سوق الخضراوات المحلية خالية إلا من النعناع والجرجير

alarab
تحقيقات 11 يوليو 2011 , 12:00ص
الدوحة – محمد سيد أحمد
بعد أقل من شهر، سيحل على الجميع ضيف عزيز على القلوب يتغير معه روتين حياة المسلم في كثير من الجوانب، ومن بين تلك الجوانب التي يتغير فيها الروتين الجانب الغذائي، فالعائلات تحتاج إلى كميات كبيرة من الخضراوات لإعداد وجبات الفطور والأكلات الرمضانية ، لكن مشكلة المستهلك هذه السنة تكمن في تزامن شهر رمضان مع فصل الصيف الذي تتوقف فيه المزارع القطرية عن إنتاج بعض الخضراوات المهمة، وإلقاء نظرة على سوق الخضراوات المحلية تؤكد خلوه من معظم الخضراوات التي كان المكان يضيق بها، لتتوزع ما بين الساحات المجاورة والسيارات الصغيرة المحملة بتلك الخضراوات، أما الوضعية الحالية فتختلف تماما عما كانت عليه قبل شهرين، مما يؤكد الحاجة الماسة إلى معرفة ما يجري داخل السوق المركزية. "العرب" قامت بجولة في هذه السوق لمعرفة ما يجري داخل قسم الخضراوات منها.. فراغ فراغ شبرا الخضراوات المحلية يسبب ارتفاع الأسعار.. هذا ما بدأ به علي بشير، وأضاف: لا يمكن للزبون أن يجد في شبرا الخضراوات المحلية سوى النعناع والجرجير، وبقية الخضراوات غائبة تماما كالطماطم وغيرها من الخضراوات التي كان المكان يضيق بها، والطامة الكبرى هي قرب شهر رمضان المبارك وحاجتنا للخضراوات ذات الأسعار المقبولة، فلم يعد أمامنا إلا المجمعات التجارية، أو الخضراوات المستوردة التي أصبحت لا تختلف أسعارها عن أسعار المجمعات الكبيرة غالية الثمن. لكن علياً عاد وأكد أن الأسباب التي يروج لها التجار تعتبر مقبولة، حيث أكد معظم التجار أن السبب في قلة المعروض يعود إلى فصل الصيف الذي لا يمكن زراعة بعض الأنواع فيه لعدم جدوى الزراعة في هذا الفصل من السنة. رأي التجار توجهنا إلى تاجر الخضراوات مصطفى محمد من شركة الكنانة لمعرفة وضعية سوق الخضراوات وسر ارتفاع أسعارها، وهل هناك ما يكفي السوق المحلية من الخضراوات خصوصا مع اقتراب شهر رمضان؟ فأكد أن المعروض من الخضراوات يكفي السوق المحلية، لكنه أشار إلى وجود ارتفاع في الأسعار لأسباب خارجة عن إرادة الجميع. وأضاف: معظم التجار الذين لديهم معرفة بوضعية السوق الحالية يدركون أن ارتفاع أسعار الخضراوات هذه الأيام راجع إلى انحسار الموسم الزراعي القطري الذي كانت منتجاته تساهم في تغطية معظم حاجيات السوق المحلية من هذه الخضراوات، فقبل فترة كانت كميات قليلة ترد إلى السوق من المزارع القطرية، أما الآن فقد توقفت المزارع بشكل نهائي عن توريد عينات كثيرة من الخضراوات في الأسابيع الماضية، ولا بد للمستهلك أن يتقبل هذه الحقيقة لأن السوق المركزية كأي سوق تخضع الأسعار فيها لميزان العرض والطلب، والدليل على ذلك أن الخضراوات كانت متوفرة وبأسعار منخفضة في الشهور الماضية، وشهدت أسعار الخضراوات في ذلك الفصل من السنة انخفاضا ملحوظا واستقرارا نتيجة لكثرة المعروض من الخضراوات المحلية، أما اليوم ونتيجة توقف الموسم القطري بحلول فصل الصيف الذي يقضي على الكثير من المنتجات الزراعية لشدة الحرارة، فما على الجمهور إلا أن يلجأ إلى المنتجات المستوردة من البلدان الموردة بالأسعار المتفق عليها، وتلك قصة أخرى لا دخل لنا كتجار فيها. الأسعار ولدى سؤالنا لمصطفى عن أسعار الخضراوات المعروضة في السوق المركزية، أكد أنها مرتفعة مقارنة بما كانت عليه للأسباب سالفة الذكر، حيث إن صندوق الطماطم يباع بـ15 ريالا بينما كان سعره لا يتجاوز 8 ريالات، كذلك الحال بالنسبة لبقية الخضراوات التي ارتفعت بنسب متفاوتة. لا تطلبوا المستحيل التاجر عبدالله عباس يرى أن المستهلك في شكواه من ارتفاع أسعار الخضراوات هذه الأيام ومطالبته بخفضها إنما يطلب المستحيل، لأن الأسباب خارجة عن إرادة الناس، وأردف: يجب على المستهلك أن يعي حقيقة وجود مواسم للخضراوات وعدم ملاءمة بعض فصول السنة في قطر لزراعة الكثير منها، وهذا لا دخل للتجار فيه وإنما هي عوامل طبيعية تتعلق بمناخ دولة قطر، فقدرة الله شاءت أن يكون فصل الصيف في قطر شديد الحرارة ولا يمكن للمزارعين مغالبة قدرة الله، وعليه فإن الخضراوات المستوردة هي سيدة الموقف، والتجار الموردون هم وحدهم الذين يحددون أسعارها، مع العلم أن مستوى جودتها عال جدا ولا يوجد منافس لها محليا، وهذا ما جعلني أؤكد أن الأسعار الموجودة اليوم ما زالت في حدود المعقول والمقبول، ولا بد من الصبر حتى تنقشع غيمة فصل الصيف وتعود الحياة للمزارع القطرية التي أدى توقف الإنتاج فيها إلى ارتفاع الأسعار بنسب متفاوتة، لكنها ما زالت تقف عند حاجز المعقول. الأسعار لن تتراجع وطالب عبدالله الجمهور بالصبر لأن أسعار الخضراوات لن تشهد تراجعا يذكر إلا عند حلول موسم الشتاء القادم، أي موعد دخول منتجات مزارع قطر إلى السوق من جديد، وهو ما يعني أن السوق ستظل تحت هيمنة الخضراوات المستوردة التي تحاول الجهات المسؤولة أن تظل تتدفق إلى السوق المحلية، حتى يجد المواطن حاجته من هذه المواد الأساسية وإن بأسعار مرتفعة بعض الشيء لغياب البديل المتمثل في محصول مزارع الشمال الذي توقف بشكل نهائي إلا من بعض المواد الثانوية، وعلى الجميع أن يحمدوا الله على وجود الخضراوات داخل السوق، وبكميات كافية لأن غيابها في شهر رمضان غير معقول. ارتفاع جنوني أرشد غفار متسوق يصف ارتفاع أسعار الخضراوات بالجنوني، ويبدو أنه غير مقتنع بالأسباب التي ذكرها التجار قبله، مؤكداً أن هؤلاء تعودوا على رفع الأسعار كلما حدثت مشكلة بسيطة، وأكمل: بالنسبة للمستهلكين الذين كانوا يلجؤون إلى هذه السوق هربا من أسعار المجمعات، عليهم أن يُخضعوا ميزانياتهم لتلك الأسعار أو يمتنعوا عن أكل الخضراوات لأنها أصبحت تفوق ميزانياتهم المحدودة، وإذا ما حاول المستهلك تخصيص جزء من ميزانيته لشراء الخضراوات فإنه لن يجد منها في "شبرا" الخضراوات المحلية أي شيء يذكر لأن الكمية المعروضة منها اليوم قليلة، فـ "شبرا" المنتجات المحلية التي كانت تفيض عن الحاجة وتساهم في خفض أسعار السوق خالية تماما، ومن غير المعقول أن ترتفع أسعار مادة الطماطم %100 في فترة لا تتجاوز الشهرين، فصندوق الطماطم ذات الجودة المحدودة الذي كان يباع بـ7 ريالات أصبح يباع بـ15 ريالا وصولا إلى 20 مع فارق في الجودة والوزن، ومادة الجزر هي الأخرى قد وصلت إلى 60 ريالا للصندوق الواحد، وبقية الخضراوات لا تختلف كثيرا من حيث رداءة الموجود وارتفاع ثمنه، وهذا الارتفاع يؤدي بنا نحن أصحاب الدخل المحدود إلى مشاكل اقتصادية كبيرة، وربما نصبح عاجزين عن توفير احتياجات عائلاتنا من الخضروات عندما يقترب شهر رمضان الذي تتضاعف فيه ميزانية الأسرة بشكل كبير، وعلى ذكر ما سبق فإنني أدعو حماية المستهلك إلى التدخل وإيجاد الحلول لمشكلة الخضراوات ومحاولة ضبط سوقها، لأن السوق المركزية اليوم أصبحت الفوضى هي المسيطرة عليه وكل واحد يبيع وفق هواه وليست هناك أسعار موحدة. ممنوع الدخول بعد هذا الحديث مع هؤلاء حاولنا الدخول إلى شبرا الخضراوات المستوردة لمعرفة الأسعار بشكل دقيق، لكن الشرطة المرابطة على بوابته منعتنا من الدخول، مؤكدين أن الدخول لا يسمح به إلا لحاملي التصاريح من الجهات المسؤولة، وهذا ما جعل الزبون خليفة الشهراني يؤكد أن شبرا الخضراوات المستوردة أصبح العمل داخلها يجري بين التجار الموردين والتجار الموزعين الذين لا تهمهم مصلحة المواطن بقدر ما تهمهم مصلحتهم الشخصية، وبالتالي سيتفقون على انتهاز فرصة غياب الخضراوات في الشبرا المحلية ويرفعون الأسعار، ومن ثم يسوقون حججا واهية حسب كلام الشهراني.