب.