أكد محمد حسونة، خبير البستنة في حديقة القرآن النباتية، عضو مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، أن الزراعة الرأسية اتجاه عالمي جديد يساعد في التغلب على صغر مساحة الأرض الخصبة وأمراض التربة ونقص المياه والتغيرات المناخية التي باتت تؤثر على الإنتاج الزراعي التقليدي في أماكن كثيرة حول العالم.
وقال «إن الزراعة الرأسية صناعة شابة في تطور مستمر، وتبحث عن طرق للتغلب على ثلاثة تحديات رئيسية وهي المواصفات والجودة لمستلزمات الإنتاج والمنتج الزراعي، الاستدامة البيئية للصناعة، والربحية، مبينا الفرق بين الزراعة التقليدية والزراعة الرأسية.
وأضاف: «تحتاج المحاصيل المزروعة بالطرق التقليدية إلى مكافحة الآفات الزراعية باستخدام المبيدات، ولكن في الزراعة الرأسية تكون المحاصيل محمية من الظروف الجوية القاسية، مما يقلل الحاجة إلى استخدام مبيدات الآفات الزراعية»، لافتا إلى أن الزراعة الرأسية تتسم بعدم الحاجة إلى أشعة الشمس الحقيقية، ويتم إمداد المحصول بكمية الضوء المطلوب لإتمام عملية البناء الضوئي عبر لوحات ضوئية وفق نظم هندسية ممنهجة تفي بمقدار حاجة كل محصول من الضوء والماء والعناصر الغذائية».
وأكد حسونة أن هذه التقنية الزراعية بحاجة إلى المزيد من البحث العلمي المرتبط بالتطبيق محليا، خاصة أن مناخ دولة قطر مختلف عن مناخ هذه الدول، لذلك فإن دعم البحوث التطبيقية، واستقطاب التكنولوجيات المرتبطة بالإنتاج الزراعي، وتحديد المواصفات والمعايير الانشائية، سوف تفي بالتطوير المطلوب لدعم استقرار الأمن الغذائي وضمان سلاسة الإنتاج.
وحول الفوائد الاقتصادية من تطبيق نظم الزراعة الرأسية في قطر، قال حسونة: «يعتبر ري النباتات بأقل كمية من المياه مع تحقيق أعلى عائد من أهم الأمور التي تسهم في اعتماد الزراعة الرأسية في قطر، لافتا إلى أن هذه التكنولوجيا تقلل نفقات إدارة الآفات الزراعية وتعقيم التربة ونفقات العمالة، وتسهم في استقرار سعر المنتج الزراعي الذي يتسم بالاستمرارية والتوفر على مدار العام».
وأضاف: «تعمل حديقة القرآن النباتية على تقديم نموذج علمي للزراعة الرأسية مطور من قبل جامعة أريزونا مشابه للظروف المناخية لدولة قطر تبنى فكرته على الزراعة في حاويات الشحن ومزود بنظم إضاءة متطورة تفي بحاجة المحاصيل من الاحتياجات المناخية.
وقال «نحن مستعدون لعقد شراكات بناءة في قطر لتطوير ذلك النموذج محلياً ضمن اتفاقية وقعتها الحديقة على هامش العام الثقافي القطري الأمريكي 2021».
وقدم حسونة مجموعة من النصائح والأساليب للتوسع في هذا النوع من الزراعة، وقال: «غالبا ما ينصح الخبراء بأن يتم البدء بمحصول واحد أو اثنين من المحاصيل المؤهلة للإنتاج باستخدام الزراعة الرأسية، كما يجب الاهتمام بتطبيق منظومة التغذية والتسميد بمنتهى الدقة حتى يتسم الإنتاج بالربحية التي تغطي كافة مصاريف الصيانة والتكاليف التشغيلية،لافتا إلى أن الزراعة الرأسية تعد صناعة في المقام الأول، ومعظم أدواتها بحاجة لإجراء صيانة دورية، كما أنها تحتاج لإنشاءات معدنية ومصدر موثوق للطاقة».