حكاية الاسكتلندي الذي أسلم دون أن يلتقي أي مسلم

alarab
منوعات 11 فبراير 2016 , 10:47ص
متابعات
"إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء" بهذه الآية الكريمة نبدأ حكاية الرجل الاسكتلندي الأبيض الذي يعيش في أحد المرتفعات الاسكتلندية والذي صار مُسلما بفضل الله وهدايته دون أن يقابل مسلما بحياته.

 يقول: بالنسبة إليّ، بدأ الأمر عندما سمعت الأذان من أحد المساجد المحلّية أثناء أجازتي في تركيا. لقد أيقظ بداخلي شيئا ما وألهمني أن أبدء ببعض البحث الروحي. عندما عدت لمنزلي في إنفرنس، ذهبت لأحد محلّات الكُتب وابتعت مصحفا وبدأت في القراءة. وبينما كنت أقرأ، كنت أتوسل إلى الله أن يُرشدني في رحلتي التي بدأتها. الكثير من الصلاة. الكثير من الوقت جاثيا على ركبتيّ. لقد صدمني القرآن بشدّة. إنه كتاب مُخيف إذ يُخبرك الكثير عنك. وقد وجدتُ الكثير عنّي تحدّث عنه القرآن ولم أُحببه. لذا قررت أنه الوقت المناسب للتغيير. كنت أعلم أن باستطاعتي التوقّف عن قراءة القرآن في أي وقت وأن أقطع السير في هذا الطريق، ولكنني عرفتُ كذلك أن هذا سيعني أنني أترك شيئا مُهما جدا. وكنت مُتيقنا أن نهاية هذا البحث والسعي هي: سأصير مُسلما. لذا استمررتُ بالقراءة. قرأتُه ثلاث مرات باحثا عن أي ثغر. لكنني لم أجد آية واحدة، كنت مُستريحا لكل شيء فيه. الجزء الأصعب في كل هذا هو التساؤل عما سأصيره. هل سأصبح غريبا، أرتدي ملابس مختلفة، وأتحدث بطريقة مختلفة في أعين الناس؟ ما الذي سيظنه أهلي وأصدقائي ورفاقي في العمل بي؟ والأهم، ما الذي سأظنه أنا في نفسي؟ هل سيعجبني من سأكونه؟ لقد أمضيتُ وقتا في البحث على الإنترنت باحثا عن قصص أشخاص اعتنقوا الإسلام ومرّوا بهذه التجربة. ولكن لم أجد شيئا ملائما فلكل شخص قصّته الخاصة والفريدة. فقط  كان من الجيد معرفة أن الآخرين أيضا مرّوا بنفس الطريق الذي مررت به أنت. كنت كثيرا ما أعود إلى هذه المصادر في كل مرة أشعر بأنني سأكون غريب الأطوار. المصادر الإلكترونية رائعة فيما يتعلق بتعلُّم الصلاة بالعربية، والاستماع إلى القرآن أو ربما الاستماع إلى بعض الموسيقى الإسلامية. بالنسبة إليّ، كانت الموسيقى طريقة رائعة لالتقاط بعض العبارات التي أردت أن أبدأ في استخدامها.   والأهم في كل هذا هو أنني سألتُ تقريبا عن كل شيء مُمكن في اعتناق الدين. إنك تسأل عن كل ما تسمع وما تقرأ. وإذا ما شعرتَ بأن شيئا لا يبدو صحيحا بالنسبة إليك فهذه إشارة واضحة أنه ليس لك. لذا عليك أن تستمع بحرص إلى حدسك وما يخبرك به قلبك. استغرق مني هذا المسعى 18 شهرا. بعضُ الناس استغرقوا وقتا أقل، وبعضهم أكثر. وقد كنتُ أقوم بهذا كله وحدي بدون أية مساعدة من أي أحد فلم أكن قد قابلتُ أي مسلم حتى حينها. 

ويضيف الاسكتلندي: بعد الثمانية عشر شهرا صرتُ أعتبر نفسي مُسلما. لقد كنتُ أصلي خمس مرات يوميا وأصوم في رمضان وآكُل وأشرب ما تحلّه لي تعاليم القرآن. كان هذا حتى وجدتُ مسجدا صغيرا في مدينتي. اندفعتُ إليه مُسرعا وطرقتُ الباب وقدمت نفسي. شعروا بالدهشة لرؤيتي ولم يكونوا واثقين مما ينبغي أن يفعلوه معي في البداية عدا أنهم رحبّوا بي في مجتمعهم. لقد كنت مقبولا منذ البداية ومازلتُ حتى الآن ضمن هذا المجتمع. وبالطبع كان لديّ الكثير لأتعلمه. ما هو الإسلام؟ وكيف تفصل وتطلق هذا الدين من ثقافة أحدهم؟ من المهم الإشارة إلى أن الإسلام هو  ما عليك قبوله بدلا من أي ثقافات أخرى في العالم. أنت تملك دائما الحرية في تعريف نفسك ما دمتُ تتبع تعاليم القرآن. لذا فأنا الآن رجل اسكتلندي مسلم. وأنا سعيد بذلك. 


م.ب/م.ب