يعاني سكان قطاع غزة من فقر شديد في المستشفيات والمستوصفات الطبية، جراء استهداف القوات الإسرائيلية للمستشفيات والمراكز الطبية في القطاع.
وخرجت جميع مستشفيات قطاع غزة عن العمل، فيما لم يتبق إلا مستشفي شهداء الأقصى والمستشفى الأوروبي لخدمة ما يزيد عن مليون ونصف مواطن من سكان القطاع.
وفي حديثه لـ "العرب" يصف الدكتور إياد الجبري المدير الطبي لمستشفى شهداء الأقصى، الوضع الصحي العام في غزة بـ الكارثي، نظرًا لأن مستشفيات غزة لم تعد تكفي لجثث الفلسطينيين ومرضاهم، في الوقت الذي لا تتوقف فيه القوات الإسرائيلية عن القصف بكافة محافظات قطاع غزة دون تمييز.
وأكد "الجبري" أن طاقة الأطباء والمستلزمات الطبية أوشكت على النفاد، خاصة وأن مستشفى شهداء الأقصى التي تخدم ما يقارب من 750 إلى 800 ألف نسمة، وبينما تقدم مستشفى غزة الأوروبي الرعاية الطبية إلى حوالي مليون نسمة.
وأشار إلى أن الأطقم الطبية تواصل الليل بالنهار للتعامل السريع مع مئات الجرحى والمصابين يومياً، وجميعهم يقفون بحيرة أمام أنين المرضى في ردهات المستشفيات، في الوقت الذي قاربت فيه جميع المستهلكات الطبية على النفاد.
وفي وصفه لحال الوضع الصحي داخل مشفاه، أضاف الجبري لـ"العرب": "الجرحى والمصابين يفترشون الطرقات، فما عاد هنا مكان يؤويهم ولا مواد طبية تسعفهم فالوضع كارثي، سيما وأن المستشفى لا تكاد تسع سوى 200 سرير، وبها الآن حوالي 600 مريض، الأمر الذي دفعنا إلى اللجوء للخيم والمعرشات لمداواة المرضى فيها".
وتابع: "يقف النظام الصحي في القطاع على حافة الهاوية، ولا يزال مرضى الفشل الكلوي يشكلون الخطر الأكبر أمام أطباء غزة ويواجهون خطر داهم، بيد أن هناك عجز في المعدات التي تستخدم لغسيل الكلى، الأمر الذي جعلنا نفقد كل يوم مريضا أو أكثر من مرضى الفشل الكلوي.
بفعل التدمير والحصار وانقطاع الكهرباء والوقود والمياه النظيفة، ما أدى إلى وقف تقديم خدمات الغسيل الكلوي الدورية للمرضى".